العدد 4795 - الجمعة 23 أكتوبر 2015م الموافق 09 محرم 1437هـ

العالي في خطاب عاشوراء بالمنامة: المآتم ومواكب العزاء ليس فيها استفزاز لأي مذهب أو انتماء

الشيخ محمود العالي يلقي خطاب عاشوراء
الشيخ محمود العالي يلقي خطاب عاشوراء

قال الشيخ محمود العالي في خطاب عاشوراء وسط العاصمة المنامة مساء أمس الجمعة (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2015): «إن هذه المآتم ومواكب العزاء ليس فيها أي استفزاز لأي مذهب أو انتماء، وليس فيما يمارس عشاق الحسين من ذكر لمصيبته وما جرى عليه، وعلى أهل بيت رسول الله في يوم العاشر، مساس بمشاعر أحد من المسلمين أو نيل من مذاهبهم أو معتقداتهم، كما يريد البعض أن يصور ذلك تضليلا للرأي العام وتشويها للحق وتزييفاً للواقع».

وأضاف «تأتي هذه المجالس والمآتم ومواكب العزاء تمثيلاً وتجسيداً لما أمر القرآن الكريم بمودة أهل البيت عليهم السلام، تعظيماً وتعزيزاً لنبي الاسلام صلى الله عليه وآله، من خلال مواساته فيما جرى على سبطه وريحانته وقرة عينه، وما حل بأهل بيته من مصائب وما لحقهم من ظلم، على أن هذه المجالس لا تخرج في إطارها العام عن كونها مجالس علم وذكر ووعظ وتقويم لأمت وتصحيح لاعوجاج، أو تعديل لأوضاع فاسدة أو اقامة لمعروف أو ردع لمنكر، ومطالبة بإصلاح، وكل هذه العناوين من صلب الدين وتعاليم الشريعة ومقاصدها السامية».

ودعا العالي جميع المسلمين لـ «يشتركوا في إقامة المآتم لمواساة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في مصابه، والذي أنبأ به وبكاه من قبل حدوثه، كما جاء في الأخبار والمأثور وذكرته السير؛ لينالوا بذلك الأجر والثواب لادخال السرور على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله، وإننا لعلى ثقة بوعي الأمة بطبيعة هذا الإحياء وحقيقة هذه المآتم والمواكب من دون أن يتأثروا بما يقال من أراجيف ومحاولات التضليل».

وأوضح أن «هذا الخطاب يود أن يؤكد على مجموعة من الأمور، لله فيها رضا وللناس والمجتمع فيها صلاح، أولاً: إننا وانطلاقاً من مبادئ ديننا وتعاليم وتوجيه أئمتنا عليهم السلام نؤكد على ضرورة مبدأ الوحدة بين جميع المسلمين، كمبدأ استراتيجي لا حياد عنه، ولا سبيل للمسلمين في مواجهات أعداء الخارج وتحديات الداخل إلا من خلال هذا المبدأ والعمل به، ومن غير المسموح به أن تنطلق كلمة هنا أو موقف هناك ليضر بهذا المبدأ ويؤثر عليه، وهذا ما سار عليه أتباع مدرسة أهل البيت وعكسه منهج أئمتهم عليهم السلام، وجسدته مواقف علمائهم وفتاوى مراجعهم، وأن ما شذ عن هذا الاطار العام لا يمكن أن يُحسب موقفاً أو يمثل مدرسة أهل البيت عليهم السلام. ثانياً: انطلاقاً مما تضمنته الكثير من النصوص الدينية المروية عن أهل بيت العصمة والطهارة: (كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم، ليروا منكم الاجتهاد والصدق والورع) و(كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا)، انطلاقاً من هذه القاعدة علينا أن نراقب تصرفاتنا وسلوكياتنا وأن نرقى بها للمستوى اللائق لانتمائنا، وأن تكون الممارسة للشعيرة شرعية لا يداخلها شبهة، معبرة عن الحزن والأسى مصداقاً للجزع على سيد الشهداء عليه السلام، ليس فيها للنقاش والخلاف مجال، بهذا نحفظ هذه الشعائر ونحميها، وبهذا نكون أوفياء لدم سيد الشهداء عليه السلام. أن نراقب سلوكنا وحركاتنا ومظاهر شخصيتنا فتيانا وفتيات، أن نكون في أرقى مستويات العفة في اللباس والنظرة والمظهر، فقد جئنا لمواساة النبي صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسين، فنحن في عبادة لا يجوز أن نلوث هذه العبادة بلباس غير محتشم أو نظرة أو حركة خليعة تكسبنا الأثم وتحرمنا الثواب، وندخل على رسول الله الأذى. ثالثاً: كربلاء مدرسة مترعة بقيم الخير والفضائل والمبادئ الانسانية وفيها دروس الصبر والتضحية والايثار والالتزام بالطاعة والعمل بأوامر الله ونواهيه، وفيها نماذج الانصياع للقيادة الربانية والذوبان فيها، وفيها فضائل الخير من الحنان والرحمة والشفقة والمميزات الانسانية، وفيها الصمود في مواجهة الباطل والانحراف، علينا أن نستفيد منها ونحولها الى موسم عملي للاقتراب من هذه الحقائق، والتحقق بهذه الفضائل ومقاربة هذه المستويات، وهذا هو البعد الحقيقي لاحياء ذكرى سيد الشهداء والوفاء لنهجه والعمل والأخذ بقوله. رابعاً: تكرر في كل عام الاعتداء من قبل منتسبي أجهزة الأمن على المظاهر العاشورائية في أعلام ويافطات وسواد وكلمات الحسين عليه السلام، وهو أمر مرصود وموثق، في حين أن هذه الممارسات درج عليها أبناء البحرين من القديم القديم، وهي ليست أمور جديدة ولا خارجة على القانون. إننا نرى هذه الاعتداءات من تجاوز على أمر يكفله قانون البلد وعلى عرف سائد درج عليه أجيال من شعب البحرين، نرى فيه ممارسة لسياسة الانتقام السياسي والاستفزاز لمشاعر أتباع أهل البيت عليهم السلام، وعلى الوزارة المعنية ايقاف تصرفات أجهزتها ومحاسبة من يقوم بذلك». وشدد العالي على «ضرورة إخراج البلد من الأزمة السياسية التي تعصف بها على مدى الأعوام الخمسة، وما زالت نتائجها باقية وطريق الحل واضح وبسيط؛ من خلال حوار جاد وصريح مع قوى المعارضة للتوصل لحل يخرج البلد من أزمته ومشاكله المتراكمة، وتحقيق المطالب الاصلاحية للمواطنين، وهو أمر بسيط وسهل تمتلك السلطة جزءا وفي يد المعارضة الجزء الآخر، اذا ما تصادقت الارادة الجادة والنية الصادقة وحب الخير للوطن الذي تعمر به الأوطان وتزدهر به البلدان لا سياسة البطش والانتقام، ولا منهجية صم الآذان، فإنها سياسة عقيمة لا تنتج إلا المزيد من الدمار ولا تولد إلا الكثير من الأزمات».

العدد 4795 - الجمعة 23 أكتوبر 2015م الموافق 09 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 3:52 م

      عجيب !!!!

      هؤلاء الذين يذكرون فلان وفلان ليش هذا الأنحراف عن الموضوع ؟؟
      الموضوع هو الحسين وأهل البيت عليهم السلام ومن يتأثر ويتضايق من ذكرى الحسين وأهل بيته عليهم السلام يرجى منه مراجعة نفسه وعلاقته بأهل البيت فلأحاديث الصحيحة تملئ الكتب مضمونها من يبغض محمد وآل محمد فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ..
      نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحشرني مع الحسين وآل الحسين عليهم السلام

    • زائر 14 | 8:17 ص

      زائر

      وطني البحرين أحب البحرين

    • زائر 13 | 6:23 ص

      والله غريب أمر هؤلاء !!

      أمر مستغرب أن أقارن رجل مقاوم يطرد الصهاينه من بلده (الجنوب اللبناني) ومن ثم يخوض حرب أخرى ضد الصهاينه أيضا وينتصر عليهم وباعتراف الصهاينه أنفسهم ، وفي المقابل شخص مصاب بمرض العظمه ويدخل في حرب لمدة 8 سنوات ضد دوله مسلمه (هو من بدأ الحرب ) ، وغزو آخر أيضا لدوله جاره وعربيه ومسلمه وليس مع الصهاينه ، غريب أن أقارن بالأول مع الثاني ، ومن ثم يأتي أناس ويقولون استفزاز لمشاعرهم !!! لا أظن أنه استفزاز أو اية خرافات اخرى ، بل الحقد الأعمى الطائفي المقيت المصابين به.

    • زائر 15 زائر 13 | 11:14 ص

      زائر 13

      اللى انت اتكلم عنه رجل و بطل اطلق 37 صاروخ على اسرائيل لذلك امريكا تخلصت منه هو مرغد راس .......بالارض خلا ايقبل بالصلح اما اللى خائن لبنان عميل ايرانى شنو سوى حق شعب لبنان غير ورطهم فى اشياء ما لهم خص دمر بنية النيحية اكثر من نصف مقتل 1400 لبنانى تشريد باللآف مقابل مقتل 4 او 5 من اسرائيلين هل هذا تعتبره انتصار الحين لبنانين يدفعون ثمن حماقة هذا فى سوريا لبنان اللى كانت سابقا تسمى باريس شرق الاوسط تعم بالسواح صارت دولة تعج بها الارهابين

    • زائر 4 | 1:18 ص

      اللي مايعجبه يترك بلدنا ويرجع مكان ما جاء

      هذي بلدنا و هذا سلكنا من ايام اجدادنا ، اللي يستفزه السواد والاعلام والشعارات والقراءة الحسينية يترك البلد لاهلها ويرجع مكان ما جاء ويرتاح ويريح ، ياغريب كن اديب

    • زائر 2 | 12:53 ص

      من يرى فيها استفزاز عليه مراجعة حساباته

      حادثة كربلاء منعطف تاريخي للانسانيه حادثة ادمت السماء والارض كيف لا يحزن الانسان فيها ولا يحييها بالحزن والرثاء !!عذرا اخوة الوطن انتم مدعون للاحياء معنا ف مواكب الحسين ومآتم الحسين وموائد الحسين ليست للشيعة فقط ..

    • زائر 1 | 10:31 م

      نغمة جديدة

      سنين والشيعة والسنة يحيون الذكرى حبا على آل البيت ع
      ومع ظهور فئة جديدة ممن اكتسبوا الجنسية حديثا صار كل ما يفعله او يؤيده الشيعة استفزاز لهم بل ويحصرضون عليه ..
      كم سيارة تحمل صور صدام في البحرين اليس هذا استفزاز لمشاعر اهلنا بالكويت
      كم مؤيد وحامل شعار داعش اليس هذا استفزازا و تحديا لحومات وشعوب المنطقة
      كم خطب في المساجد التي تدعو الى الغاء وتجويع و اقصاء الطرف الآخر وووو

    • زائر 7 زائر 1 | 3:36 ص

      سأرد عليك

      كم من صورة تحمل فيها قادة مايسمى حزب الله ورفع أعلامه أليس هذا إستفزازا لإخواننا في الكويت والخليجيين بشكل عام كون جرائم الحزب في الكويت منذ الثمانينات معروفه وأليس أيضا إستفزازا لأكبر مكونات شعب البحرين وهو المكون السني

    • زائر 8 زائر 1 | 3:39 ص

      ليش تناقض عمرك ياهذا

      يعني انت حلال عليك ترفع صورة مايسمى حسن نصر الله
      وهولاء حرام عليهم يرفعون صورة صدام حسين انت ترفع إعلام إيران ومايسمى حزب الله إليس هذا إستفزازا لنا ولإخواننا الخليجيين

    • زائر 11 زائر 1 | 5:05 ص

      رد على المعلق

      يقول الامام علي بما معناه انزلني الدهر حتى قيل علي ومعاويه يعني ليس انصافا ان تقارن حزب الله وسماحة السيد حسن بصدام فأين الثرى من الثريا صدام ملأ الدنيا بجرائمه وزرع ارض العراق بالمقابر الجماعيه اما الحزب فلم تشوه صورته الا قنوات واعلام له اهدافه من تسقيط العدو الاوحد لاسرائيل

اقرأ ايضاً