العدد 4778 - الثلثاء 06 أكتوبر 2015م الموافق 22 ذي الحجة 1436هـ

«الوطنية لحقوق الإنسان»... هل تتعرض لضغوط؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

10 مارس/ آذار 2015، كان يوماً «مشهوداً» في تاريخ سجن جو، إثر ما شهده من أحداث وصفتها الأجهزة الأمنية بـ «التمرد» الداخلي في السجن.

القضية كبيرة، تشهدها أروقة القضاء، وتم الحديث عنها في جلسات مجلس حقوق الإنسان في جنيف، ولم يصدر بعد بشأنها أي تقرير من جهة محايدة يكشف فيه ملابسات تلك الواقعة التي مر عليها حتى يومنا هذا أكثر من سبعة أشهر (أكثر من 210 أيام تقريباً).

ما يجعلني أثير الموضوع من جديد، هو حديث المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان خلال فعالية أقامتها في جنيف على هامش الدورة 30 لمجلس حقوق الانسان بعنوان «دور المؤسسة الوطنية لحقوق الانسان في تعزيز وحماية حقوق الإنسان في مملكة البحرين»، طالبت فيه من هناك بتحسين أوضاع المسجونين، بعد تقديمها «مؤخراً» تقريراً عن أوضاع حقوق الإنسان بعد الأحداث التي تعرض لها سجن جو في مارس الماضي وأرسل إلى الجهات المعنية، وتم الخروج بعدد من التوصيات لتحسين أوضاع المسجونين.

المؤسسة أكدت أنها أنشئت بموجب القانون رقم 26 لسنة 2014 حيث تتمحور مهامها في تعزيز وتنمية حقوق الإنسان والعمل على ترسيخ قيمها ونشر الوعي بها، حيث جاءت متوافقة مع مبادئ باريس المنظمة لعمل المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، ويبقى السؤال في ظل كون المؤسسة متوافقة مع «مبادئ باريس» فلماذا بقي تقريرها بشأن أحداث سجن جو «سرياً» ولم ينشر على الرأي العام لمعرفة ملابسات الحادثة من قبل جهة حقوقية تحمل صفة الاستقلالية، مكتفية بتسليمها التقرير فقط لوزارة الداخلية؟

المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تعلم بأن قضية سجن جو والأحداث التي شهدها تم تداولها عالمياً، حتى وصف وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بيان مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بـ «الظالم» بشأن ما حدث في سجن جو، مشيراً عبر «تويتر»، في 27 يونيو/ حزيران 2015 إلى أنه تم إرسال مقطع فيديو يحكي قصة أحداث سجن جو التي أسفرت بحسب الرواية الرسمية عن إصابة 141 من رجال الأمن و104 من المحكومين، إلى المفوض السامي قبل صدور البيان.

في الوقت الذي دعا فيه المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد الحسين حكومة البحرين إلى التحقيق الفوري بادعاءات التعذيب، قائلاً في كلمته في افتتاح الدورة الـ 29 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، الأحد (15 يونيو 2015) «في البحرين هناك عشرات المحتجزين الذين ادعوا تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة، بما في ذلك في سجن جو، وأنا أدعو إلى التحقيق الفوري في هذه الادعاءات، وجميع المحتجزين بسبب ممارستهم للأنشطة السلمية ينبغي الإفراج عنهم»، فإن المؤسسة الوطنية تضع تقريرها في الأدراج السرية.

الغريب أيضاً أن المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان التزمت الصمت طوال تلك الفترة، ولم تتحدث أبداً عن ما شهده سجن جو من أحداث من الطرفين (السجناء أو المسئولين عن إدارة السجون)، على رغم أن هذه المؤسسة لديها منشورات ووثائق تتحدث فيها عن «المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء»، وقامت بزيارة السجن وإعداد تقريرها «السري» لتخرج بعد سبعة أشهر من الحادث لتقول إنها طالبت بتحسين أوضاع السجناء هناك، من دون أي تفاصيل!

لا تحتاج المؤسسة الوطنية لنذكرها بأنه في أحداث سجن الحوض الجاف أخرجت تقريرها، ونشرته للعامة للاطلاع عليه وتحدث عن ما حدث هناك، إلا أنها في أحداث سجن سجن جو، اعتمدت مبدأ «السرية» لتقريرها، وهو ما يطرح سؤالاً كبيراً، هل تراجع أداء المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان؟ وهل تتعرض هذه المؤسسة لضغوط بحيث تتحول تقاريرها من العلنية للسرية؟

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4778 - الثلثاء 06 أكتوبر 2015م الموافق 22 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 3:12 م

      القصة سهلة

      أنا الذي يشغلني ويعطيني معاش بعمل له كل ما يريده ولا يقطع معاشي أهم شيء عيالي. وبدعو له

    • زائر 25 | 8:31 ص

      كثر الضغط يولد انفجار

      سواء كان هذا الضغط مادي معنوي سياسي اقتصادي اجتماعي . الإستجابه للمطالب العادله هي الحل .

    • زائر 24 | 5:54 ص

      الصحيح

      السياره مرآة صاحبها .. يعني ما بتشوف حافي راكب فراري

    • زائر 23 | 4:29 ص

      اين و اين حقوق الانسان

      اتصل وسوف نصل فى الحال واين حقوق الانسان من جميع النواحي هل حقيقة او وهم يااستاذ هاني ويعطيك ربي العافية على جميع مقالاتك

    • زائر 19 | 2:26 ص

      الوضع الحالي

      المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان خارج نطاق الخدمة الرجاء الاتصال في وقت لاحق .........وشكراً

    • زائر 18 | 2:23 ص

      المؤسسة

      هذه المؤسسة غير مستقلة
      يكفي أنها بالتعيين

    • زائر 17 | 2:22 ص

      سري

      التقرير سري لان به الكثير من المشاهدات التي تدين ادارة السجن، لذلك فضل تسليمه فقط للوزير!!!!

    • زائر 16 | 1:58 ص

      دبلوماسي

      سؤالك يا هاني دبلوماسي

    • زائر 15 | 1:45 ص

      نعم شفت الشريط لكل الكاميرات كاملا

      الأشرطة مبتورة وتعطي انطباع واحد وهو المسجونين هم المخططون والمعتدون ليتم عرض الأشرطة كاملة لترون حجم الانتهاكات او ان الكاميرات عطلانه

    • زائر 20 زائر 15 | 3:16 ص

      التصويت من جانب واحد

      نريد جهة محايدة للتحقيق في الموضوع

    • زائر 14 | 1:43 ص

      سجن جو

      الاوضاع كما هي لذلك المؤسسة تطالب بالتحسين

    • زائر 12 | 1:29 ص

      خوش

      مؤسسه تحت صلته الدوله لا اعتقد تكون محايده بالقدر المطلوب

    • زائر 10 | 1:11 ص

      حقائق يراد دفنها لكنها سكنت في قلوب المواطنين

      من يحاول دفن ما يحصل من أحداث فهو واهم فهذه الاحداث وثقتها اجساد ابنائنا وأهلنا والجرح اصبح غائرا لا يمكن ان يندمل حتى لو وقف كل العالم مكتوفا

    • زائر 8 | 12:31 ص

      النجار

      انها تعتمد السرية هذا شي يصب في مصلحة وزارة الداخلية خلافا عن اللي صار في داخل السجن من احداث بما ان الداخلية مسؤولة عن السجن السرية تصب في مصلحتها..

    • زائر 7 | 12:22 ص

      من يومها

      منذ الاعلان عن تأسيسها قبل اكثر من عام وأنا أسميها " المؤسسة الوهمية لحقوق الانسان "

    • زائر 5 | 11:12 م

      الكاسر

      في هالديرة حتي لو الواحد يبي يصير محايد
      ما يخلونه في حالة ً
      يضلون يعلفون علية لين ما تتغير قناعاته

    • زائر 4 | 11:02 م

      ناذا عن التمييز و الاقصاء هل لها جهود في التصدي له

      هل مؤسسات حقوق الانسان مهمتها فقط معاملة السجناء ام لها دور اكبر هو كيف يعامل الانسان كأنسان له حقوق كاملة

    • زائر 3 | 11:00 م

      الحمد لله

      شفنا فيديو سجن جو وكل شي انكشف لانه بعض الاحيان التمثيل ما ينجح
      واحد من ضباط سجن جو ارسل للخارج للعلاج
      اللهم احفظ رجال امننا

    • زائر 11 زائر 3 | 1:21 ص

      زائر 3 صباح الخير

      والمعتقلين اللي انصابوا ما شفتهم لو بعيون وحده .

    • زائر 2 | 10:57 م

      الله يهديكم

      المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان اذا ما انتقدت البحرين يعنى انها تراجع أداء المؤسسة
      اللهم احفظ البحرين ووفق ملكنا بوسلمان

    • زائر 13 زائر 2 | 1:41 ص

      ارجع لها

      شوف تقريرها الاخير شنو فيه من بلاوي

اقرأ ايضاً