العدد 4801 - الخميس 29 أكتوبر 2015م الموافق 15 محرم 1437هـ

علاج الانسداد الرئوي ممكن بدون استئصال الرئة

الانسداد الرئوي ما يؤدي إلى تفاقم المرض لإهماله وينتهي الأمر بالوفاة
الانسداد الرئوي ما يؤدي إلى تفاقم المرض لإهماله وينتهي الأمر بالوفاة

يصعب تشخيص الانسداد الرئوي ما يؤدي إلى تفاقم المرض لإهماله وينتهي الأمر بالوفاة. ويمكن علاج الانسداد الرئوي باستئصال أجزاء من الرئة، لكن ذلك غير مضمون، لذلك يلجأ الأطباء الألمان إلى العلاج بدون استئصال الرئة، فكيف يتم ذلك؟

يعاني البعض من مشكلة ضيق التنفس أثناء صعود الدرج، قد يختلف الأطباء في تشخيصهم لأسباب هذه المعاناة، فبعضهم يرجع الأمر إلى وجود حساسية بالصدر، بينما يرجعها البعض إلى ممارسة المريض بعض العادات السيئة كالتدخين وقلة ممارسة الرياضة.

قد يكون هذا التشخيص صحيحا لكن غير دقيق، وهنا تماما تكمن الخطورة. فضيق التنفس قد يكون في بعض الأحيان مؤشرا إلى مرض الانسداد الرئوي والذي ينتهي بالوفاة إذا تمّ إهماله.

ففي العام 2012 احتل هذا المرض المرتبة الثالثة في قائمة الأسباب الرئيسية للوفيات في العالم، إذ تسبب في وفاة حوالي 3 ملايين شخص. وهو ما يحذر منه أخصائيو الأمراض الصدرية ومن بينهم البروفيسور الألماني يواخيم فيكر.

وغالباً ما يرافق هذا المرض ظهور ثلاثة تغييرات أهمها، توتر عضلات التنفس بسبب التدخين أو استنشاق المواد الضارة في الهواء، فضلاً عن حدوث تضخم الأغشية المخاطية والتهابها باستمرار، أما التغير الثالث، فيتمثل في إفراز الرئة مزيداً من المواد المخاطية مع حدوث ضيق في التنفس والسعال والبلغم على حدّ اعتبار البروفسور فيكر.

أسباب تعزز خطورة الانسداد الرئوي

ويؤدي الاكتشاف المتأخر للانسداد الرئوي إلى تدمير أجزاء من أنسجة الرئة وانتفاخها، فضلا عن أن الحويصلات الرئوية تفقد مرونتها وتصاب بالخمول، ما يصعب خروج الهواء المستنشق ويقلل من كمية الأوكسجين التي تدخل إلى الرئتين، الأمر الذي يؤدي إلى انتفاخها، على حد اعتبار الطبيب فيكر الذي يضيف بالقول: «يضغط الجزء المنتفخ على الجزء السليم من الرئة وهذا يعني حدوث قصور في أداء الأجزاء السليمة».

قبل عشرة أعوام كان الحل الوحيد لعلاج الالتهاب الرئوي المزمن، هواستئصال الأجزاء التالفة في الرئة، لإعطاء الفرصة للأجزاء السليمة للتمدد واستئناف وظائفها.

ووفقاً للطبيب فيكر، فإن هذا التدخل الجراحي نتائجه غير مضمونة، ويعود سبب ذلك إلى صعوبة العملية الجراحية. الأمر الذي دفع أخصائيي الأمراض الصدرية في ألمانيا إلى ابتكار طريقة أخرى في العلاج، وتقوم هذه الطريقة على علاج انتفاخ الرئة من خلال تركيب صمامات في مسارات التنفس تخفف الانسداد الرئوي.

إذ يقوم الأطباء بإدخال منظار عبر مسارات التنفس إلى الأجزاء المتضررة في الرئة ويضعون الصمامات. عند الاستنشاق تنغلق الصمامات وتمنع دخول الهواء إلى الأجزاء المنتفخة. وعند الزفير تنفتح هذه الصمامات ويخرج الهواء المكدس.

علاج بدون تدخل جراحي

على رغم نجاح هذه الطريقة الحديثة في علاج الكثير من حالات الانسداد الرئوي فإنها لا تصلح لجميع المرضى، حسبما يؤكد البروفيسور فيكر، فطريقة الصمامات تناسب فقط المرضى الذين يعانون من انتفاخ حاد في بعض فصوص الرئة على حدّ اعتبارالبروفيسور فيكر، الذي يضيف بالقول: «في هذه الطريقة يجب أن نضمن عدم تبادل الهواء بين فصوص الرئة؛ لأن سد الشعب الهوائية أو إغلاقها بواسطة الصمام يتطلب عدم السماح بدخول هواء من الخلف. وإلا لن يقل حجم فص الرئة».

طريقة حديثة أخرى

تستخدم في ألمانيا لعلاج الانسداد الرئوي، وتعتمد هذه الطريقة على غسل الأنسجة التالفة ببخار الماء الساخن. وتؤدي هذه الطريقة إلى ضمور الأنسجة المنتفخة والتالفة. وفي هذه الحالة تستنشق أجزاء الرئة الأخرى الهواء بشكل أفضل.

أعشاب تقي من الانسداد الرئوي

على رغم التطور الذي تشهده طرق علاج هذا المرض، فإن خبراء الصحة يؤكدون أن التدخين هو السبب الرئيس لهذا المرض، فضلاً عن وجود عوامل أخرى إلى عوامل كالوراثة أو التلوث. ولهذا ينصح خبراء الصحة بالابتعاد عن التدخين للوقاية من الانسداد الرئوي. قد يكون التوقف عن التدخين ليس بالأمر السهل، لكن هناك بعض الأعشاب الطبيعية تسهل عملية التوقف عن هذه العادة السيئة، وقد أثبتت نجاعتها لدى الكثير من الأشخاص في ترك التدخين، ومن بين هذه الأعشاب:

عشبة اللوبيليا: وفقًا لموقع «غيزوندهايت تيبس» الألماني والمعني بشئون الصحة، فإن عشبة اللوبيليا تحتوي على قلويد اللوبيلين وهي مادة لها خصائص مماثلة للنيكوتين، ما يعني أن هذه العشبة تزيد من مستويات الدوبامين في الدماغ وهو تماماً ما تفعله السجائر.

زهرة الآلام أو زهرة العاطفة: تعرف هذه الزهرة علميًّا باسم «باسيفلورا» وهي تعمل على تهدئة الجهاز العصبي، وبالتالي تحد من الرغبة على التدخين.

البوصفير: وتستخدم هذه النبتة كعلاج تقليدي لالتهاب الرئة في الهند، وهذه النبتة غير سامة، بل يتم تدخينها، وذلك بلفها بورق التدخين عوضا عن النيكوتين وفقاً لموقع «أبوتيكن اومشاو» الألماني.

جذور الزنجبيل: تساعد جهاز الهضم على القيام بوظائفه بشكل صحي، إذ غالبا ما تخفف حالات الغثيان التي ترافق الامتناع عن تناول النيكوتين، فضلا عن أن مضغ جذور الزنجبيل يساعد على التمسك بقرار الامتناع عن التدخين.

عشبة القلنسوة: وينصح باستخدامها لتخفيف حالات التوتر والقلق التي تصيب مدمني التدخين، عندما يكون الجسم بحاجة إلى جرعة من النيكوتين.

الجينسينغ: يمنع النيكوتين من حفز الدماغ لإنتاج الدوبامين المسئول عن الإحساس بالنشوة المرتبطة بالتدخين، ضع ملعقة صغيرة مع الحبوب فهو ينقص من الرغبة الشديدة في التدخين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً