العدد 4782 - السبت 10 أكتوبر 2015م الموافق 26 ذي الحجة 1436هـ

توجيه اصابع الاتهام الى اردوغان غداة تفجيري انقرة

تظاهر آلاف الاشخاص في انقرة الأحد (11 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) تنديدا بالرئيس رجب طيب اردوغان إثر الهجوم الاكثر دموية في تاريخ تركيا والذي اوقع 97 قتيلا على الاقل، وذلك قبل ثلاثة اسابيع فقط من الانتخابات التشريعية المبكرة.

وكان انفجارات قويان، نسبتهما السلطات الى انتحاريين، هزا صباح السبت محيط محطة القطارات الرئيسية في انقرة حيث توافد الاف الناشطين من كل انحاء تركيا بدعوة من النقابات ومنظمات غير حكومية واحزاب اليسار للتجمع تنديدا بتجدد النزاع بين انقرة والمتمردين الاكراد.

وكان رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو اعلن حدادا وطنيا لمدة ثلاثة ايام عقب الهجوم الذي لم تتبنه اي جهة حتى الان، ما اثار تساؤلات كثيرة في البلاد واجج غضب اسر الضحايا.

وتجمع أكثر من عشرة آلاف شخص في ساحة قريبة من مكان الاعتداء بأنقرة الاحد للترحم على الضحايا.

وملأ المتظاهرون ساحة سيهيه في وسط انقرة على مقربة من موقع الاعتداء مطلقين هتافات مناهضة للحكومة ولاردوغان.

وردد المتظاهرون "اردوغان قاتل" و"لتستقل الحكومة" و"السلطة تتحمل المسؤولية".

وفي كلمة خلال المسيرة، قال زعيم حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد صلاح الدين دمرتاش انه يجب انهاء حكم أردوغان بدلا من السعي الى الانتقام، بدءا بالانتخابات التشريعية في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر.

واضاف "لن نتصرف بدافع الانتقام والكراهية، لكننا سنطلب المحاسبة"، مشيرا الى ان الانتخابات ستكون جزءا من عملية "اسقاط الديكتاتور".

وقالت زهيدة وهي عاملة لوكالة فرانس برس "إني ام وأقلق على اولادي. اسير من اجل اولادنا ومستقبلنا. في كل مرة يسقط قتلى اشعر بموت داخلي. ليعاقب الله طيب" اردوغان.

ومنذ اسابيع تصاعد التوتر بين السلطة وحزب الشعوب الديمقراطي واججته رهانات الانتخابات واعمال العنف في جنوب شرق البلاد ذي الغالبية الكردية.

ويندد اردوغان بشدة بالحزب المقرب من الاكراد المتهم ب "التواطؤ" مع "ارهابيي" حزب العمال الكردستاني. واشارت الصحف المؤيدة لاردوغان الاحد الى مسؤولية المتمردين الاكراد في اعتداء السبت.

في المقابل تتهم المعارضة اردوغان بصب الزيت على النار في النزاع الكردي بامل استمالة الناخبين القوميين.

وكان حزب اردوغان خسر في 7 حزيران/يونيو الاغلبية المطلقة التي كان يملكها على امد 13 عاما وذلك خصوصا بسبب النتيجة التي حققها حزب الشعوب الديمقراطي. وهو يامل قلب هذه النتائج في انتخابات الاول من نوفمبر/ تشرين الثاني.

واعتداء انقرة هو الاشد دموية في تاريخ تركيا.

ووصف سوتر كاغابتاي من معهد واشنطن الاعتداء بأنه "قد يكون هجوم الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول في تركيا" في اشارة الى سلسلة الهجمات التي استهدفت الولايات المتحدة في العام 2001. واضاف "لقد وقع الاعتداء في قلب العاصمة التركية، قبالة المحطة الرئيسية" التي ترمز الى انقرة اتاتورك مؤسس الجمهورية التركية.

وفي آخر حصيلة للمكتب الاعلامي لرئيس الوزراء التركي بلغ عدد القتلى في الاعتداء 97 قتيلا و507 جرحى. وبين هؤلاء الجرحى لا يزال 160 في المستشفيات منهم 65 في العناية الفائقة.

وقال حزب الشعوب الديموقراطي من جهته ان الحصيلة بلغت 128 قتيلا.

وفي غياب اي تبن للاعتداء، اشار داود اوغلو باصابع الاتهام الى ثلاث منظمات يمكن برأيه ان تكون نفذته هي حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الاسلامية والجبهة الثورية لتحرير الشعب اليسارية المتشددة.

وبقيت السلطات متكتمة جدا ولم تل باي تعليق رسمي بشأن تقدم التحقيق.

وقالت قناة ان تي في الاخبارية ان التحقيق يتركز على ترجيح وجود جهاديين وراء الاعتداء. وبحسب صيحفتي "حرييت" و"خبرتورك" فان أحد الانتحاريين قد يكون شقيق منفذ اعتداء سوروتش في تموز/يوليو.

واعتقلت الشرطة التركية الاحد 43 من اعضاء مفترضين في "تنظيم الدولة الاسلامية" في عدة مدن تركية، بحسب وكالة دوغان.

وفي 20 يوليو/ تموز أسفر هجوم انتحاري نسب الى تنظيم الدولة الاسلامية عن سقوط 33 قتيلا في صفوف ناشطين مناصرين للقضية الكردية في مدينة سوروتش القريبة جدا من الحدود السورية.

واتهم حزب العمال الكردستاني الحكومة التركية بالتحالف مع جهاديين ضده واستأنف حينها هجماته على الشرطة والجيش ما ادى الى حملة غارات مكثفة انتقامية للجيش التركي على قواعده الخلفية في شمال العراق.

وأدى ذلك الى انهيار وقف إطلاق النار الهش الذي كان ساريا منذ مارس/ اذار 2013. وقد قتل أكثر من 150 شرطيا او جنديا منذ ذلك الحين في هجمات نسبت الى حزب العمال الكردستاني، في حين تؤكد السلطات التركية "تصفية" أكثر من الفي عنصر من المجموعة المتمردة في عملياتها الانتقامية.

لكن حزب العمال الكردستاني أعلن السبت تعليق عملياته قبل ثلاثة اسابيع من الانتخابات التشريعية. وقالت منظومة المجتمع الكردستاني وهي الهيئة التي تشرف على حركات التمرد الكردي في بيان "استجابة للنداءات التي اتت من تركيا والخارج فان حركتنا اعلنت وقف نشاط مجموعاتنا المقاتلة لفترة الا إذا تعرض مقاتلونا وقواتنا لهجمات".

ونص الاعلان الذي نشر على موقع الهيئة الالكتروني "خلال هذه الفترة لن تنفذ قواتنا عملياتها المقررة ولن تقوم باي نشاط باستثناء الانشطة التي ترمي الى حماية مواقعها الحالية ولن تتخذ اي خطوة تمنع تنظيم انتخابات نزيهة".

ورغم هذا الاعلان، أعلن الجيش التركي انه قصف السبت والاحد اهدافا تابعة لحزب العمال وقضى على 14 ارهابيا. وقتل شرطيان تركيان الاحد في مواجهات مع المتمردين الاكراد في محافظة ارضروم بشمال شرق البلاد.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:36 ص

      حتى لو كان أردوغان وراء التفجير، فالخطة نجحت

      لنفرض أن أردوغان هو فعلا وراء التفجير، و لنفرض أيضا أنه تم إسقاطه و تم إعدامه فرضا. ما هو القادم؟ حكومة علمانية ستضطر لمواجهة إرهاب الإنفصاليين الأكراد و إرهاب داعش.
      في السياسة لا يوجد حلال و حرام. التفجيرات الإرهابية الكل يقوم بها، أمريكا، روسيا، إيران، بشار الأسد، إسرائيل، حزب الله.... في السياسة الغاية تبرر الوسيلة.
      بشار مثلا، بدلا من أن يتنازل عن الحكم كما فعل (مبارك و بن علي و صالح)، قرر المواجهة بالآلة العسكرية، و دفع سوريا نحو الحرب الأهلية، أصبح العالم أمام خيارين، الأسد أو داعش!

اقرأ ايضاً