العدد 4800 - الأربعاء 28 أكتوبر 2015م الموافق 14 محرم 1437هـ

دراسة: أدلة أولية للزهايمر تظهر في الدماغ

وجدت الدراسة ان الادمغة الاكثر تعرضاً للإصابة وراثياً أظهرت نشاطاً أقل
وجدت الدراسة ان الادمغة الاكثر تعرضاً للإصابة وراثياً أظهرت نشاطاً أقل

الوسط - محرر المنوعات 

تحديث: 12 مايو 2017

كشف الباحثون المختصون بالزهايمر، دليلاً مفاجئاً يرتبط باحتمالية إصابة الفرد بهذا المرض عند التقدم في السن. كما وجدوا أن أدمغة الأشخاص الأكثر تعرضاً لخطر الإصابة وراثياً، أظهرت نشاطاً أقل في إحدى الشبكات العصبية التي تعمل بمثابة جهاز الملاحة الداخلي في أجسامنا، والمعروفة باسم " الخلايا الشبكية".

إن اكتشاف الخلايا العصبية المخصصة بالحركة والتجول، هو في حد ذاته أمر جديد. وقد فاز هذا الاكتشاف بجائزة نوبل في الطب لعام 2014. وهي تشكل عموماً، هيكلية شبكية في منطقة ما من الدماغ، تسمى القشرة الأنفية الداخلية، وتلعب دوراً رئيساً في الذاكرة والقدرة على الحركة في اتجاهات محددة. فعندما نتحرك، تنفعل هذه الخلايا وتصبح بمثابة نظام ملاحة داخلي، وتتيح لنا تصور خرائط عقلية للتجول من دون أدلة مرئية (أي من دون النظر إلى مسارنا). وهذا ما يوضح إمكانية رؤيتك مسار الخروج من الغرفة مثلاً، وأنت مغمض العينين.

كما وجد بحث سابق أن الأشخاص الذين يحملون بديلاً عن الجينات المرتبطة بتطوير مرض الزهايمر، هم أيضاً معرضون بشدة لخطر تطور التشوهات في القشرة الأنفية الداخلية. ولهذا تساءل الباحثون إن كان بمقدورهم إيجاد رابط ما، بين وجود جين مرض الزهايمر ونقص النشاط في الخلايا الشبكية للدماغ.

وشملت الدراسة مجموعتين من الشباب اليافعين: الأولى تحمل جين مرض الزهايمر المتغير، والأخرى على عكسها، من دون أن يظهر على أي مجموعة منهما أعراض المرض. وقد طلب من المشاركين التجول ضمن مساحة افتراضية (مساحة دائرية واسعة تحت سماء زرقاء وأمام سلسلة جبلية ممتدة) بينما يؤدون مهمات بسيطة مثل: التقاط كرات السلة وإعادتها إلى مكانها. وأثناء ذلك كله، تخضع أدمغتهم للمراقبة من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.

ومثلما كان مفترضاً، أظهرت أدمغة المشاركين الذين يحملون جين الزهايمر البديل، نشاطاً أقل في شبكات الخلايا الشبكية، مقارنة بالمجموعة الأخرى. ومن الغريب بالرغم من ذلك، أن كلتا المجموعتين أدتا مهامهما جيداً، بالرغم من أنهما تجولتا بشكل مختلف في المكان نفسه. وبينما توجهت المجموعة ذات النشاط الأقل في الخلايا الشبكية إلى البقاء على حواف المساحة الافتراضية، استغلت المجموعة الأخرى المساحة كاملة.

كما أظهر المسح بالتصوير المغناطيسي، ارتفاعاً في النشاط فيما يعرف باسم (الحصين) – وهي منطقة في الدماغ قريبة من القشرة الأنفية الداخلية وتؤدي دوراً بتشكيل الذاكرة في أدمغة المشاركين ذوي النشاط الأقل في خلاياهم الشبكية، والذي يشير إلى أن أدمغتهم وظفت منطقة (الحصين) للمساعدة على التجول في المكان.

وهناك نتائج أخرى مستنبطة من هذه الدراسة، وهي أن الخلايا الشبكية تشكل تفسيراً جديداً عن المراحل الأولى لتطور مرض الزهايمر. وتزود الباحثين بأدلة على كيفية العلاج قبل التقدم بالسن، وتطوره إلى مراحل لا يمكن فيها علاجه. ومن النتائج الإضافية أيضاً، تكوين فهم أفضل عن التشتت المكاني الذي يصاحب مرضى الزهايمر، مما قد ينتج عنه علاجات أكثر فعالية لهذا الجانب من المرض.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً