العدد 4806 - الثلثاء 03 نوفمبر 2015م الموافق 20 محرم 1437هـ

شاهد الصور... الروس يخوضون مجال إعداد الجبن في المنازل

يعكف عدد متزايد من الروس على انتاج الجبن في المنازل، عازمين على مواصلة تناول اطباقهم المفضلة رغم الحظر الذي يفرضه الكرملين على استيراد السلع الغذائية الغربية.

وتقول تاتيانا (25 عاماً) وهي تحرك الحليب بعناية في مطبخ شقتها الواقعة في الطابق العشرين من ناطحة سحاب شهيرة في موسكو "في غضون ساعة يمكنني بسهولة اعدا جبن موتزاريلا طازج وافضل طعما منذ ذلك الذي كنت اشتريه قبل فرض العقوبات".

ويضيف زوجها اندريي المستشار المالي في مصرف في موسكو "الكثير من زملائي في المصرف يعدون اجبانهم الخاصة".

وحرم الحظر الذي فرضه الكرملين في صيف العام 2014 على غالبية المنتجات الغذائية الغربية ردا على العقوبات المفروضة على موسكو بسبب الازمة الاوكرانية، الذواقة الروس من الاجبان الفرنسية والايطالية والهولندية. وردا على ذلك انطلق الروس الذين اعتادوا خلال الحقبة السوفياتية على النقص في المواد الغذائية وبرهنوا عن خيال واسع لتجاوزها، في صنع الاجبان المنزلية.

ويركب بعضهم هذه الموجة للاستفادة منها مثل فاليريا اوباناسيوك الخبيرة في الشؤون المالية البالغة 25 عاما التي اطلقت في كانون الثاني/يناير موقع "تشيز بوكس". ويقترح متجرها الالكتروني رزما تتضمن الخميرة والمعدات اللازمة من مصفاة وميزان حرارة وملاعق للقياس، لانتاج جبن الماعز والموتزاريلا والريكوتا... وتؤكد الشابة ان المبيعات تزيد بنسبة 25 % تقريبا في الشهر.

وتضيف "في غضون اسابيع قليلة يتمكن المبتدئون من صنع جبن كامنبير في منازلهم". وهي تقر بانها لن تكن تتوقع نجاحا كهذا بعدما اعدت اول قطعة جبن مع خطيبها.

 

- الروس يكتشفون سهولة صنع الجبن -

وتضاعفت الابحاث عبر الانترنت حول "وصفات الجبن اليدوية الصنع" 208 الاف منذ تموز/يوليو الماضي) على ما تظهر ارقام محرك البحث الروسي الاول "يانديكس". وزادت عمليات البحث بكلمة "كامنبير" عشر مرات وتلك المتعلقة بجبن بارمزان بست مرات.

وتقول فاليريا "اكتشف الروس للتو ان اعداد جبن الماعز او الريكوتا في المنزل ،بسهولة اعداد المخللات التقليدية الروسية".

الا ان رواج الجبن مستجد على الروس، فتقليد تناول الجبن لم يكن موجودا في الاتحاد السوفياتي وكان المواطنون في تلك المرحلة يعرفون نوعين او ثلاثة من الاجبان يستخدمونها خصوصا في ساندويشات او كمكون داخل اطباق.

لكن بعد سقوط الستار الحديد وانهيار الاتحاد السوفياتي نهاية العام 1991، اكتشف الروس الجبن الاوروبي اللذيذ . ففي العام 2013 قبيل فرض الحظر كانت روسيا تستورد نصف مليوين طن تقريبا من الاجبان الاوروبية على ما يفيد اتحاد مشتقات الحليب الروسي.

ومن اجل استبدال "المنتجات المستوردة المحظورة" كما يسميها الكرملين زادت الحكومة الروسية هذه السنة انتاج الاجبان الروسية بنسبة الربع. الا ان 80 % من الاجبان المحلية تحوي الزيت النباتي مخالفة بذلك المعايير المعتمدة راهنا على ما قالت وكالة جماية المستهلك اخيرا.

ويقيم الاشخاص الذين يشترون رزم تحضير الجبن المنزلي في المدن الكبرى خصوصا مثل موسكو وسان بطرسبرغ حيث سمح مستوى العيش في السنوات الاخيرة الى السكان بالتعرف على منتجات اوروبية عالية الجودة. لكن الامر لا يقتصر على سكان المدن بل ان فاليريا تتلقى طلبات من نيجني-نوفغورود وكازان وسمارا على نهر الفولغا وروسوتوف في جنوب البلاد.

 

- زبائن من المدن خصوصا -

وتلفت اولغا لازاريفا التي تنظم دورات تدريبية لصنع الجبن في المنزل، في موسكو ان غالبية زبائنها ينتمون الى الطبقتين الوسطى او العليا في المدن من مهندسين واساتذة جامعيين ومبرمجي معلوماتية الذين اصبح الجبن المفقود بالنسبة لهم رمزا لروسيا الخاضعة لقيود.

وبفضل الاقبال تمكن موقعها "سيوردلي" الذي يعني "صناعة الجبن" من مضاعفة مبيعاته خمس مرات في غضون سنة وهو يستقطب شهريا نحو الف زبون جديد. وهي تعرض ايضا ادوات لاعداد الجبن في المنزل.

وتوضح لوكالة فرانس برس "اكتشف الاف الروس فجأة انهم يعتمدون على الجبن الاوروبي المفقود ويبحثون عن حل بديل".

الا ان هذا الشغف مكلف. فينبغي دفع 2500 روبل (حوالى 36 يورو) لرزمة الاعداد لدى "تشيز بوكس" وهي تتضمن ايضا وصفات لاعداد نوعين من الجبن قد يكونان الموتزاريلا والريكوتا او الحلوم وجبن الماعز. اما السعر عبر موقع "سيورديلي" فيراوح بين 2300 و3400 روبل.

وتؤكد يوليا ليسيكوفا وجود هذا الاهتمام. فالاماكن محجوزة بالكامل في الدورات الشهرية التي تنظمها من خلال مركزها "سير دوما" (جبن منزلي الصنع) لتدريب المبتدئين في غضون يومين على صنع جبن "سان-مور دو تورين".

وفي موسكو تتعرف مجموعات من نحو 15 مبتدئا على صناعة حوالى 20 نوعا من الجبن في المنزل من الكامنبير الى روبلوشون مرورا بالتشيدر والفيتا والبارميزان والجبن الازرق.

وتختم ليسيكوفا قائلة "متذوقو الجبن الروس ادركوا انه لا يمكنهم الاتكال الا على انفسهم".

 

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً