العدد 4796 - السبت 24 أكتوبر 2015م الموافق 10 محرم 1437هـ

روسيا تريد انتخابات برلمانية ورئاسية بسورية وتبدي استعداداً لدعم «الجيش الحر»

الدخان يتصاعد بعد غارة جوية من قبل القوات الجوية الروسية على «المتمردين» في محافظة إدلب-REUTERS
الدخان يتصاعد بعد غارة جوية من قبل القوات الجوية الروسية على «المتمردين» في محافظة إدلب-REUTERS

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس السبت (24 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) إن الكرملين يريد من سورية أن تعد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حيث كثفت موسكو سعيها لتحويل نفوذها المتزايد لدى دمشق إلى تسوية سياسية.

وتمثل تصريحات لافروف تحولاً كبيراً في موقف روسيا وتأتي في أعقاب اجتماع في فيينا يوم الجمعة مع الولايات المتحدة ودول أخرى لمناقشة حل سياسي للأزمة في سورية.

وقال لافروف إن القوات الجوية الروسية التي تشن حملة من الضربات الجوية على جماعات متطرفة في سورية منذ 30 من سبتمبر/ أيلول ستكون على استعداد لتقديم دعم جوي لمقاتلي الجيش السوري الحر الذي يسانده الغرب إذا علمت أين توجد مواقعهم.

وكان الكرملين تحدث بوجه عام عن ضرورة إجراء انتخابات في سورية من قبل. لكن تصريحات لافروف كانت أول دعوة محددة من موسكو إلى تجديد الحياة السياسية وجاءت بعد أيام من زيارة مفاجئة قام بها الرئيس بشار الأسد لموسكو.

وقال لافروف للتلفزيون الرسمي الروسي في مقابلة أذيعت أمس (السبت): «لا يمكن لأطراف خارجية أن تحدد أي شيء للسوريين. ينبغي أن نجبرهم على أن يضعوا خطة لبلادهم يتم بموجبها حماية مصالح كل مجموعة دينية وعرقية وسياسية بعناية».

وتابع قوله «بالطبع يتعين عليهم الإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية».

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف بحث هاتفياً مع نظيره الأميركي، جون كيري أمس (السبت) إجراء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة. وأضافت الوزارة على موقعها الإلكتروني إن لافروف وكيري ناقشا أيضاً الاستفادة من إمكانات دول أخرى في المنطقة لحث خطى العملية السياسية.

ورفضت وزارة الخارجية الأميركية التعقيب مشيرة إلى ما كان كيري قد صرح به عن سورية في فيينا يوم الجمعة حينما أبدى تفاؤلاً بشأن إمكانية التعاون مع روسيا لإيجاد حل سياسي وإن كان قد أقر بأنه ما زال يوجد اختلاف أساسي بشأن مستقبل الأسد.

وتقول موسكو إن الأسد يجب أن يكون جزءاً من أي ترتيبات انتقالية وأن الشعب السوري هو الذي يختار من يحكمه. وتقول واشنطن إنها قد تقبل ببقاء الأسد لفترة انتقالية قصيرة لكن لا بد أن يرحل بعد ذلك عن الساحة السياسية.

وقال لافروف الذي ناقش أيضاً الوضع في سورية أمس مع نظيريه الإيراني والمصري إن الكرملين أبلغ الأسد أثناء زيارة موسكو أن إحراز تقدم سياسي أمر ضروري. وقال لافروف إن نجاح القوات الحكومية السورية في ميدان المعارك بدعم جوي روسي سيعزز حكومة الأسد ويجعلها أكثر اهتماماً بالتوصل إلى اتفاق سياسي.

وأذيعت المقابلة مع لافروف بعد يوم من اجتماع عقد في فيينا بين روسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية نوقش خلاله إيجاد تسوية سياسية للحرب المستعرة في سورية.

وقال كيري بعد الاجتماع إنه يتوقع أن تبدأ محادثات جديدة بشأن سورية قريباً ربما هذا الأسبوع ولم يستبعد إمكانية مشاركة إيران وهو ما تدعو إليه موسكو.

وقال لافروف إنه يريد إشراك مصر والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة وكذلك إيران في المحادثات وتحدث عن ضرورة أن يبدأ الاتحاد الأوروبي أيضاً القيام بدور أكبر.

وقال إنه يشعر أن دولاً أخرى بدأت أخيراً تفهم الوضع في سورية بشكل أفضل رغم استمرار التصريحات المعادية للأسد وهو تحول قال إنه يمنح موسكو الأمل بأن العملية السياسية هناك قد تتحرك قدماً في المستقبل القريب.

واستدرك لافروف بقوله إن بلاده على استعداد أيضاً لتقديم الدعم الجوي للجيش السوري الحر إذا ساعدتها الولايات المتحدة على تحديد مكان ما سماه «المعارضة الوطنية».

وقوبل عرضه بانتقادات شديدة من قادة الجيش السوري الحر.

ورفض قائد جماعة لواء صقور الجبل، حسن حاج علي التي تنضوي تحت إمرة الجيش السوري الحر الفكرة. وكانت جماعته تعرضت لغارات جوية شنتها طائرات حربية روسية في الأسابيع الأخيرة.

وقال لرويترز «لن أتحدث إلى قاتلي».

وأبدى أحمد السعود قائد الفرقة 13 -وهي جماعة أخرى تنتمي إلى الجيش السوري الحر- حيرة في فهم الموقف الروسي.

وقال إن روسيا قصفت فصائل الجيش الحر وتريد الآن أن تتعاون معها بينما تتمسك بالأسد، مشيراً إلى أنه لا يفهم شيئاً من تحركات روسيا.

وقال رئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك، بشار الزعبي أحد فصائل الجيش الحر إن دعوة روسيا إلى الانتخابات لا معنى لها لأن أعداداً هائلة من السوريين فروا من البلاد والآخرين في السجون أو تطاردهم الحكومة.

وأضاف قوله إنه إذا كانت روسيا جادة في إيجاد حل فيحب عليها تنحية الأسد «وعصابته» والعمل من أجل تحقيق انتقال سياسي سلمي للسلطة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس (السبت) في بيان نشرته وكالة «إنترفاكس» للأنباء إنها نفذت 934 طلعة ودمرت 819 هدفاً للمتشددين في سورية منذ بدء حملتها هناك في 30 من سبتمبر.

العدد 4796 - السبت 24 أكتوبر 2015م الموافق 10 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:26 ص

      كل يغني على ليلاه

      روسيا الاكثر وضوحا سياسيا وعسكريا بالمقارنه بباقي الدول العربيه والغربيه. التحالف الرباعي يفرض شروطه وبقوه. الجيش الحر كتله هلاميه تتشكل بحسب مصالح مموليها لذاك لايستطعيون ان يميزوها على الارض وبالتالي تصبح هي وباقي قطعان الارهاب سواء.

اقرأ ايضاً