العدد 4768 - السبت 26 سبتمبر 2015م الموافق 12 ذي الحجة 1436هـ

قلق إسرائيلي من وصول السلاح الروسي إلى حلفاء طهران في سوريا

مقاتلان من حزب الله اللبناني على سفح احد جبال القلمون السورية على الحدود مع لبنان (غيتي)
مقاتلان من حزب الله اللبناني على سفح احد جبال القلمون السورية على الحدود مع لبنان (غيتي)

بعد أكثر من أربع سنوات على النزاع السوري الداخلي، فرضت روسيا نفسها بصفة لاعب رئيس على الساحة السورية. فأثار وجودها شكوك الغرب ومخاوفه من أهداف الرئيس فلاديمير بوتين الذي يسعى لإيجاد قواعد عسكرية في المياه الدافئة ، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الأحد (27 سبتمبر / أيلول 2015).

وبعد تعثر جميع المحاولات لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية والإخفاق في القضاء على «داعش»، قرّر بوتين منفردًا خوض حرب ضدّ التنظيم.وسارعت روسيا إلى تسليم الأسلحة لسوريا. وشهد مضيق البوسفور مرور سفن حربية روسية إلى ميناء طرطوس.

كل هذه التطورات دفعت بنيامين نتنياهو ، رئيس وزراء إسرائيل ، إلى زيارة موسكو، الأسبوع الماضي، بحثا عن اتفاق مع الدب الأبيض.. إذ يرى مراقبون، أنّ مخاوف إسرائيل هي من كم الأسلحة ونوعيتها في حال وصلت إلى حزب الله اللبناني وإلى الحرس الثوري الإيراني في سوريا.

أماّ روسيا فنقطتها الحيوية هي ألا تصطدم الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق مناطق الجولان والقنيطرة ومناطق درعا بالطلعات السورية الروسية علما بأن موسكو سلّمت دمشق منظومة دفاع جوّي، وبالتالي فأن هذه المنظومة تتصدى لأي طيران معاد.

وبإمكان الجيش السوري استخدام الطائرات لشن ضربات جوية في منطقتي القنيطرة ودرعا القريبتين من دمشق، وتجنبا للتضارب بين الطرفين فلا بدّ من التنسيق.

والتنسيق هنا غير مباشر، تمامًا كالذي يجري حاليًا لدى قصف الرقة. والاتفاق هنا حصل عن طريق وسيط عراقي ومنذ زمن، لذلك قال الأميركيون إنهم لا ينسقون مع السوريين.

وسيجري بشكل أو بآخر، نوع من التفاهم السوري الإسرائيلي، خصوصًا في مناطق القنيطرة والجولان ودرعا وجنوب سوريا، عن طريق الوسيط الروسي. و الهيئة الإسرائيلية الروسية التي شُكّلت، ستلعب هذا الدور تجنّبًا لأي صدام مباشر.

ويتحدث خبراء عن أهمية الأسلحة الروسية وعن مخاوف إسرائيل التي تحرص ألا تصل إلى حلفاء الأسد، لأنّها متطورة جدّا وبإمكانها أن تكسر التوازنات القائمة. فما ترسله روسيا يسمى بـ«الأسلحة الكاسرة للتوازن». وتحرص تل أبيب أن يكون التعامل مع هذه الأسلحة مباشرة بين الجيشين الروسي والسوري.

وهذا التنسيق الإسرائيلي الروسي يشير إلى جدّية موسكو في الدفاع عن الحكومة السورية وعن الانتقال إلى مرحلة استرجاع أو تثبيت مواقع على الأرض. وأنّ أي عمل عسكري سيحدث لا بدّ أن يأخذ بعين الاعتبار، استرجاع بعض المناطق كجسر الشغور وتدمر وريف اللاذقية الشمالي، تعزيزًا لموقع السلطة، ودعم خطوط التماس في مناطق كدير الزور وحلب. لذلك لوحظ خلال الأيام الماضية طلعات جوية سورية قوية فوق الرقة وتدمر، والمنطقتان قد يطالهما تغيير ميداني.

ويتحدث مراقبون عن القرار الأوروبي والعالمي الذي صدر أخيرا، بتحييد موضوع رحيل الأسد، وهذا ما عبرّت عنه دول أوروبية بالتتابع رغم رفضها لبقاء الأسد. كما يرجّح مراقبون أنّ الإبقاء على الأسد جزء من الصورة، ويرجعون صموده وسيطرته على مساحات تصل إلى 70 في المائة، حسبما يدّعي مؤيدوه، إلى حلفائه إيران وحزب الله وروسيا، الذين لم يتخلوا عنه. كما أظهرت أزمة المهاجرين أنّ المعارك دفعت بالسوريين لدخول أوروبا عنوة. وجميع هذه الأمور جعلت أوروبا تدعو إلى إشراك الأسد لحل الأزمة.

وقد يكون سبب أزمة اللاجئين بسيطًا، لأن تركيا حرّضت وفتحت الباب، محاولة تحقيق منطقة عازلة والضغط على أوروبا لتأييدها بقرارها، ولكنّها أخطأت الحسابات. لأن أوروبا أدركت أنّ هذا المد البشري لا يُعالج إلا بحل سياسي يكون الأسد شريكًا فيه.

من هنا يحاول الأوروبيون وروسيا التي عرضت على أميركا، الاتحاد لضرب «داعش». وتدعو موسكو للعمل مع «أحرار الشام» في إدلب وحلب، رغم تحالفهم مع جبهة النصرة. لكنّهم مستقلون عنها، وكثيرون يتعاملون معهم كطرف سياسي مفاوض. فيما يرى آخرون الأمور بوجهة مختلفة، ويعتقدون أنّها تبدُل في موازين القوى الداعمة للنظام، فالدور الإيراني بدأ ينكفئ. ولروسيا حاليًا مصلحة في بقاء النظام أقله باللاذقية، حيث تملك قاعدتين عسكريتين وتطلب من الأسد أن تكونا ثابتتين.

وحسب المراقبين ، فأن روسيا ستصبح الآن مالكة للورقة الأولى على صعيد الحل. وهذا ما يفسر اندفاع الغرب للتحاور معها والقبول بوجودها. فالحل أصبح بيدها. وقد تقبل موسكو بالضغط على الأسد وبمرحلة انتقالية يكون فيها رئيسا على حكومة وطنية تمثّل الجميع، إلى أن تستتّب الأمور.

كما تسعى روسيا إلى تأمين شرعنة وجودها في قاعدتي اللاذقية وطرطوس.

وهكذا أصبح الأسد في حضن روسيا، التي تحاول كسب الامتيازات في إطلاق يدها وثقلها بالشرق الأوسط. ويتوقع مراقبون تحسن العلاقات بين طهران والغرب. خصوصا أميركا. لذا تحوّلت إيران إلى لاعب ثانوي. والعبء ألقي على روسيا ليريح إيران، ولكن ذلك سيكون على حساب استقلالية النظام بقرار التسوية النهائي. فروسيا تتشبث بالورقة الأولى. لذا بات الغرب يسعى للقبول بروسيا وهذا ما سعى له بوتين منذ سنين. 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 9:03 ص

      يعيش الدب الروسي

      ماذا فعلت يادب يا روسي
      يا مردغهم

    • زائر 3 | 5:15 ص

      .

      المكان الي تقلق منه إسرائيل اعرف أنه المكان الصحيح، والمكان الي ترتاح ليه هالجرثومة اعرف أنه المكان الخطأ، وكلنا نعرف اسرائيل تقلق من أي مكان وترتاح لأي مكان

    • زائر 2 | 3:13 ص

      الشعار الراهن هو :

      تحيا روسيا فلتحيا سوريا.. لأن الدب الروسي بدأ يريهم " العين الحمره" بدأ الكل في هلوسه وهذيان. ما العيب في أن تصل أسلحة روسيا للمقاومه اللبنانيه الشريفه ؟ والداعش وباقي زمرة الإرهاب من أين لهم كل هذه الأسلحة والمتفجرات ؟ هل صنعها امير الفاسقين البغدادي وهو في جحره ؟ أو يمكن كانت مخزنه من امد طويل في دبره؟

    • زائر 1 | 1:01 ص

      لماذا الخوف من حزب الله؟؟؟

      هرولة النتن الى موسكو خوفا و هلعا من ان تصل الاسلحه التي حصل عليها الجيش السوري بيد حزب الله انما هو دليل عل قوة هذا الحزب بقيادة بهي الطله حسن نصر الله ، و ايضا هذا برهان على القوه الجباره و التي تحسب لها اسرائيل الف حساب لمن يكنون حقد و ضغينه على هذا الحزب الذي رفع رؤوس العرب..............، النتين يعلم علم اليقين الالوف المؤلفه من الصواريخ الفتاكه التي بيد الحزب ، فما خوفه و ما جزعه الا ان تصل هذه الاسلحه لتثري قوة الحزب قوه ....

اقرأ ايضاً