العدد 4812 - الإثنين 09 نوفمبر 2015م الموافق 26 محرم 1437هـ

في مؤتمر الجمال والتجميل

عصمت الموسوي

كاتبة بحرينية

في الأسبوع الماضي رافقت صديقتي استشارية الأمراض الجلدية والتجميل الدكتورة سميرة المتروك لحضور المؤتمر العالمي السنوي للأمراض الجلدية والتجميل بالقاهرة، موضوع التجميل وأسراره وتقنياته وآخر صيحاته يستحوذ اليوم على اهتمام العالم من نساء ورجال إما لإصلاح ما أفسده الدهر أو تعديل وترميم أخطاء موروثة أو مكتسبة بفعل الحوادث والأمراض وغيرها، وإن كان حقل التجميل قد طرق أبوابنا في بحر السنوات الأخيرة بسبب ندرة أطباء هذا الحقل وارتفاع تكاليفه وجراحاته ومستلزماته فإنه أصبح اليوم صرعة رائجة في كل مكان وهو متفاوت الأسعار، وفيه الرخيص والمكلف والرديء والجيد، ولقد أغفلت قاعات وندوات الأمراض الجلدية، وتوجهت لعروض الجمال ومحاضرات التجميل والشركات المنتجة للكريمات والأجهزة التي تتطور يوماً بعد يوم، هل سمعتم عن حقن البلازما التي تؤخذ من دم الإنسان نفسه وتصفى في أنابيب خاصة ويعاد حقنها في الجسم لتجديد خلايا الجسم والبشرة وفروة الشعر والعظم والركب وإبر التعبئة أو الفيلنج التي تستخدم لرفع الوجنات والفك من أجل إزالة تجعيدات البشرة، وتقنية الخيوط الجديدة والتي تحقن تحت الجلد لإعادة تماسكه، أما البوتكس فالمعروف علمياً أنه نوع من السم يحقن في عضلة الجبهة والرقبة فتتوقف عن التحرك وتزول التجعيدات! وكل هذه العلاجات مؤقتة وتدوم لفترات محددة ومتفاوتة وليست دائمة، كما أن بعضها مكلف جداً، واللافت أن بعضها قد انخفض سعره مع مرور الوقت لأنه سوق رائج وخاضع للعرض والطلب ومتغير يوماً بعد يوم ولا تتوقف الشركات عن ضخ الأموال الطائلة لتطويره من أجل إرضاء المستهلكين.

وقد قضيت وقتاً في جناح التجميل والأجهزة التجميلية الحديثة وأغلبها موجودة منذ زمن أبعد في معظم عيادات أطباء البحرين المتخصصين في هذا الحقل، وقد اصطف شباب وشبان مصريون يعرضون ويشرحون ويروجون لهذه التقنيات ويقدمون العينات المجانية لآخر أنواع الأدوية وكريمات العناية بالشعر والبشرة والأظافر وتحقيق النضارة، وكالعادة فإن كل هذه الشركات أجنبية عدا شركة واحدة مصرية لصناعة الكريمات، أما الأجهزة المتقدمة فمازال العالم العربي بعيداً عنها وحسبنا أن نكون متلقين ومستقبلين لهذه الأجهزة.

ليس هذا مقالاً للترويج لتقنيات التجميل ولكن عالم التجميل الواسع أصبح جزءاً من حياة الناس، ولم يعد حكراً على النساء كما يتصور الكثيرون فالرجال يطرقونه بقوة بل وينافسون النساء في زرع الشعر، والتخلص من الكرش، وإزالة التجعيدات من أجل الظهور بمنظر أجمل وأصغر.

إن من حق الناس أن تبحث عما يرضيها ويسعدها ويفرحها ويعيد إليها الثقة بالنفس، فالناس تهرب من علامات الكبر والتقدم في العمر وقسوة الزمن لذلك يجري التهافت اليوم على هذا التخصص الأكثر ربحية ورواجاً، ما حمل بعض العيادات وبعض أطباء الأسنان وأطباء العائلة وأطباء الأذن والحنجرة وحتى أطباء النساء والولادة لتخصيص جزء من علاجهم في هذا الحقل الرائج والمطلوب والسؤال هو: هل يجوز لمن هم خارج اختصاص الجلد والتجميل العمل في مثل هذه التقنيات؟ للأسف لا يوجد في بلدي قانون من قبل إدارة التراخيص والمهن الطبية بتنظيم وجود أو امتلاك هذه الأجهزة وفق التخصصات المعينة كما هو الحال في دبي التي صدر فيها قانون بعدم السماح لأي مركز أو عيادة بممارسة ذلك خارج تخصصات أمراض الجلد وأطباء التجميل سواء بممارسة العلاج أو امتلاك الأجهزة المختصة التي تعمل على الجلد، والهدف حماية المرضى أنفسهم ووضعهم بين أيدي المختصين والمدربين في هذا الحقل تلافياً للأخطاء الطبية على أيدي غير المتمرسين، وأختتم بالقول إنني قضيت يومين في قلب حدث جديد وسط لغة ومصطلحات طبية غير مألوفة بالنسبة لي وقد أحببت أن أشارك القراء فيه.

إن التجميل كأي حقل علمي وطبي له ما له وعليه ما عليه، وجدير أن يتعرف طلاب الجمال على كل تقنية جديدة ويقرأوا عنها ويتشاركوا في معرفة إيجابياتها وسلبياتها وألا يبالغوا في تغيير أشكالهم فيتحولوا إلى نماذج غريبة عن ذاتها وهويتها، أو يتسرعوا في الاختيار تحت ضغط السعر أو الدعاية والإعلان، بل يطلبون كل ما هو مضمون ومجرَّب وصحي وآمن وطبيعي (أو الأقرب إلى الطبيعة) والأهم التوجه إلى أطباء التخصص من ذوي الجودة والثقة والتدريب العالي والخبرة الطويلة في الممارسات العيادية والعلاجية.

إقرأ أيضا لـ "عصمت الموسوي"

العدد 4812 - الإثنين 09 نوفمبر 2015م الموافق 26 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 10:08 م

      اطباء = تجار

      اغلب الاطباء اصبحت مهمنة الطب تجارة رابحه والاسعار مبالغ بها لحد الجنوون

    • زائر 1 | 9:30 م

      رأي ضد التجميل

      اذا كان التجميل لا ينفعني فلا أريده و با ارفضه. عندما التجميل لا يحسّن الصفات الانسانية يكون نفاقا و زيفا. اذا كانت شريكة حياتي تجمل نفسها عند الخروج لرسم انطباع اخر عن حقيقتها امام الغرب و تُمسح المساحيق المكلفة اول ما تدخل البيت و كان شريكها اعمي و لا يري او فاقد الإحساس فلا أريده بل أكرهه. تمسكنا بالقشور و المظاهر و نسينا الأصول و المبادئ حتي تحول الانسان الي آلة عبدة للاوعي الاجتماعي و ما ينشر من مبادئ.

    • زائر 2 زائر 1 | 10:06 م

      ولكن

      إن صاحب التجميل الخارجي تجميل داخلي واصلاح مافسد من الاخلاق فما اجمل ذلك .. برأيي ان التجميل الخارجي ايضا مهم ولكن لايكون بشكل مبالغ والمرأة التي تمسح المساحيق بمجرد دخولها البيت هذا يدل انها تثق في محبة زوجها وانه يتقبلها بشكلها الاساس الا من رحم ربي

    • زائر 4 زائر 1 | 12:46 ص

      عدل

      اذا دخلت البيت اتزيل المكياج يعني انته راضي عن زوجتك اتحط ليها مكياج بره البيت صدق أشباه الرجال يعني مافي غيره

اقرأ ايضاً