العدد 4797 - الأحد 25 أكتوبر 2015م الموافق 11 محرم 1437هـ

البحرينيون ميزتهم في التسامح والتعايش

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

موسم العاشوراء هذا العام يختلف عن غيره من الأعوام، ومروره بسلام يُعتبَرُ إنجازاً يُشكَر عليه كل من ساهم في إنجازه. ولكنّ المأساة الحقيقية تكمن في استهداف مناسبات دينية، بحيث أصبحنا نعتبر سلامتها أحد الإنجازات. والمصيبة الأكبر أنّ من يسعى لاستهداف الناس في هذه المناسبات الدينية إنما هم أناس يعتقدون بأنهم يقدِّمون خدمة في سبيل نيل رضا الله سبحانه وتعالى.

إن الحياة من طبيعتها الاختلاف، وحتى لو اتفقت مجموعة من البشر على أهداف تواجدهم في بقعة جغرافية ما، مثل تحقيق السيادة والنماء والرفاهية والصحة والتعليم والأمن، إلخ، فإنهم سيختلفون في الأساليب التي تؤدّي إلى تلك النتيجة. وعليه، فإنّ محاولة خنق الاختلافات عبر التعصُّب يؤدِّي في النهاية إلى العنف والى سفك الدماء. والأخطر من كلِّ ذلك عندما يُبرِّر البعض عدم التسامح بأنّ الله أمر بذلك، أو لأنّ الدين يفرض على الآخرين فرضاً، وأن مَن يختلف مع هذا الفهم الديني يستحق جحيم الدنيا والآخرة.

هذا النمط من التفكير يَعتبر التسامح ذنباً، ويلخص مهمة من يعبد الله هي القضاء على مساحات الاختلاف، حتى لو تطلّب الأمر ممارسة القتل والعنف والإرهاب. ومن المؤسف أن هذا التفكير أصبح يرتبط باسم الإسلام وبالمسلمين، وأصبح العالم منشغلاً بالبحث عن وسائل لإقناع شباب المسلمين بأنّ عليهم أن يعيشوا ويفسحوا المجال لغيرهم في العيش.

إن الإمكانات التي تُهدَر من أجل التعصُّب في المواقف والآراء مُكلفة جدّاً، وهي لا تهدر الطاقات فحسب، وإنما تتسبب في تدمير البلدان وتحيلها إلى مسالخ ومناطق يعمُّ فيها الخراب والأمراض، وذلك بعد أن تتحوَّل قيمة الإنسان إلى الصفر.

إن البحرينيين كانوا على مَرِّ التاريخ مَضربَ مَثَلٍ في التسامح والتعايش والتآخي وقبول بعضهم البعض، وصِفة «الطيبة» الملازمة لهم هي التي تحببهم للآخرين، وهي أهم خصلة يجب المحافظة عليها.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4797 - الأحد 25 أكتوبر 2015م الموافق 11 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 11:56 ص

      التسامح والتعايش

      هذا هو المطلوب

    • زائر 23 | 5:54 ص

      لا شك أن نكبة 1979 التي حصلت في إيران فجرت بركان الطائفية في الشرق الأوسط

      الخلاف الشيعي السني كان موجودا منذ قديم الزمان، و لكننا في البحرين كنا متعايشين لا يعنينا كنت سني أم شيعي، إلى أن حدثت نكبة 1979 التي ولدت تطرف شيعي قابله تطرف سني.

    • زائر 22 | 4:00 ص

      صدقت يادكتور البحرينيون ميزتهم الطيبة والتسامح والتعايش مع بعض

      العيشة المشتركة تجمعنا والطيبة ميزتنا . إذن لماذا لا تجمعنا جمعيات تمثل الإرادة الشعبية الوطنية الجامعة للكل

    • زائر 20 | 3:28 ص

      البحرينيون لا يمكن لأحد أن يغير طيبتهم 1040

      إذن ماذا حصل من فرقهم هل السياسة أو المطالب العادلة وماذا يمنع المصالحة الوطنية

    • زائر 18 | 3:13 ص

      البحرينيون طيبون مع بعضهم وحتى مع الغرباء

      سنين طويلة يجمعهم الوطن والعيش المشترك على الحلوة والمرة ولنقف مع بعضنا ماذا تغير لماذا الخوف من الاخر والريبة وانعدام الثقة لا علينا من المتمصلحين لا يصتطيعو أن ياثرو في الغالبية الطيبة ولا السلطة فل نبحث ما سبب فرقتنا هل نملك الشجاعة

    • زائر 17 | 3:12 ص

      مدرسة الحسين

      ان الحسين سلام الله عليه هو مدرسه الحياه و تعلمنا منه كيفية التعامل مع الاخرين و التسامح و التعايش.

    • زائر 14 | 2:37 ص

      التسامح

      البحرين كانت واحة التسامح دائماً الى ان اعتنق بعض البحرينيين الأفكار ...التي نشرتها الثورة ا.... في ايران في نهاية السبعينات

    • زائر 16 زائر 14 | 2:57 ص

      ايران هي السبب

      ايران هي السبب

    • زائر 13 | 2:07 ص

      تسامحنا المرّ جعل الدخلاء يتجرأون على سبنا وشتمنا في وطنيتنا

      بعض المعتاشين على الأزمات وجدوا من سبابنا وشتمنا مجالا لارتزاقهم

    • زائر 12 | 1:59 ص

      المثل البحراني : المال مال ابونا والقوم حاربونا

      الوطن وطننا اصبحنا فيه خونة وعملاء لأننا طالبنا بأقل حقوقنا فجاء الغرباء ليعطونا دروسا في الوطنية

    • زائر 10 | 1:29 ص

      طيبتنا استغلّها الآخرون لضربنا

      هذه هي الحقيقة المرّة فدماثة خلق أهل البحرين جعلهم لقمة سائغة لكل من له نزعات تسلط

    • زائر 9 | 1:15 ص

      الغرباء

      الأخلاق الدخيلة جاءت لنا من الغرباء وهؤلاء لو وجدوا الخشونة والصلابة في التعامل لما تجرأوا على أبناء الوطن، ولكن بدلا من ذلك وجدوا من يقول فيهم (ماليهم ذنب مساكين، الذنب ذنب اللي جابهم)!!!!

    • زائر 8 | 1:01 ص

      كل الأخلاق التي تميّز بها الشعب البحراني هناك من يعمل على قتلها

      هناك من يعمل على القضاء على كل ما يملك هذا الشعب من صفات حميدة واخلاقيات ميّزته على مرّ الزمن

    • زائر 7 | 12:54 ص

      فعلا إنجاز ..

      مع وجود وتغلغل منظمات وجماعات وأفراد تمتهن القتل مستهدفة من يختلف معهم فكرا ومعتقدا وسياسة مع دعم غير محدود وتسهيل غير معهود فاننا نحمد الله أن مرت هذه الايام على البحرين دون مكروه .

    • زائر 6 | 12:43 ص

      شعب البجرين شعب عظيم .

      لاكن وين الي يقدره .

    • زائر 4 | 11:19 م

      نقطة نظام

      اسمح لي يادكتور أن أكون صريحا معك .. إن طيبة البحرينيين المبالغ فيها لحد السذاجة هي من أوصلتنا لهذه المصائب التي نحن فيها!! الطيبة التي تؤدي بصاحبها للسكوت عن حقه المغتصب هي كارثة بمعنى الكلمة! !

    • زائر 3 | 11:00 م

      غريب

      طيبة شعبنا يتمناها كل حاكم لينفتح على شعبه بالمحبة والإصلاح والعدالة والمساواة والحوار والشراكة الجادة في الحكم

    • زائر 2 | 10:50 م

      البحرينيون متسامحون وصبورين

      بعض القرى هجروها أهلها بسبب الجور والقتل مثل الفارسية وبربورة وتسامحت الناس الطيبين لكن يقول المثل من باع در على فحام ضيعه.

    • زائر 1 | 10:20 م

      الحمد لله لدينا الاسلام الصادر من السناء و لكن للاسف يصر البعض على تشويهه ( لا اقصد اسلام داعش )

      لا اعلم لما لا تبحثون الحق من اهله ، لدينا سيرة النبي ص و الامام علي ع قامو بدولة اسلامية و هم مؤيدون من السماء و الحق حصرا عليهم و على من اتبعه بحق كما يصرح القران و احادثهم الصحيحة ، النبي ص عاش في ظل الاختلاف فكيف تصرف و كذلك الامام ع ؟ هل اقصوا الاخرين ؟ هل قمعوهم ؟ هل قتلوهم ؟ الم يكن لهم نظام قيمي و فكري ينطلقون منه تمثل بالقران و امر السماء ؟ النبي ص بنفسه من فرض الحجاب و طبق الحدود و الاحكام و غيرها ، فاي فهم جديد للدين في ذلك ؟ حمل السيرة المقدسة و لفظ النصوص على عكسها مثلا ؟

اقرأ ايضاً