العدد 4769 - الأحد 27 سبتمبر 2015م الموافق 13 ذي الحجة 1436هـ

جهود حثيثة لإعادة ترتيب المنطقة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

عندما وصلت أحداث الربيع العربي إلى سورية في 2011 تغيَّرت المعادلة في الشرق الأوسط، وانقلبت السياسات رأساً على عقب، ودخلت المنطقة مرحلة تفكُّك الأُسس التي بُنيت عليها الحدودُ الإقليميَّةُ والتحالفاتُ. وبعد أربع سنوات من التغييرات التي حدثت فعلاً على أرض الواقع، انتهى مفهومُ «المعارضة المعتدلة»، وانفلت زمامُ الوضع أكثر، وبدأ عشرات الآلاف من السوريّين يتدفَّقون على المُدن الأوروبيَّة، وأصبح العالمُ أَمام مُفترق طُرق.

وعليه، فإنَّ التحرُّكات الحاليَّة تعبّر عن تغيُّراتٍ في التوجُّه نحو «حلّ سياسيّ» من نوع مختلف، وقد بدأت المؤشّرات تتحرَّك في هذا الاتجاه، إذ أعادت بريطانيا تَموضِعَها، كما بدأت فرنسا توجيه ضربات جوّيَّة ضدَّ التنظيمات الإرهابيَّة في سوريَّة، وأعلنت أمسِ تدمير معسكر تدريب تابع إلى تنظيم «داعش». هذا الجهدُ العسكريُّ هو تغييرٌ فعليٌّ لموقف فرنسا السابق، والذي كان يرى أنَّ أيَّ غارات في سوريَّة ستعزّز وضع الرئيس السوري بشار الأسد. يأتي هذا تزامناً مع التدخُّل العسكري الروسي الأخير في سوريَّة.

من جانب آخر، أكَّدت تسريبات من العراق، عن قيادة للعمليَّات المشتركة، وأن هناك تعاوناً استخباراتيّاً وأمنيّاً مع كل من روسيا وسوريَّة وإيران، بهدف التصدّي لتهديد «داعش»، وأنَّ هناك اتّفاقاً لتشكيل مركز معلوماتيّ في بغداد سيضمُّ ممثّلين عن هيئات الأركان العامَّة للدول الأربع، وأنَّ العمل سيتمحور حول جمع المعلومات وتحليلها، بشأن مجمل الوضع في الشرق الأوسط.

المُلفتُ أنَّ كلَّ هذا يحدث في وقت واحد، بينما أعلنت أمس الأوَّل كبيرة المفاوضين الأميركيّين حول ملف إيران النووي، ويندي شيرمان، أنَّ إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما «مستعدَّة لفتح نقاش مع طهران حول الأزمة السوريَّة»، وأنَّ هذه النقاشات وُضعتْ على جدول أعمال وزير الخارجيَّة الأميركي جون كيري خلال اجتماعه بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، على هامش أعمال الجمعيَّة العامَّة للأُمم المتَّحدة في نيويورك.

الملاحظ من جميع هذه الأخبار، أنَّها غير متناقضة، بل تكمّل بعضها بعضاً، ويبدو أنَّ «غرفة عمليَّات» إعادة ترتيب وضع الشرق الأوسط ستنطلق من سوريّة، عبر جهود حثيثة ومنسَّقة من كل جانب.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4769 - الأحد 27 سبتمبر 2015م الموافق 13 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 5:02 ص

      هناك لا يفهم الجغرافيا ويريد ان يغيرها وهناك من لا يفهم التاريخ ويريد ان يدخل التاريخ

      البحرين سوف تكون تحت دائرة الضوء بعد تسوية القضية السورية واليمنية عبر الحل السياسي وليس العسكري ، الحوار للحل قبل فوات الوقت وقبل المزيد من الخسائر في طاقات وخيرات هذا الوطن الغالي

    • زائر 6 | 3:14 ص

      الشعب السوري

      بدا الشعب السوري مثل اي شعب مظلوم حب التغير الي الاحسن وبداء سلميا حتي تم تدخل مليشيات الشيعيه علي الساحة السورية تحت ظريعت حماية الأضرحة تم تدمير سوريا ودخول مقاتلين من كل ملة ونحله

    • زائر 7 زائر 6 | 4:04 ص

      الميليشيات الشيعيه تواجه في بلدانها ومحيطها

      ولكن ماذا عن ميليشيات داعش ذات الثمانين جنسيه من اين جاءو ولعين من وبتوجيه من وبدعم من وماهو الهدف دفاعا عن ثمانين بلدا ام لأجنده هي ضدك وتحسبها لك مع شديد الاسف ...

    • زائر 4 | 1:44 ص

      نخرب بيوتنا بايدينا ..نحن العرب

      البلاد الغربية صاحبة مصالح ومصالحها معروفة. لكن ماذا عنا نحن العرب .. سلمنا بلادنا للدمار ومن قبل وساهم وشارك في تدمير سوريا لا يتوقعون ان ما فعلوه بسوريا لن يصيبهم

    • زائر 2 | 12:22 ص

      صمود سوريا حطم أحلامهم المريضة

      العالم واقصد الغربي والكثير من العالم العربي أيضاً اشترك في الحرب العالمية ضد سوريا لا سقاطها وان تتطلب الامر تفكيكها لكن سوريا العز والشرف جيشا وشعبا وحكومة شرعية صمدت وان استنزفت ودمرت بلدهم ضد هذه الهجمه التي سخرت لها المليارات وقنوات إعلامية وأسلحة ومقاتلين مدربين وانتحاريين ليذهبوا مباشرة للجنة لملاقاة حور العين لكن دعم العديد من الدول وعلى راسها روسيا حبطت أحلامهم وجعلتهم يصحون منه ليروا ماذا عملوه شكرًا لشهداء سوريا وخط المقاومة وتعسا لمن سعى في تدمير سوريا

    • زائر 3 زائر 2 | 1:40 ص

      تصحيح المسار

      نرجوا من الحريصين على هذا البلد الطيب والمحبين للوحدة الوطنية البعيدة كل البعد عن الحقد والنفس الطائفي البغيض. عليهم الدخول في حوار جاد مع المعارضة لحل الأزمة وعلاج الأمور بشكل سريع حتى يتنفس هذا الشعب الحرية والعدالة. العناد عمره ماوصل لحل مشكلة او راح يوصل. كفى عناد ياحكومة ضعي يدك بيد المخلصين في هذا البلد من أجل التغيير والهدوء .

    • زائر 5 زائر 2 | 1:59 ص

      زعل صديقي

      عندما بدأت الأزمة السورية، صديق عزيز زعل لعدم تأييدي له في دعم المعارضة لنظام بشار الأسد. مع علمه باني لا احمل اي فكر سياسي و لا أتدخل في السياسة و ما اقرأه فقط لاجل معلومات عامة و التعرف علي ما يدور حولي. بعد هذه التغييرات هل تتصورين إمكانية مصالحة صديقي معي ؟

    • زائر 1 | 10:51 م

      البحرين ليست استثناء

      بلدنا العزيز ليس استثناءً
      لهذا نتمنى البدء بحل الأزمة من خلال الإفراج عن المعتقلين والتفاوض مع المعارضة حول مطالبها الوطنية الشرعية حتى نخرج بحل وطني أفضل من انتظار الترتيبات الدولية التي ستفرض علينا شئنا أم أبينا

اقرأ ايضاً