العدد 4769 - الأحد 27 سبتمبر 2015م الموافق 13 ذي الحجة 1436هـ

«التنمية» و«الإنمائي» يستعرضان مع القيادات الشبابية الخطة الإنمائية للأمم المتحدة

المشاركون في الحلقة النقاشية مع القيادات الشبابية البحرينية - تصوير : أحمد آل حيدر
المشاركون في الحلقة النقاشية مع القيادات الشبابية البحرينية - تصوير : أحمد آل حيدر

خصصت وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يوم أمس للاجتماع مع القيادات الشبابية البحرينية في حلقة نقاشية للحديث عن خطة طموحة تعد بعالم أفضل في غضون 15 عاماً في شتى الميادين، وخاصة التعليم ومكافحة الفقر والرعاية الصحيّة والبيئة.

وجاءت هذه الحلقة النقاشية التي عقدت في مركز المنامة الاجتماعي التابع لوزارة التنمية في الجفير بعد أن تبنّى قادة العالم يوم الجمعة الماضي (25 سبتمبر/ أيلول 2015) في مقر الأمم المتحدة بنيويورك الخطة، وعند افتتاح القمة التي تجمعهم أمس (الأحد)، حدد 150 رئيس دولة وحكومة 17 هدفاً للتنمية المستدامة يفترض تحقيقها بحلول نهاية 2030.


في حلقة نقاشية مع القيادات الشبابية البحرينية...

«التنمية» و«الإنمائي» يستعرضان الخطة الإنمائية للأمم المتحدة «من أجل عالم أفضل خلال 15 عاماً»

الجفير - حسن المدحوب

خصصت وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يوم أمس للاجتماع مع القيادات الشبابية البحرينية في حلقة نقاشية للحديث عن خطة طموحة تعد بعالم أفضل في غضون 15 عاماً في شتى الميادين، وخاصة التعليم ومكافحة الفقر والرعاية الصحيّة والبيئة.

وجاءت هذه الحلقة النقاشية التي عقدت في مركز المنامة الاجتماعي التابع لوزارة التنمية في الجفير بعد أن تبنّى قادة العالم يوم الجمعة الفائت (26 سبتمبر/ أيلول 2015) في مقر الأمم المتحدة بنيويورك الخطة، وعند افتتاح القمة التي تجمعهم أمس (الأحد)، حدد 150 رئيس دولة وحكومة 17 هدفاً للتنمية المستدامة يفترض تحقيقها بحلول نهاية 2030.

وزيرة التنمية: نعمل منذ اليوم

على استثمار الطاقات الشبابية

وألقت الوكيل المساعد للموارد البشرية والمالية مها المنديل كلمة وزيرة التنمية الاجتماعية التي ألقتها في قمة «العمل الاجتماعي اللائق» 2015 «يشرفني في مستهل هذه الكلمة أن أنقل إليكم جميعاً تحيات وزيرة التنمية الاجتماعية فائقة سعيد الصالح التي حرصت على أن تكون معكم في هذا الحدث الهام ولو من خلال كلمة متلفزة تقدمها لكم، ولكن نظراً لخلل فني حدث للكلمة المتلفزة التي كان من المفترض أن تبث لكم في وقت مشاركتها في هذا اليوم والوقت في القمة العالمية حول التنمية المستدامة بنيويورك، فقد كلفتني بأن ألقي هذه الكلمة نيابة عنها، معربة لكم عن تمنياتها الطيبة بنجاح أعمال هذا الحدث وأن يحقق الأهداف المرجوة منه».

وقالت «إنه لمن دواعي السرور أن ترعى وتشارك وزارة التنمية الاجتماعية في هذا اللقاء الذي يجسد التعاون والشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والجمعيات الأهلية وبخاصة الشبابية منها التي نسعى دائماً إلى تعزيزها وتقويتها وخاصة في مجال التنمية المستدامة».

وأضافت الوزيرة «ها هي مملكة البحرين، كعادتها دوماً، تؤكد حضورها الفاعل والحقيقي في المحافل الدولية، وتُثَبّت أقدامها على خارطة التنمية العالمية، فاليوم وقادة العالم أجمع يُقرّون أهداف التنمية المستدامة لما بعد 2015 في اجتماع الجمعية العمومية بنيويورك، بعد أن تم اجتياز مراحل وخطوات متعددة في الحوار العالمي. اليوم تسير بالتوازي معها قمة العمل الاجتماعي اللائق لعام 2015 لمناقشة هذه الأهداف من قبل القطاع الشبابي على مستوى العالم».

وتابعت «يأتي حضوركم اليوم واجتماعكم هذا، كممثلين فاعلين عن المجتمع الشبابي الفاعل بمملكة البحرين، متزامناً مع اجتماعات مماثلة على مستوى العالم؛ ليكون لكم ولنتائج نقاشاتكم دور في رسم السياسة المستقبلية لكيفية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة حتى عام 2030، على المستوى الوطني، بل الإقليمي والدولي».

وأضافت «لابد أنكم تشاطروننا ما أنجزناه في مملكتنا على مستوى تنفيذ الأهداف الإنمائية الثمانية السابقة للألفية، من خلال مختلف الخطط والبرامج والمبادرات الوطنية؛ فقد كنا دائماً كمؤسسات حكومية، ومنظمات مجتمع مدني، ومؤسسات قطاع خاص نسير يداً بيد نحو مقاربة تلك الأهداف. وعليه؛ فقد تجاوزنا كثيراً من المؤشرات التي وضعت لتلك الأهداف، آنذاك، وكنا مع ذلك نعرف أن ما أنجز قد لا يصل إلى مستوى ما نطمح إليه أو نأمله، فطموحنا كمؤسسات حكومية، وعلى قاعدة التنمية، كان ولايزال وسيبقى كبيراً، وسنسعى جاهدين ليكون على قدر طموح وتطلعات البحرينيين، أطفالاً، شباباً و شيوخاً».

وذكرت أن «مملكة البحرين كانت، وفي مسعاها لتحقيق أهداف التنمية للألفية جادة في العمل التنموي بمعناه الشامل؛ فقد شهدت الأعوام الخمسة عشر السابقة بروز المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله ورعاه، بكل أبعاده التنموية، وتطلعاته المستقبلية التي تقاطعت مع كل الأبعاد التنموية التي وضعتها الأمم المتحدة، والتي كان يسعى لتحقيقها مختلف الدول في العالم. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تم تخصيص وزارة مستقلة تُعنى بالتنمية الاجتماعية، كما تأسس المجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الملكي قرينة جلالة الملك المفدى الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، والذي اهتم بقضايا المرأة والمساواة وتكافؤ الفرص، بالإضافة إلى العديد من المبادرات والبرامج المتعلقة بالشباب، والتعليم، والعمل، والتدريب، والصحة، والبيئة، وغيرها».

وواصلت إن «كل ما تحقق على مستوى أهداف التنمية للألفية، كان مقدمة لوضع مملكة البحرين على الخارطة الإقليمية والعالمية تنموياً، بشكل فعال وصحيح في تعاملها مع مختلف القضايا ذات الطابع التنموي، استناداً إلى مفاهيم التنمية الإنسانية والبشرية».

وأردفت الوزيرة «وتأتي هذه الفعالية، التي نقوم بها بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في هذا الوقت المبكر لإعلان وإطلاق (أهداف تنموية جديدة تمتد مقاربتها وتنفيذها من عام 2015، وحتى عام 2030) والتي أطلق عليها اسم «أهداف التنمية المستدامة» - وهي سبعة عشر هدفاً - من خلال وجودكم معنا في هذا اليوم التاريخي، بكل ما تعني كلمة «تاريخ» من معنى، سوف تتذكرون هذا الحضور وهذه المشاركة طيلة الخمسة عشر عاماً القادمة، وما بعدها، وذلك بوصف هذه الأهداف التي تعلن في الجمعية العمومية بحضور قادة العالم على مختلف تصنيفات هذه الدول، سواء متقدمة، أم مانحة، أم نامية أو على طريق التقدم تنموياً - بوصفها - الأهداف التي ستظل حاضرة وبقوة كلما تحدثنا عن التنمية البشرية والإنسانية».

وشددت على أن «أي عملية تنموية تنشد تقدم الأمم على المستويات العالمية والإقليمية الوطنية، تستند إلى هذه الأهداف، لا يمكنها أن تمضي قدماً بمعزل عن الشباب، فنحن نعرف أن نصف سكان العالم أو حوالي 3 مليارات من الناس، اليوم، هم تحت سن الـ 25، ويعيش 87 في المئة منهم في البلدان النامية. أما المنطقة العربية، فهي موطن للسكان الأصغر في العالم «مع أكثر من 100 مليون تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 سنة، وقد أظهر الشباب، طيلة العقود الماضية، وقبل ذلك، قدراتهم وإمكاناتهم في المساعدة على حل المشاكل التي تحيط بالكوكب في الحاضر والمستقبل على حد سواء. ويمكن من خلالهم أيضاً طرح أفكار جديدة، غالباً ما تكون سباقة في تحديد الحلول لتحديات التنمية على المستوى المحلي، والإقليمي، والدولي».

وأكملت «عندما أنظر كوزيرة للتنمية الاجتماعية إلى عدد الشباب على مستوى العالم، وما تطمح إليه مختلف الدول للاستفادة من عناصرها الشبابية وطاقاتهم في الدفع قدماً بمسببات التنمية؛ أجد أن وجودكم اليوم، ولمتخذي القرار، ولراسمي السياسات في بلدنا العزيز دافع قوي نحو مزيد من الشراكات الناجحة والفاعلة».

وتساءلت «أما لماذا الشباب؟ فهذا تساؤل ربما يبدو بسيطاً بعض الشيء، لأن الإجابة عليه معلومة مسبقاً، وهي أنهم بناة المستقبل، ومكون رئيسي في بناء المجتمع، وجزء أساسي في صناعة الحاضر، الذي يمهد لمستقبل واعد، هذا كلام صحيح، ولكنه لن يفيدنا كثيراً، ما لم نجرّ المستقبل إلى دائرة الحاضر، ونعمل منذ اليوم على استثمار الطاقات الشبابية، ونكون سباقين إلى ذلك، لا منتظرين لنتائج قد تأتي وقد لا تأتي».

وقررت «نعم؛ إنه ليس ثمة كمال ونهاية، عندما يتعلق الأمر بالتطور، والتقدم، والعطاء الإنساني، والتنمية البشرية، ونحن نستوعب ذلك جيداً، ونعي أبعاده؛ لذلك سنمضي واثقين، مطمئنين، متحدين بأن ما سنحققه اليوم - بفضل شبابنا - هو ما سيضعنا في الصفوف المتقدمة، التي تنطلق في ثبات نحو الأمام».

وختمت وزيرة التنمية «أشكر لكم حضوركم معنا اليوم، كما أتقدم بالشكر الجزيل لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لشراكته الفاعلة معنا في هذه الفعالية، التي أتمنى أن نخرج منها بأفكار و تصورات لمبادرات تنموية هادفة نعمل على تنفيذها جميعاً».

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: «أجندة بعد2015» ستشكل أكثر الأدوات فعالية في قيادة العمل التنموي

وفي كلمته، قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بيتر غروهمان «يسرني، بالغ السرور، أن التقي بكم اليوم في هذا اليوم التاريخي الرائع، الذي سيعتمد فيه قادة العالم جدول أعمال وسبعة عشر هدفاً تنموياً جديداً. سيذكر هذا اليوم 27 من سبتمبر لعام 2015 كتاريخ لمرحلة جديدة من العمل التنموي، الذي جاء نتيجة لما يقرب من 3 سنوات من المناقشات الشفافة المتواصلة على مختلف المستويات بين قادة، ومفكرين، وأكاديميين، وعاملين في الحقل التنموي، والأهم من ذلك بين مواطني العالم، الذين شاركوا في اختيار أولوياتهم؛ تلك الأهداف التي تؤثر تأثيراً مباشراً على رفاه حياتهم اليومية».

وأضاف غروهمان «من دواعي سروري، أيضاً، أن أرى جهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي جنباً إلى جنب مع تلك التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الإعلام في هذا الاحتفال «لقمة العمل الاجتماعي اللائق لعام 2015، والانضمام إلى 108 بلدان في جميع أنحاء العالم، يشاركون في هذه القمة. أما شعار مؤتمر القمة هذا العام فهو (أهداف تنموية جديدة. طاقة جديدة. وتكنولوجيا جديدة). وقد وافقت وزارتا التنمية الاجتماعية والإعلام وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للاحتفال معكم، كجيل جديد من مملكة البحرين. إن رؤيتي لكم (كشباب بحرينيين) في هذه القاعة ملهم جداً بالنسبة لنا كعاملين في مجال التنمية، فبدون تواجدكم معنا، يصعب علينا إدخال أي تغييرٍ إيجابيٍ إذ يعد هذا التغيير محركاً رئيسياً لتقدم الأمم».

وتابع «وكأهداف التنمية للألفية، فإن أجندة أعمال ما بعد 2015، وأهداف التنمية المستدامة يتوقع أن تشكل واحداً من أكثر الأدوات فعالية في قيادة العمل التنموي، وتوجيه الموارد والطاقات نحو تعزيز التنمية المنصفة والمستدامة، فأهداف التنمية المستدامة تمثل اتفاقاً غير مسبوق حول أولويات التنمية المستدامة فيما بين الدول الأعضاء 193».

وأشار غروهمان إلى أن «أهداف التنمية المستدامة الـ 17، بغاياتها الـ 169 ومؤشراتها الـ 309 هي أوسع نطاقاً من أهداف التنمية السابقة، وسوف تذهب أبعد منها في التصدي للأسباب الجذرية للفقر. الغايات والأهداف التي سوف تحفز العمل على مدى السنوات الـ 15 المقبلة ستركز على المجالات ذات الأهمية القصوى: الناس، الكوكب، والرخاء والسلام والشراكة، أما السؤال الذي يجب أن نجيب عليه جميعاً، كل حسب موقعه، فهو: ماذا علينا أن نفعل، حتى نتأكد بأننا قادرون على تحقيق هذه الأهداف، وخصوصاً على الصعيد الوطني؟».

وأوضح أن «أجندة ما بعد 2015 تشكل إطاراً عالمياً، سيكون تنفيذه أساساً على عاتق الحكومات في مختلف بلدان العالم، ومن هنا أؤكد أن مكاتب الأمم المتحدة في البحرين على استعداد لمواصلة دعمها لكل الجهود التي تعزز النقاشات حول هذه الأهداف والسبل الكفيلة بتنفيذها على المستوى الوطني».

وأفاد «هذا العام، سيقوم قادة العالم، وهو حدث يحدث مرة واحدة لكل جيل، بإقرار خطة تحويلية للتنمية، من خلال اتفاقات عالمية بشأن التمويل من أجل التنمية وأجندة ما بعد عام 2015، وتغير المناخ والحد من مخاطر الكوارث، عام التحول من الأهداف الإنمائية للألفية إلى أهداف التنمية المستدامة، ولذلك، يجب أن تستثمر في الأعمال التي لم ننته منها في الأهداف الإنمائية للألفية، واستخدامها كنقطة انطلاق إلى المستقبل ونحن نريد - مستقبلاً خال من الفقر ومبني على حقوق الإنسان والمساواة والاستدامة، هذا هو واجبنا، ككبار، ويجب أن نجتهد ليكون هذا هو التراث الذي ينبغي أن نسعى جاهدين إلى تركه لأجيالنا الشابة». وختم غروهمان «من خلال هذه الفعالية الخاصة بكم اليوم، فإننا سنتطلع إلى سماع أفكاركم المبتكرة، واقتراحاتكم، وتطلعاتكم ومبادراتكم التي يمكن أن تساعد صانعي القرار والعاملين في مجال التنمية لتضمينها في أولوياتنا عندما نعمل على وضع الخطط والبرامج على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية».

الشرقاوي: لابد من التخطيط

لمستقبل أفضل للبشرية

من جانبه، تعرض نائب ممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أمين الشرقاوي إلى أهداف التنمية المستدامة الـ 17، متحدثاً عن أهمية التخطيط للمستقبل من أجل أن يكون أفضل لسكان العالم.

وأسهب الشرقاوي في حديثه عن الأهداف الإنمائية التي تتناول الفقر، والجوع، والصحة، والتعليم، والتنمية، وتوفير المياه، والطاقة، والنمو الاقتصادي، والبنية التحتية.

العدد 4769 - الأحد 27 سبتمبر 2015م الموافق 13 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً