العدد 4769 - الأحد 27 سبتمبر 2015م الموافق 13 ذي الحجة 1436هـ

الأسد يحظى بفرصة جديدة بفضل الدعم الروسي والتردد الغربي

يتجه الرئيس السوري بشار الاسد للانتقال من طرف معزول على الساحة الدولية الى شريك محتمل في المساعي المبذولة لتسوية النزاع في بلاده، بفضل دعم حليفيه الروسي والايراني وفي ظل تردد الدول الغربية التي كانت تطالب برحيله.

والاسد الذي وصل الى سدة الرئاسة منذ 15 عاما وهو الناجي الوحيد من الثورات العربية التي اطاحت بعدد كبير من الرؤساء العرب، يبدو اليوم اكثر ثقة بفعالية استراتيجيته القائمة على تقديم نفسه السد المنيع في مواجهة الإرهابيين.

وباتت فكرة ضرورة بقاء الاسد في السلطة للتصدي للتنظيمات الجهادية على غرار تنظيم "داعش" الإرهابي اكثر تداولا في الاسابيع الاخيرة.

ولم يعد مطلب رحيل الاسد بالنسبة الى واشنطن ولندن وبرلين وحتى باريس شرطا مسبقا لاي مفاوضات حول مستقبل سوريا.

ويقول كريم بيطار مدير الابحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس (ايريس) لوكالة فرانس برس "اعتقد ان الانتصار المؤقت لنظام الاسد نابع من سياسة الامر الواقع".

ويضيف "يتدخل الروس والايرانيون في الملف السوري بفعالية اكثر من الغرب، هم يتحركون ولا يبدون مرونة ومتصلبون في آرائهم، في حين ان لا يملك معارضو نظام الاسد استراتيجية واضحة ويدفعون ثمنا باهظا جراء اساليبهم الخاطئة".

واندلعت الاحتجاجات السلمية ضد نظام الاسد منتصف آذار/مارس 2011 تزامنا مع ثورات "الربيع العربي"، وتحولت بعد قمعها بالقوة الى نزاع مسلح شاركت فيه اطراف عدة، وتسبب بمقتل اكثر من 240 الف شخص ونزوح الملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.

ومع ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا وسيطرته على نحو نصف مساحة البلاد مرتكبا جرائم غير مسبوقة، اصر الاسد على تقديم نفسه بمثابة الطرف الوحيد القادر على التصدي للجهاديين.

ولم يتمكن الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن من القضاء بالكامل على تنظيم "داعش" الإرهابي عبر الضربات الجوية التي شنها ضد مواقع وارتال الجهاديين على الرغم من تحقيقه بعض النجاحات.

وتمكن الاسد، على غرار والده الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي حكم سوريا بيد من حديد بين عامي 1970 و2000، من الاستفادة من الوقت.

ويضيف بيطار "يستفيد نظام الاسد من انتصار الثورة المضادة على المستوى الاقليمي ومن فكرة خاطئة لدى الدول الغربية مفادها ان القومية الاستبدادية في العالم العربي هي الحصن الوحيد ضد الاسلام المتشدد".

ميدانيا، خسر الاسد خلال اربع سنوات ونصف من الصراع ثلثي مساحة البلاد التي باتت تحت سيطرة كل من تنظيم "داعش" الإرهابي والفصائل المعارضة بالاضافة الى جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا).

ومع ذلك، لا يزال الاسد يمسك بالمناطق الاستراتيجية مع سيطرته على دمشق، وحمص وحماة في وسط البلاد، وعلى الساحل (غرب) وجزء من محافظة حلب (شمال)، وهي المناطق التي يعيش فيها خمسون في المئة من اجمالي عدد السكان في سوريا.

ويعد الدعم الثابت الذي تقدمه كل من روسيا وايران بمثابة الورقة الرابحة التي يمكن للاسد الاعتماد عليها في مقابل مرواغة وتردد خصومه الذين يطالبون برحيله الفوري وغير المشروط.

وترى الباحثة في المعهد الالماني للشؤون الدولية والامنية موريال اسبورغ ان الاسد باق في السلطة اليوم لان "معارضيه منقسمون جدا ومترددون في التدخل مباشرة او في دعم الفصائل السورية للاطاحة به، في حين لا يتوانى حلفاؤه عن دعمه عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا وماديا.

ويوضح الباحث في مركز كارنيغي للابحاث في الشرق الاوسط يزيد صايغ ان بقاء الاسد في الصراع ليس مرتبطا بقوته وانما بتردد خصومه.

ويقول "المشكلة الرئيسية هي ان القوى الغربية لم ترد ابدا ولا تريد التدخل في سوريا ولا تدرك ما الذي ينبغي القيام به بمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي".

ويضيف "تحرك الروس بذكاء، عدلوا موازين القوى لاعطاء الاسد مزيدا من الوقت، ووضعوا الاميركيين في موقف دفاعي من دون ان يكون هناك تغيير فعلي على الارض".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً