العدد 4791 - الإثنين 19 أكتوبر 2015م الموافق 05 محرم 1437هـ

سياسة «تامر طال عمرك»!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

سياسة «تامر طال عمرك»، هي سياسة ناجحة للمتسلّقين في بعض الأحيان، الذين لا يعرفون معنى الإخلاص، وجلّ همّهم هو الوصول الى أعلى المراكز والمناصب، من دون خلاف ولا نقاش ولا هم يحزنون.

يصفهم البعض بأنّهم محظوظون، ويصفهم البعض الآخر بأنّهم منافقون، والمؤكّد أنّ «تامر طال عمرك» يجب أن يكون لها أصول، فالكلمة في حد ذاتها ليست كلمة سيّئة، لكن السوء هو في من يستخدمها في مكان غير مكانها!

فعلى سبيل المثال أمر أحد المسئولين موظّفاً ما باتّباع بعض الأوامر التي تبتعد عن مصلحة العمل، فهل يجيب الموظّف بـ «تامر طال عمرك»؟! أم يناقش الموظّف المسئول حول عدم جدوى هذه الأوامر وابتعادها عن مصلحة العمل؟!

للأسف هناك فئة كبيرة لا تفتح فمها بالحق، ولا تحاول إصلاح الخلل داخل المؤسسة الحكومية، ظنّاً منها أنّ النقاش قد يُخسرها المركز والمنصب، ولا تضع نصب العين ما هو أهم من ذلك، مصلحة العمل، ومن ثمّ مصلحة الوطن، فإن صلح العمل صلح الوطن، وإن لم يصلح العمل يؤثّر على الوطن بالسوء.

دومًا نسمع في المجالس أو المناقشات أنّ السكوت من ذهب أمام المسئول، لكن كيف يكون السكوت من ذهب إن أخطأ المسئول؟! هل ننافق ونسكت؟! هل السكوت يكون في محله في تلك اللحظة؟! أم نناقش ونتفاهم مع المسئول حتى نصل الى نتيجة صحيحة؟!

لا نعتقد أنّ المسئول سيكون راضياً عنك في حال وقف العمل أو لم يُنجز بسبب قرار اتّخذه وسكتّ أنت عنه، بل سيحاسبك على سكوتك، وأيضاً لا نعتقد أنّ المسئول يريد منك السكوت في قرارات مصيرية، قد يكون حلّها عن طريق المناقشة، أليس كذلك؟!

نعلم أنّ هناك بعض المسئولين الذين لا يقبلون بالرأي الآخر، ويسمّون (ديكتاتوريين)، لكن حتّى هذا المسئول الديكتاتوري يحتاج في بعض الأحيان الى صفعة كلامية مهذّبة، حتى يعي خطأه، فمن منّا لا يخطئ في قرار، إلاّ المغرور أو الذي لا يُخطئ أبدًا؟! وهل هناك من لا يُخطئ يا تُرى؟!

إن كنت تحرص على مصلحة عملك فلا تخف من قول كلمة حق لمسئولك، ولا تخشَ من عدم وصول الترقية إليك، فالرزق ليس بيد المسئول، لكن بيد رب المسئول، وكلمة الحق أفضل في إخراجها من كلمة الباطل والنفاق خوفًا على الكرسي.

في بعض الأحيان يكون عدم السكوت من ذهب، وفي بعض الأحيان المناقشة الصحيحة الهادفة هي التي تزيد من الانتاجية في العمل، فاختر أيّها الموظّف ما تريد، فأنت سيد الموقف، فإن كنت تحرص على الدرجة أو الترقية فانّك لن تطالها بسكوتك، بل ستحصل عليها وأنت (عبد)، وإن كنت تحرص على مصلحة العمل ومن ثمّ مصلحتك ومصلحة المسئول، فقل الكلمة ولا تخشى ما بعدها؛ لأنّ الذي بعدها هو احترامك لنفسك واحترام مسئولك لك، ولك التحيّة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4791 - الإثنين 19 أكتوبر 2015م الموافق 05 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 3:23 م

      تناقش تنطق

      للاسف نصبح في البلاك ليست وننشات من وظايفنا وننقط بابخس مكان تناقش لا يكون لسانك طويل ومتمرد يبه غلط الشي شتقول الصمت احسن ونقوم بعملنا لراتب فقط وخشية رب العالمين

    • زائر 19 | 2:36 ص

      ليش ما اناقشه ؟؟؟؟

      انا الحمدلله ما يمشي عندي هالكلام لو عساه من يكون في النهايه هو من تراب وانا من تراب اذا كلامه في مغالطات ارد عليه صحيح اني انحرمت من امتيازات ويحاولون يقلعوني بأي طريقه لان انا عنيد وما امشي ويا المركب لكن احسن ليي والله يسوي الي فيه الخير

    • زائر 17 | 1:57 ص

      ولكنه ضحكٌ كالبُكا!!

      في شركة خاصة وفي احد الإجتماعات قال المدير (الانجليزي) نكتة سخيفة بايخة، ضجّ الاجتماع بالضحك! حتى الفراش الواقف الذي لا يعرف الانجليزية كاذ يفطس من الضحك ويرتمي ارضا، انا لم اضحك ليس لأن النكتة بايخة كالمدير ولكن أن اسناني كانت تؤلمني! ، المدير التفت لي ورمقني بنظرة ذات مغزى (يعني انتظرني في الهدّة!!) ومنذ ذلك الوقت عندما اريد ان اقابله لأمر ، يقول ابلغ السكرتيرة بما تريد! هذا وهو انجليزي فما بالك لو كان عربي .. هامور!! منذ ذلك الوقت حتى لو قال في الاجتماع (لغز) ... اموت من الضحك!

    • زائر 16 | 1:46 ص

      هذه الظاهرة موجودة حتي في شركات كبري

      وليس هناك داع لذكر الاسماء .. السبب خلفية الشخص المسؤول من انعدام الضمير وضعف الدين والتربية والاهم ان يعض الموظفين يتبع القول المتعارف عليه اذا لم تستطع الوقوف في وجه ما عليك الاا ان تجاريه

    • زائر 14 | 1:20 ص

      المستشارين طال عمرك

      لو كان المستشارين لا يجاملون مسؤليهم لباتوا علي الارصفة
      ولو كانوا المستشارين يوصولون استشارتهم بما يرضي ضميرهم بعيد علي المصالح الشخصية لما وصلنا لهذا المستوي طال عمرك
      ولو انتي يا استاذه مريم ممن قالوا حاضر طال عمرك لما تعقاعدتي طال عمرك
      غيور علي الوطن طول الله اعماركم

    • زائر 13 | 1:19 ص

      رحاء من الاستاذة مريم

      شكرا لموضوعك اليوم الذي يعبر عن التملق والعبودية للوصول للترقيات والمناصب وما شابه ذلك ورجاء منك يا أستاذة الكتابة عن المسؤولين الذين يستخدمون بعض الموظفين في مكاتبهم في توصيل ابنائهم للمدارس وقضاء مستلزمات المنزل واخد افراد العائلة للتسوق والمستشفى وغير ذلك باستخدام سيارة العمل وكأن الموظفين البسطاء خدم لديهم وشكرا لك

    • زائر 12 | 1:13 ص

      واقع الحال

      اذا شفت المسؤل يدخل روحة على اي صغيرة ويهمل الكبيرة تعرفة فاشل
      مثال يوم أمس كنا شباب العمل جايبين لنا احد الشباب صالونة وفي اثناء دخولة العمل تصادف دخول المسؤل . قام بتوقيف العامل وتصويرة مع القدر الصالونة وتم الاتصال بمشرف القسم واخبارة عن قدر الصالونة ولكن ردة فعل المشرف مشرفة مع المسؤل فرد المشرف على المسؤل هذة صالونة مو متفجرت
      فخجل المسؤل من الرد ونحن في انتظار التطورات او قرارات جديدة بسبة الصالونة

    • زائر 11 | 12:51 ص

      (تأمر طال عمرك ) فيها تعطيل للفكر الانساني

      الطاعة أمر جيد ولكن لحدود معينة وفي نطاق لا يجعل الانسان نفسه مقيدا لأوامر سيده بحيث يصبح إمّعّة كالبهيمة

    • زائر 10 | 12:17 ص

      كلام في الصميم

      ترى في بعض الشركات يقولون إلى المسؤول نفد قرارك حتى لو كان فيه خسارة إلى الشركة ولا تخلي العامل ينصحك يعني لو سمعت إلى العامل تفقد شخصيتك لو خسرت الشركة مافي مشكلة.

    • زائر 15 زائر 10 | 1:22 ص

      الفساد

      اذا كان الساس فاسد طبعا سيكون الكل فساد سوى شركة او قطاع عام او خاص وقليلا ماندر يكون العكس

    • زائر 9 | 12:11 ص

      الظلم ما اقبحه

      الظلم ما اقبحه عندما يتسلط المسؤول في الحكومة او الشركات ويصبح من يعمل معه مجرد ديكور لتكملة أدواره فيظلم ويظلم ويظلم

    • زائر 6 | 11:46 م

      مشكلة إنسانية في كل مكان

      الأنسان بطبعه جبار ومتسلط ، وهي ظاهره إنسانية وليست عندنا فقط ومن يطيع اي ينفذ فقط دون نقاش يريد ان يعيش ولكن دائماً هناك حلول دبلوماسية او وسط من اجل المصلحة العامة اذا اراد تحقيقها احد والحياة نعمة جميلة من الخالق يجب ان نعيشها بحب

    • زائر 5 | 11:38 م

      الم

      أحم احم نحنو هنا
      هنا البحرين لا تنتقد بل نفد من غير كلام
      وإلا انت موظف غير مطيع ودائما تفتعل المشاكل وتحرض على عدم التنفيذ وتحرم من الدرجة و و و

    • زائر 4 | 11:34 م

      الكاسر

      ابعد عن الشر وغني لة
      خلني ساكت عشان احصل على الترقية لان مجادلات المسؤولين تعد انك موظف غير مطيع ودائما تجادل وتشكك في قدرات المدير

    • زائر 3 | 11:16 م

      تفشي التقاعد المبكر.. ليس لجودة الراتب.. بسبب الضغط النفسي

      عدم الحصول على الترقية وخصوصا في القطاع العام ليست المشكلة الرئيسية في عدم التكلم ..
      الارهاب النفسي الذي يمارس في حق الموظف
      هناك بعض الوزارات تفشى فيها التقاعد المبكر.. لماذا؟؟؟
      لماذا لا يسأل احد المسئولين عن الاسباب.. وخصوصا بعد 2011 تم تفصيل قرارات تأديبية في القطاع الحكومي جلها فضفاضة والقرار بيد المسئول ولا يوجد لا سابقا ولا حاليا ما يحمي الموظف من المسئول..

    • زائر 2 | 10:22 م

      ...

      حكومة قائمة على هذا المنوال منذو نشأتها

    • زائر 1 | 10:09 م

      للأسف من يحاسب المسؤولين

      احكي لكم واقع والله شاهد على ما اقول
      في بلدية مدينة حمد التابعة للمحافظة الشمالية
      هنالك رئيس قسم لا احد يتجرأ بالوقوف امام قراره
      جعل من موظف يتسلم راتب من الدولة مخلص لأعماله الخاصة !! دفع فواتير ومتابعة سيارته بالكراج ودفع رسوم ابناء مشرف الموظفين فى القسم لدى مدرسته الخاصه والكثير الكثير ... لكنه لا يستطيع ان يقول لهم لا ان قالها سيكون خارج حساباتهم ولن يتحصل على الترقيات والتقييم الممتاز ... يجب ان يتم تشكيل لجنة سرية تراقب فساد المسؤولين ... الشمالية افسد إدارة

    • زائر 18 زائر 1 | 2:03 ص

      طال عمرك سلمك الله

      يوميا اسمعها في اذاعة البحرين من بعض المتصلين للبرنامج صباح الخير

اقرأ ايضاً