العدد 4801 - الخميس 29 أكتوبر 2015م الموافق 15 محرم 1437هـ

عن لحم الحمير والجواميس!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نقلت «الوسط» خبراً أمس، عن طلب زوجةٍ مصريةٍ الانفصال عن زوجها خلعاً، بدعوى حرمانها من حقوقها بسبب بخله الشديد، مستشهدةً بقيامه بخلط اللبن بالماء، ورفض الخروج من المنزل، وإعاشتها على البقوليات، حيث يحسبها بالمليم من أجل التوفير والغنى!

الشيء الذي أغاظ الزوجة أكثر، كما يبدو، هو اكتشافها أنه كان يطعمها لحم الحمير لمدة سنة وثمانية أشهر، دون أن تدري! وحين واجهته بالحقيقة أجابها بكل وقاحة: (كله لحمة)! وهو ما اعتبرته إهانة لكرامتها بطبيعة الحال.

مع أزمة اللحم التي بدأت عندنا قبل أسابيع، بعد قرار رفع الدعم، تكشفت للجمهور أمورٌ عن هذه السوق، وقرأت تعليقاً غاضباً لأحد الأصدقاء المغرّدين في «الفيسبوك» يقول: «إن أسوأ ما في الموضوع أنني اكتشفت بعد سنوات طويلة، أن الشاورما التي كنا نشتريها من المطاعم، لم تكن لحم غنم أو بقر، وإنما لحم جواميس»! واتضح أنها جواميس هرِمَة يتم استيراد لحومها من الهند، بعد شيخوختها وانتهاء صلاحيتها لأي عمل أو أداء أية خدمة!

الشعور نفسه بالغضب خالجني وأنا أقرأ تغريدته، حيث تشعر بالإهانة والاستخفاف بك وبطعامك وبصحتك وبعقلك. فأنت في هذه السوق مجرد زبون ليس له قيمة ولا ذاكرة ولا احترام. ولذلك لا تلمس تعاطفاً عاماً مع تجار اللحوم، رغم ما يمرون به من فترة عصيبة وخسائر وأضرار.

بعض القراء هاجموا الرجل البخيل، وبعضهم هاجم المرأة وشكّك في كلامها، وانتقدها لطلب الطلاق لمجرد أن أطعمها زوجها من لحم الحمير، بدعوى: (وماله لحم الحمير؟ كله لحمة)!

الحمير ضرب القرآن بهم مثلاً على الصوت القبيح، وكان العرب يضربون بهم الأمثال في الصبر والتحمل، وهناك عددٌ من كبار الكتاب والأدباء اتخذوهم مادةً لكتبهم ومسرحياتهم، وأشهرهم توفيق الحكيم، الذي لم يكتفِ بالكتابة عنهم، بل التقط صورةً لنفسه وهو يجلس على مقعدٍ وثيرٍ في حديقة ريفية، وأمامه حمارٌ مطأطئ كأنما يستمع له، بينما ينظر له الحكيم بابتسامة كأنه يكلّمه، واختار هذه الصورة لغلاف كتابه «حماري قال لي»!

على أن أطرف القصص عمّا حدث مع الحمير، هو القرار الذي صدر في إحدىالدول، حيث قرّر الحاكم أن يتخلص من الحمير في بلاده نهائياً. كانت عملية إحالة جماعية للحمير على التقاعد، بعد أن تفجّرت آبار النفط، وفاضت النعم والحمد لله، وانتشرت السيارات في كل بيت... وهكذا لم يعد للحمير من لزوم! وهكذا صدر قرار لشحنها إلى مصر، لتوزّع هدية لمن يحتاجها في الريف من المزارعين، حيث مازالت لها حاجة هناك.

كان ذلك مطلع الثمانينيات، الذي شهد توسع الحرب ضد الروس في أفغانستان، والتي احتاجت إلى ستة آلاف بغل، لأنها أشد تحملاً لصعود الجبال، وارتياد المناطق الوعرة. ويقول ناقل القصة، محمد حسنين هيكل، إن من حصل على الهدية في مصر قام بإعادة بيعها لأفغانستان! ومع أنها لم تكن مطلوبةً هناك، إلا أنها وصلت إلى الميدان، وتم استخدامها عموماً للنقل في الخطوط الخلفية للقتال.

كلها إذاً (بيزنس في بيزنس)، فما الفرق بين لحم الحمير ولحم الجواميس، وكما قال الزوج للزوجة المخدوعة: «كلها لحمة»...، بل وما الفرق بين ظهور الحمير والبغال!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4801 - الخميس 29 أكتوبر 2015م الموافق 15 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 6:57 ص

      صدمة '!

      أٌصبت بصدمة حينما علِمت أنَّ الشاورما التي آستمتع بأگلها ما هي إلا لحم جاموس!!!! كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي ، وما زاد الطين بلَّة هو ردة فعل والدي و زوجي حينما قالا وما الضير في ذلك ؟ إنه نوع من انواع البقر على أيّةِ حال '!!!!
      منذ ذلك اليوم و انا متوقفة عن الشاورما و لم اعد اشتهي حتى رؤيتها '!

    • زائر 12 | 5:49 ص

      الحمد لله انا ما احب شاورما اللحم

      لان احسه رفر واللحم خشن و صعب المضغ وكانه ليف

    • زائر 11 | 5:20 ص

      اسمحو لي ياجماعة باقول شي ولا تزعلون

      بعض الأحيان عندما أشاهد التلفزيون القنوات اللي يخلون فيها حيوانات عجيبة بأجسامها مثل اللي يسمونه الثور الأمريكي وهو حيوان شكله ومنظره كريه وحيوانات أخرى مشابهة مثل الخرتيت ووحيد القرن تلك الحيوانات عادة ما تكون كبيرة الأحجام وسمينة جداً أتسائل بيني وبين نفسي هل أثق باللحوم المذبوحة والمكفنة والمغلفة التي تأتينا من الخارج؟ على أنها لحوم حيوانات حلال ومعروفة حيثُ أن مُعظم البلدان التي تأتينا منها تلك اللحوم غير اسلامية ولا يهمها ماذا يأكل المسلم. وشكراً

    • زائر 10 | 4:07 ص

      المقاطعة

      عجبنى شعب البحرين فى مقاطعة اللحم لو كل مرة الشعب يتحد لاخدنا حقوقنا المسلوبه من زمان لانه الاتحاد قوة وشعب البحرين الطيب ما يستاهل الي يجرى عليه ونقولها الى كل متعنتر المشتكى الى الله والله اصبرنا على هادى المحنه
      والله افرج عن معتقلينا جميعا ويرحم شهدائنا الابرار

    • زائر 9 | 4:02 ص

      بس حاول تتخيل

      كيف تم شحن الحمير من مصر الى افغانستان
      كانت عملية تلويص
      الجماعة المجاهدين طالبين بغال مب حمير
      حتى في الجهاد تلويص؟؟؟؟؟

    • زائر 8 | 3:18 ص

      لها جمبزة واستحمار وكانوا يسمونها جهاد مقدس في افغانستان

      توسع الحرب ضد الروس في أفغانستان، والتي احتاجت إلى ستة آلاف بغل، لأنها أشد تحملاً لصعود الجبال، وارتياد المناطق الوعرة. ويقول ناقل القصة، محمد حسنين هيكل، إن من حصل على الهدية في مصر قام بإعادة بيعها لأفغانستان! ومع أنها لم تكن مطلوبةً هناك، إلا أنها وصلت إلى الميدان، وتم استخدامها عموماً للنقل في الخطوط الخلفية للقتال.

    • زائر 6 | 1:52 ص

      صديقك نائم

      اسمحلي ليس لصديقك الحق في الزعل فكلنا نعرف ان لحم الشاورما هو لحم جواميس و لحم لحم خراف اذا كان هو نائم فهذا هو ذنبه و ليس ذنب المجتمع

    • زائر 7 زائر 6 | 2:36 ص

      انت قاعد بس احنا نايمين

      النيام كثر على حد وصفك لمن كان يجهل أن الشاورما الدارجة بلحم جواميس!!! وانا منهم،
      للعلم ان المحلات التي كنت اشتري منها تستعمل لحم الخراف والآن توقفت عن عمل شاورما اللحم، وعليه انت بعد نايم لان ما ادري ان في مطاعم تعمل الشاورما باللحم المدعوم.

    • زائر 5 | 1:02 ص

      موضوعك شيق سيد ..

      اما موضوع الحمير وعجائز الجواميس والشورمة فما عادت الناس تهتم في التفاصيل ولا لصحتها بعد ان استشرت الشاورمة في عروقنا واصبحت جزء لا يتجزأ من اكلنا اليومي الشهي مع غرشة او قوطي مشروب غازي .

    • زائر 4 | 12:16 ص

      الحمير حمار اللي وداهم مصر

      وإلا كان خلاهم للشاورما في كل الإمارات بالمجان. چان للحين ما خلص اللحم. أو جابوهم للبحرين. خصوصا للتخفيف على الحكومة من فاتورة دعم المشتقات النفطية. وخصوصا لأن شوارع البحرين ما تتحمل كل السيارات اللي فوقها. حتى إن جماعة صاروا يجلسون في الشارع ليشكلون كواسر سرعة (مطبات) بشريه هالأيام. بالحمير الخطر على المطبات البشرية بيكون أخف أتصور. كذلك مصر فيه سيسية (بونيات، مفردها بوني) واجد. يعني وش ليهم بالحمير؟! الفول والفلافل المصرية أشهى.

    • زائر 3 | 12:10 ص

      والخيل والحمير والبغال لتركبوها، وزينة. ولم يقل وللأكل أيضا.

      إذن فلا سلطان على "كله لحمه".
      والحمد لله على انتهاء الدعم، يا سيد. وروحه بلا رجعة. فقد كان الدعم فاجعة. خارجها خير. وباطنها من قبلها العذاب. وما كانت إلا سما في الدسم في الحقيقة.

    • زائر 2 | 11:39 م

      أصبح ال.. وزيرا

      لأحد السلاطين وزيرا للطقس اي لمعرفة حالة الجو وفي أحد الأيام خرج السلطان مع عائلته في جولة للتنزه بعد استشارة وزيره وخلال جولة السلطان سقطت أمطار غزيرة فتبهدلت زوجته وعائلته من الأمطار فرأى السلطان أحد الاكواخ وبه حطاب وسأله لماذا لم تخرج هذا اليوم للعمل فرد عليه الحطاب بأنه عرف اليوم بسؤ حالة الجو فاستغرب السلطان كيف عرف حالة الطقس فقال الحطاب انه يعرف بواسطة حركة إذن حماره فإذا كانت مفتوحتين فهذا يعني سؤ حالة الطقس فقرر السلطان شراء حماره وتعيين الحمار وزيرا للطقس

    • زائر 1 | 11:33 م

      سابقا لحم الجواميس و حاليا....

      شركة المواشي جلبت لحوم أقل جودة عبد أزمة اللحوم و ذلك للحفاظ على هامش الربح المرتفع. عاد ويش يقصدون بكلمة أقل جودة .....الله يستر.

اقرأ ايضاً