العدد 4781 - الجمعة 09 أكتوبر 2015م الموافق 25 ذي الحجة 1436هـ

الشيخ الصفار يدعو إلى جعل "عاشوراء" محطة لبثّ قيم السلم الاجتماعي والمحبة والتعايش

حثّ على النأي عن إثارة الضغائن والأحقاد والانشغال بالجدليات المذهبية العقيمة

دعا عالم الدين السعودي الشيخ حسن الصفار إلى جعل مناسبة عاشوراء محطة لبثّ قيم السلم الاجتماعي والمحبة والتعايش واحترام الآخر والنأي عن إثارة الضغائن والأحقاد والانشغال بالجدليات المذهبية العقيمة واجترار القضايا التاريخية المملة.

جاء ذلك خلال حديث الجمعة (9 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

وبحسب ما نقله الموقع الإلكتروني الخاص للشيخ حسن الصفار؛ فإن الأخير قال: إن النزاعات التي تمزق الأمة الإسلامية اليوم هي نتاج ثقافة التحريض والجدل والعيش في كهوف التاريخ.

مضيفاً أن هذه الثقافة الطائفية هي التي هيأت الأرضية لاستثمارها سياسياً من قِبل الأعداء والمنتفعين وتجار الحروب.

ودعا الصفار الخطاب العاشورائي إلى النأي عن التراشق الطائفي بذريعة الرد على الآخرين حتى لا يقع في ذات الخطأ الذي وقع فيه أولئك.

وقال: "كفى هذه الأمة انشغالاً عن واقعها بالتاريخ الماضي، كفى هذه الأمة إثارةً وتحريضاً على الكراهية بسبب اختلاف المذاهب والآراء".

وأضاف أن الغاية من نهضة الإمام الحسين كانت إصلاح الأمة ولم تكن خطاباته وخطابات أهل بيته تنبش في الخلاف العقدي بمقدار ما كانت تؤصل للقيم الإنسانية والإسلامية النبيلة كالحرية وإحقاق الحق والعدالة والمساواة.

ودعا الشيخ الصفار إلى جعل مناسبة عاشوراء محطة لبثّ قيم السلم الاجتماعي والمحبة والتعايش واحترام الآخر والنأي عن إثارة الضغائن والأحقاد والانشغال بالجدليات المذهبية العقيمة واجترار القضايا التاريخية المملة.

وبمناسبة قرب مناسبة عاشوراء حثّ الصفار الجميع على الإقبال وتكثيف المشاركة في المجالس والمواكب الحسينية مشددًا على ضرورة التزام الحذر وأخذ الاحتياطات والتنسيق مع الجهات الرسمية إضافة إلى التقنين والترشيد.

ودعا أمام حشد من المصلين إلى مزيد من التنظيم والترشيد على كل المستويات المحيطة بالاحتفالات والأنشطة الدينية وعدم ترك الأمور على الغارب.

وحثّ الشيخ الصفار خطباء المنبر الحسيني على تعزيز حبّ العلم والالتزام في نفوس الجيل الجديد معللًا بأن قوة أي أمة أو جماعة تأتي بمقدار الكفاءة العلمية وروح المعرفة لدى أبناءها.

ودعا إلى التأكيد على أبناء المجتمع التوجه نحو التحصيل العلمي "لأن هذا هو الميدان وهو الذي يأمر به الدين وهو الذي يسر أهل البيت".

ومضى يقول إن قوة الأمم لا تتسنى بالشعارات ولا التمنيات ولا الصراخ أو الانشغال بالأمور الثانوية.

وانتقد الصفار الإهمال والتسيب الدراسي الذي يبديه بعض الطلبة في مناطقنا بحجة إحياء المناسبات الدينية.

وقال إن مثل هذا التسيب بحجة إحياء الشعائر الحسينية لا نجده حتى في أعرق الحواضر الشيعية في العراق ولبنان وإيران التي تقتصر فيها العطلة المدرسية على يومي التاسع والعاشر من محرم.

وأضاف أن ما يسر أهل البيت هو التزام أبناءنا وتفوقهم في العلم والمعرفة والجدية في الدراسة والعمل لا التسيب والإهمال تحت دواع واهية.

وفي السياق ذاته حثّ الصفار الأهالي على المضي قدما في ابتعاث الأبناء للدراسة في الخارج على الحساب الخاص فيما لو لم تتسنى السبل الأخرى للابتعاث. معللا بأن "أفضل استثمار هو في تربية الأبناء على العلم والمعرفة".

وقال الشيخ الصفار: "إن الأمة الأكثر إنتاجا للعلم هي الأكثر قيمةً وتأثيراً في واقع الحياة بينما الأمة التي ينخفض أو ينعدم مستواها العلمي فإن قيمتها وتأثيرها يكون معدوماً".

واعتبر حيازة العلماء المسلمين بالكاد على واحد بالمئة من جوائز نوبل مؤشراً على تراجع المستوى العلمي عند المسلمين الذين يناهز تعدداهم المليار ونصف المليار نسمة.

وأشار في مقابل ذلك إلى حيازة العلماء اليهود على نحو 20 بالمئة من جوائز نوبل مع أن اليهود بأجمعهم لا يتجاوزون 22 مليون نسمة في كل العالم.

وأرجع التراجع العلمي في العالم الإسلامي إلى انشغال الأمة بالحروب المدمرة والفتن الطائفية والنزاعات والجدل العقدي العقيم.

وتهكم بالقول لو أن هناك فرعاً في جائزة نوبل مخصص للقتل والدمار والتخريب لكانت من نصيب المسلمين.

وقال إن ما يجب أن يستوقف هذا الجيل لتغيير المسار هو التفكير في سبب انصراف الأمة عن العلم وانشغالها بالحروب والدمار والنزاعات والفتن.

وتابع أن مجتمعاتنا باتت الأكثر احتفاءاً بصناعة الموت والدمار إذ لم تكتفِ الفئات المتحاربة بالقتل وحرق الأحياء وتفجير الأبرياء بل استفادت من أحدث وسائل التكنولوجيا في توثيق فظائعها وجرائمها تلك والتفاخر بها أمام العالم.

وأسف لاتساع رقعة النزاعات الناشبة والتفاخر بالقتل والتدمير بين الفئات والحكومات والمجموعات المتنازعة التي باتت الأمة تدفع أثمانها الباهظة دماءً ودماراً في نهاية المطاف.

واستغرب من ممارسة جميع الأطراف القتل والتدمير تحت صيحات الله أكبر بما في ذلك ارتكاب التفجيرات في أوساط الأبرياء.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 7:14 م

      علي عبدالعزيز

      نشكر الشيخ الصفار على هذه التوجيهات الراقية والاراء المتميزة، وليت تنقل صحيفتنا الغراء (الوسط) تصريحات سماحة الشيخ في خطب الجمعة أسبوعيا.
      شكرًا لكم

    • زائر 3 | 11:10 ص

      خطبة الجمعة

      نتمنى من صحيفتكم الغراء نقل خطبة الجمعة الاسبوعية لسماحة الشيخ الصفار لما تحمل خطبه من مفاهيم دينية راقية تدعو لوحدة الامة والمحافظة على كياناتها

اقرأ ايضاً