العدد 4768 - السبت 26 سبتمبر 2015م الموافق 12 ذي الحجة 1436هـ

الأمم المتحدة تعتمد خطة إنمائية من أجل عالم أفضل خلال 15 عاماً

سبعة عشر هدفاً للتنمية المستدامة تضيء مقر الأمم المتحدة بنيويورك
سبعة عشر هدفاً للتنمية المستدامة تضيء مقر الأمم المتحدة بنيويورك

تبنّى قادة الكوكب أمس الأول الجمعة (26 سبتمبر/ أيلول 2015) في مقر الأمم المتحدة بنيويورك خطة طموحة تعد بعالم أفضل في غضون 15 عاماً في شتى الميادين، وخاصة التعليم ومكافحة الفقر والرعاية الصحية والبيئة، لكن كلفتها باهظة ونجاحها لا يبدو مضموناً.

وعند افتتاح القمة التي تجمعهم حتى اليوم (الأحد)، حدد 150 رئيس دولة وحكومة 17 هدفاً للتنمية المستدامة يفترض تحقيقها بحلول نهاية 2030.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على «وجوب البدء بالعمل على الفور» طالباً من «الحكومات كافة أن تقر في باريس في ديسمبر/ كانون الأول المقبل اتفاقاً متيناً وشاملاً بشأن المناخ».

والهدف الأول لهذه الخطة هو «القضاء على الفقر بكل أشكاله» ولاسيما أن 836 مليون شخص مازالوا يعيشون بأقل من 1.25 دولار في اليوم. وسيتوجب أيضاً تأمين التعليم والرعاية الصحية للجميع وتشجيع النساء والإدارة الرشيدة والحد من ارتفاع حرارة الكوكب.


الأمم المتحدة تعتمد خطة إنمائية من أجل عالم أفضل خلال 15 عاماً

نيويورك - أ ف ب

تبنى قادة الكوكب أمس الأول الجمعة (26 سبتمبر/ أيلول 2015) في مقر الأمم المتحدة بنيويورك خطة طموحة تعد بعالم أفضل في غضون 15 عاماً في شتى الميادين، خاصة التعليم ومكافحة الفقر والرعاية الصحية والبيئة، لكن كلفتها باهظة ونجاحها لا يبدو مضموناً.

وعند افتتاح القمة التي تجمعهم حتى اليوم (الأحد)، حدد 150 رئيس دولة وحكومة 17 هدفاً للتنمية المستدامة يفترض تحقيقها بحلول نهاية 2030.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على «وجوب البدء بالعمل على الفور» طالباً من «الحكومات كافة أن تقر في باريس في ديسمبر/ كانون الأول المقبل اتفاقاً متيناً وشاملاً بشأن المناخ». وناشدت الشابة الباكستانية ملالا يوسفزاي الناشطة من أجل حق النساء بالتعليم، الحكومات «الإيفاء بوعودها (لتأمين) تعليم للجميع».

ورحب رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي من جهته بالتركيز على «أولوية التغير المناخي» في الأهداف المحددة مبدياً «أمله في أن تفي الدول المتطورة بتعهداتها».

ووعد الرئيس النيجيري محمد بخاري في أول خطاب له في الأمم المتحدة بمكافحة الفساد والممارسات الإجرامية الأخرى بشكل أفضل.

من جهته، طالب رئيس زيمبابوي روبرت موغابي مرة أخرى «برفع العقوبات بلا شروط» عن بلاده، موضحاً أن ذلك سيسهل عليه تطبيق أهداف الأمم المتحدة. واعتبر البابا فرنسيس الذي ألقى قبل ذلك مباشرة كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن خطة العمل الجديدة «مؤشر هام على الرجاء». لكنه نبه إلى أنه لا يكفي «وضع لوائح طويلة من النوايا الطيبة».

والهدف الأول هو «القضاء على الفقر بكل أشكاله» لاسيما وأن 836 مليون شخص ما زالوا يعيشون بأقل من 1.25 دولار في اليوم.

وسيتوجب أيضاً تأمين التعليم والرعاية الصحية للجميع وتشجيع النساء والإدارة الرشيدة والحد من ارتفاع حرارة الكوكب.

وهذه الخطة العملاقة تأتي بعد أهداف التنمية الألفية التي شملت الفترة من العام ألفين حتى 2015. لكن الخطة الجديدة أكثر طموحاً بكثير من الخطة الألفية برأي المشككين. وستنطبق خطة العمل الجديدة أيضاً على البلدان المتقدمة وستتوسع إلى ميادين حساسة سياسياً مثل الحوكمة والمساواة بين الرجال والنساء ومكافحة الفساد. لكن سيتعين توفير التمويل لها والتأكد من أن الحكومات تلتزم بها ومن أن «لا أحد سيترك مهمشاً» أثناء تطبيق الخطة الإنمائية.

وسيضاف إلى هذه التحديات النمو الديموغرافي المتوقع بحلول 2030 في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والنزوح إلى المدن وشيخوخة السكان ما يثقل الحسابات الاجتماعية. وكما تذكر السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنتا باور «فان الحرب الأهلية في بلد نام يمكن أن تعيد اقتصاد هذا البلد 30 عاماً إلى الوراء».

لكن تطبيق الخطة الأممية سيكون طوعياً إذ يبقى كل بلد حراً في تطبيق أو عدم تطبيق أهدافها كما سيكون بإمكانه اختيار الوسائل لتطبيقها.

ويعتبر الخبراء انه سيتعين لتمويل الخطة رصد ما بين 3500 و5000 مليار دولار سنوياً على مدى 15 عاماً، أو أكثر. وذلك يتخطى على سبيل المثال إجمالي الناتج الداخلي في فرنسا والمملكة المتحدة أو ألمانيا. وفي الوقت نفسه فإن المساعدة الإنمائية التي تمنحها الدول الثرية للأكثر فقراً في تراجع بسبب الأزمة الاقتصادية. وفي هذا الإطار تعول الأمم المتحدة على تحسين جباية الضرائب في كل بلد وعلى مكافحة الفساد. وجاءت نتائج الخطة السابقة متفاوتة حيث سجلت تراجعاً للفقر المدقع ووفيات الأطفال إلى النصف قياساً إلى العام 1990، والأمراض مثل الملاريا تراجعت بشكل ملحوظ وبات الهاتف الجوال في متناول 92 في المئة من سكان الدول النامية (مقابل 10 في المئة في العام 2000).

لكن البيئة عانت من النمو المتسارع في دول كالصين والهند كما ازداد التفاوت ولاسيما أن إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا بقيا في المؤخر.

فهناك شخص من أصل أربعة يعاني من سؤ التغذية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى فيما يهدر 1.3 مليار طن من الأغذية كل سنة في العالم، و75 مليون طفل لا يذهبون إلى المدرسة.

إلى ذلك، لا تتوفر مراحيض لمليارين ونصف المليار من سكان الأرض كما أن هناك 1.3 مليار ما زالوا محرومين من شبكة كهربائية حديثة.

منظر عام لجلسة الأمم المتحدة أثناء خطاب الرئيس الكوبي راؤول كاسترو - AFP
منظر عام لجلسة الأمم المتحدة أثناء خطاب الرئيس الكوبي راؤول كاسترو - AFP

العدد 4768 - السبت 26 سبتمبر 2015م الموافق 12 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً