العدد 4781 - الجمعة 09 أكتوبر 2015م الموافق 25 ذي الحجة 1436هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

في نبذ الطائفية...ورواية فئران أمي حصة

أصبح مفهوم «طائفية» يستخدم لمفاهيم «الملة، العرق والدين» تختلط هذه المفاهيم جميعها في بيئة تلوثت بالفكر السياسي المتأسلم فأنتجت مفهوم «الطائفية» باعتباره تعبيرا عن حالة أزمه تعيشها جميع المجتمعات.

في ظل الطائفية التي تعيشها المجتمعات التي انتزعت منها الإنسانية والضمير يوم أصبح القتل فيها لسبب «طائفي» كشرب الماء، فيها عندما تصل عقلية الفرد إلى أن يتبرأ من أخيه بسبب فكرة وعقيدة، حينها لا نستغرب، لماذا الإنسانية عندنا ميتة وبلا قيمة؟!.

إن كانت طائفة واحدة تختلف وتتحارب بسبب الفكر الديني المتشدد الذي لم ينشأ منه إلا رمادا، فكيف لنا ان نرسم خطا موحدا بين جميع الطوائف والأديان على أساس الحب والاحترام.

عندما يولد الإنسان يولد بلا عقيدة راسخة في عقله لا يعرف الكراهية والظلم، ولكن عندما يزرع فيه الآباء جذور هذا المرض المزمن سيحوله إلى وحش ينهش بلا ضمير ولا عقل.

فيما ذكر «سعود السنعوسي» في روايته الرائعة «فئران امي حصة « على فم حكيمة الرواية «الجدة أو الأم حصة» الفئران لا تجرؤ على الاقتراب من قفص الدجاجات ما لم تكن إحدى بيضاتها مكسورة، ولا تتخلى الدجاجة عن بيضتها، للفأر، إلا إذا رأت زلالها مهدور!

الحديث عن رمزية الفئران التي تشير إلى شيء قذر كما هي الطائفية التي تتسلل بين فجوات المتطرفين والمتأسلمين لتأكل حقوقهم بأيديهم غير مدركين أنهم يأكلون أنفسهم بزلالهم المهدور الذي هدروه بأيديهم.

مشاهد مؤلمة بالرواية لأنها تحكي ضياع الوطن بما يرسم الواقع الآن لأن الطائفية مقبرة الأوطان فيما جاء على لسان فؤاده الشخصية التي تجسدت من التحذير من واقع مؤلم يزرع في الأوطان الأشواك ويبعث في هوائها السموم لنشر الأمراض والعدوان «أنا التاريخ كله، وأحذركم من الآن، الفئران آتية احموا الناس من الطاعون»!

الطاعون الوباء المعدي الذي ينشر الموت والحزن ويقتل الإنسان بموت أسود وينشره بين الناس... هي الطائفية أيضا تنتشر بين الناس كالوباء يصعب القضاء عليه لكن لو تم تطعيم الإنسان ضد هذا الوباء يمنع دخوله في جسمه.

كذلك هو الإنسان عندما يولد ويكبر ويربى في بيئة نظيفة بين أبويين زرعوا فيهم جذور المحبة والتعايش بين جميع الأديان والطوائف سيخلق منه إنسان مسالما يرسم إلى مجتمعة الأمان والمحبة.

(بعضُ الأورامِ لا يكفُّ نموًّا إلا بموت الجسد)

في حين أشار السنعوسي عن إصابة حوراء بورم خبيث قد يشكل خطر على حياتها، وهذا أيضا ترميز يحوم في الرواية فالسرطان يحول إلى الآفه الطائفية التي تأكل الأمة ثم تنفيها إلى الهلاك ومن هو المستفيد وراء هذا التفكك غير الفئران التي تحرق الأوطان لمصالحها.

(لا يُخلِّف الهدمُ إلا حجارة لا تصلح للبناء)

عندما تجتمع أمراض وآفات المجتمع «الطائفية، الغيرة، الحقد والحسد» بين أبناء مجتمع تكاتفوا بالعادات والتقاليد، ولكن تفرقهم افات المجتمع لهدهم وطنهم مجتمعهم مبادئهم وكرامتهم التي لا ينتج عنها، إلا الدمار الشامل لا يستطيع أحد بناءه في ظل انتشار هذه الأمراض ليستفيد العدو من مخلفات هدم ما بينهم ليبني نفسه ووطنه.

في نهاية حديثي اختمه فلنحافظ على أوطاننا بالتخلص من تلك الفئران لا من أنفسنا... لا يموت إنسان لكي نعيش نحن، بل علينا ان نرسم خط المحبة من أجل الحياة لا خط الكراهية... من أجل الموت ونفي الطرف الآخر لنبني أوطانا ومجتمعات راقية في ظل الإنسانية المهذبة حتى لا نصل إلى تلك الرؤية البشعة التي رسمها السنعوسي في سياق روايته التي تحدثت عن واقعنا المؤلم في حروبنا الطائفية لتحلينا رمادا!

زينب محمد


أوروبا جنة التسامح المزيفة!

قبل المبالغة بترديد العبارة السخيفة «المسلمون يهربون من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفار» والتي أصبحت واسعة الانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي، لا ننسى بأن الدول الغربية التي يفر إليها هؤلاء المسلمون أو الشرقيون أو الأفارقة إنما هربوا أصلا من بلدانهم بسبب الفوضى أو الفقر أو الاستبداد الذي يعود سبب نشأته إلى تلك الدول الغربية الامبريالية، إما لدعمهم لمستبد ينفذ أجنداتهم أو لحرب بشعة لتأمين مصالحهم، أو لاستعمار لسرقة مقدرات تلك الدول.

خذ على سبيل المثال ما استعرضه أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة جونز هوبكينز عباس كاظم، عن جرائم ملك بلجيكا في الكونغو من تشغيل سكانها في أعمال السخرة، وقطع أيديهم وقتلهم وسرقة لثروة «المطاط» التي كانت الكونغو غينة به، ولذلك فإن ما تقوم به أوروبا من استقبال للاجئين ما هم في الأصل، إلا ضحايا جرائمها، وهنا ينكشف الوجه القبيح لأوروبا ودعايتها المزيفة التي تروج لتسامحها وإنسانيتها، فما السبب الذي يدفع وسائل الإعلام إلى نشر مأساة الطفل السوري الملقى على أحد الشواطئ التركية وتجاهل الطفلين العراقيين اللذين ماتا في الحادثة نفسها!.

أوروبا ليست كما تروج لنفسها، فهي لا تستقبل اللاجئين بسبب نزعة إنسانية في نظامها السياسي أو الاجتماعي، فهؤلاء اللاجئون يتم استغلالهم هناك أبشع استغلال، إذ يتم استخدامهم كقوة اقتصادية محركة لتشغيلهم بأجور منخفضة لا تسد رمق جوعهم، كما كان يستخدم العبيد سابقا في «أثينا»، ولا يمكن إغفال السياسات المعادية للهجرة في أوروبا من قبل الجماعات اليمينية والمحافظة وتأثيرها في تشريعات تلك الدول.

صحيح أن كل الثقل في أزمة المهاجرين لا يرمى على الغرب، ولا نبرئ ساحة أي طرف من الأطراف المتنازعة التي شاركت في الدمار.

علي جاسم


أنا نباتي!

لن يُرفعَ ضَغطٌ في دمّي

إنْ رُفِعَ الدَعمُ عن اللّـحـمِ!

فاللحمة مصدرُ شُبهاتٍ

وأساسُ ألسُمنةِ والسُــقــمِ

ومحلُ عذابٍ في طهيٍ

قليــــاً أو شيّــــاً بالفحــمِ!

والرأفة تقضي ان تصغي

(ماءآتِ) الماعز في اليُتمِ

وأنا في الأصل (نباتيٌّ)

مَعروفٌ ، بين بني قومي!

فالبيض فطوري وعشائي

(والدالُ) غدائي في يومي

ما شأن اللحمِ ومنشؤهُ!

فـالجبنةُ أشبــهُ بـالشــــحمِ!

لا رغبة لي في معرفةٍ

يكفيني ان اعرفَ اســـمي

وأنا مجهولٌ وجهولٌ

لا اعرف جرّي من ضمّي!

وأنا لا ابدي رأيًا لي

ما جدوى الرأيِّ بـلا حـزمِ..

أأذمُّ قــراراتٍ صدرتْ؟

التُـــخمــةُ أولى بـــالــــذَّمِّ!

فحكومتنا أدرى مِـنّــــا

بالصالح – حتمـاً – للجسـمِ

أن تُقلع راضٍ وقنوعاً

خيرٌ من تركِـــكَ بالرُغــمِ!

سأكون رشيقاً (فضفاضاً)

وتبينُ ضلوعي مِن كُمّي!

وسألبسُ من دون قياسٍ

فسيصغرُ في سنةٍ حجمي!

واُحَلِّق جلداً وعظامــا

ما احلى الجلدَ على العظم!

كم سوف اُريّحُ أسناني

من بعدِ عــــناءٍ في القضـمِ

وسأعتقُ بطني من رقٍّ

من بعــد شــقاءٍ في الهضمِ

قد يُفزِعُ شكلي اخواني

او تأسى لشحوبي اُمـّــــي

لكني مُقتنــــــعٌ جــداً

في نصفِ الأكل مع الصومِ

لأواسي اخوة افريقيا

واكون مثــــــالاً للعـــزمِ

لا يقتلُ صومٌ عن لحـمٍ

بل يقتلُ صَــومٌ عن حُـلمِ!

جابر علي

العدد 4781 - الجمعة 09 أكتوبر 2015م الموافق 25 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 3:49 م

      :)Z

      القصيدة من الفن الساخر
      جميلة جدًا
      keep it up.

    • زائر 6 | 12:22 م

      أحسنت يا جابر

      كلمات رائعة ومعبّرة

    • زائر 5 | 5:49 ص

      لحم وصوم

      شاعر القصيدة نعم فى الصميم واتمني اليك المزيد فى الكتابة قصيدة حلوة وخفيفة مثل الكاتب الاخ جابر علي بتوفيق

    • زائر 4 | 1:46 ص

      النباتي

      اعجبتني القصيدة التي عن اللحم مسلية وتحكي واقع الحال المرير..
      يلا الرشاقة حليوة بعد..
      هههههه

    • زائر 1 | 12:52 ص

      المحرق ديرت الطيبين .

      سعادت وزيرالاسكان) ، تحياتي لك حيثولا يخفاعليك ياسيدي فان اعيش في (غرفه ) بنت الشقوق فيه وهي لا تصلح للعيش (الصحي) مع (خمست اطفال )حيث اني ياسيدي اعني من( امرض )ولحال صعب التمس منك فلو تكرمت بعطاي وحدات سكنيه ياحبذ لو شملني ((عطفك)) ((ياسيدي)) وشكرن لكك والله الموفق.( م ح م د)

اقرأ ايضاً