العدد 4815 - الخميس 12 نوفمبر 2015م الموافق 29 محرم 1437هـ

الشيخ خالد آل خليفة لـ «الوسط»: «عيسى الثقافي» يطلق مؤتمراً «بحرينياً» للتسامح الديني الأسبوع المقبل

«التسامح الديني والمذهبي في البحرين» ينعقد في 16 و17 الشهر الجاري...

الشيخ خالد متحدثاً في المؤتمر الصحافي
الشيخ خالد متحدثاً في المؤتمر الصحافي

أفاد نائب رئيس مجلس الأمناء لمركز عيسى الثقافي المدير التنفيذي للمركز الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة بأن «مركز عيسى الثقافي سيقيم مؤتمراً لتاريخ التسامح الديني والمذهبي في البحرين»، لافتاً في رده على سؤالٍ لـ «الوسط» إلى أن «المشاركة فيه ستكون بحرينية 100 في المئة». وأوضح الشيخ خالد أن «المؤتمر سيكون تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة لما له من تاريخ كبير في التسامح الديني»، ومشيراً إلى أن «وضع المؤتمر تحت رعايته دليل على أننا جادون في كتابة تاريخ هذا الوطن، وبلاشك فإن ترحيب الشيخ عبدالله برعاية هذا المؤتمر دليل على أصالة هذا الخط الداعي للتسامح والتعايش والاتزان في الطرح». وقال إن «هذا مؤتمر مهم لمركز الوثائق التاريخية لأنه يؤرخ إلى تاريخ التسامح الديني في البحرين». وأضاف «جلالة الملك عندما يدعم التسامح الديني، ويقدم مكرماته إلى كل الأديان والطوائف سواء أكانت عينية أو مادية، فوراء ذلك خلفية تاريخية لحكام البحرين المغفور لهم مثل الشيخ عيسى بن علي وحمد بن سلمان وسلمان بن حمد وعيسى بن سلمان آل خليفة». وأردف «كل التصريحات الرسمية لدور العبادة في البحرين سواء للمسيحية أو اليهودية أو الهندوسية أو المآتم بدأت منذ القرن التاسع عشر، وليست وليدة اليوم». وتابع «نحن في هذه المناسبة العالمية في يوم التسامح الديني الموافق 16 من نوفمبر/ تشرين الثاني، نحتفي بهذا اليوم لكي نعزز ونؤصل تاريخنا البحريني المليء بقيم التسامح والتعايش». وذكر أن «الواقع الذي نعيشه في ظل أجواء التسامح والتعايش والسلم الأهلي يحظى بدعم من جلالة الملك ورئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، واهتمامنا بالتاريخ البحريني يأتي عبر تاريخ طويل في التسامح الديني». وأشار إلى أن «المؤتمر يتضمن 8 محاور سيقدمها نخبة من البحرينيين وممثلين للطوائف والأديان في البحرين، وسيكون هناك ممثلون عن المسيحية واليهودية والهندوسية والبهائية التي تشارك معنا لأول مرة في هذا المؤتمر، لنعزز هذا التسامح الذي تشهده البحرين منذ القدم». ولفت إلى أن «التاريخ مهم وما سنقوم به يعنى بواقعنا الأصيل، وخاصة أننا في الوطن العربي نعاني من حروب طائفية بين كثير من الدول، وللأسف الشديد فإن هذه الحروب تحدث في دول كانت متسامحة ومتعايشة بسلم فيما بينها، كالعراق وسورية اللتين تعيشان الآن على القتل والذبح، لأن التدخلات الخارجية مسحت كل ذلك التسامح». وأكمل الشيخ خالد «نحن في البحرين علينا أن نتعظ من أن هناك دولاً كانت متسامحة ودخلت في مستنقع الإرهاب والتطرف، لذلك نحن دورنا التأكيد في تاريخنا المليء بالتسامح، وهناك أمور كثيرة سيتم كشفها في هذا المؤتمر». وتابع «من نماذج التعايش التي نحتاج إلى تسليط الضوء عليها ما ذكرته وثائق تاريخية من أن الشيخ المهزع كان يقدم الذبائح إلى (مأتم العجم)، وهذا الأمر كان موجوداً ومدوناً، وهو يعكس صورة من صور التعايش والتسامح في المجتمع البحريني».

وأكمل «هذا التناحر الذي تشهده دول عدة دخيل علينا وعلى مجتمعنا، لذلك نريد أن يشعر الشباب أننا كنا متعايشين بسلم وسلام ودون أن مشاكل». وأضاف «لذلك من المهم أن نحصن الشباب تحصيناً ثقافياً توعوياً ضد أي تطرف يأتينا من الخارج، وهذه الثقافة هي السلاح الوحيد الذي يمكن أن يحمينا من الخارج». وأوضح أن «هناك تنظيمات متطرفة مثل داعش والحشد الشعبي، وكلها تنظيمات تدعو إلى إسقاط الدولة الوطنية، وهذا المؤتمر هو مراجعة إلى مثل هذه الأمور، نحن في البحرين علينا أن نفتخر بهذا التسامح ونستطيع أن نتجاوز مثل هذه التنظيمات». وذكر في إجابته عن سؤالٍ لـ «الوسط» أن «هذا المؤتمر سيكون لتاريخ البحرين، لذلك سيكون بحرينياً بنسبة 100 في المئة، فعندما نأتي إلى تاريخ مأتم بن رجب، فسيكتبه جعفر بن رجب، نانسي خضوري ستكتب تاريخ اليهود، وتاريخ مأتم العجم سيكتبه علي بوشهري، والأخ جلال سيتكلم عن تاريخ البهائية، ومجموعة من الهندوس سيكتبون تاريخهم بأنفسهم في البحرين وهكذا». وأفاد الشيخ خالد «سرد هذا التاريخ يجب أن يكون بعقول بحرينية، وثم سنقوم بكتابة كتاب ينشر ويعتمد على هذه البحوث، وسيترجم هذا الكتاب إلى عدد من اللغات من أجل الاتصال بالعالم الخارجي». وشدد على أنه «من المهم جداً أن نقول إننا لسنا معنيين بالمؤسسات الدولية التي تتحدث عن التسامح لأنها وليدة اليوم، نحن نتكلم عن أن تاريخ التسامح في البحرين له مئات السنوات، نحن عندما نكتب هذا التاريخ سنكتبه بأنفسنا». وفي رده على أسئلة الصحافيين الأخرى، عما إذا كان هذا المؤتمر له أهداف سياسية لخفض التوتر الطائفي في البلاد، فأكد الشيخ خالد أنه «ليس لهذا المؤتمر أي ارتباط سياسي، نحن نتحدث عن التاريخ الاجتماعي لهذه البلاد، ولكن نحن في مركز عيسى الثقافي لدينا اهتمام بالتثقيف الاجتماعي والديني والثقافي وشعارنا هو السلم الأهلي والارتكاز على مرتكزات تاريخية مهمة». وأوضح أن «الحوار السياسي ليس المعني هنا، الأساس هو الفكر التاريخي، فمن المهم مثلاً أن يعرف الشباب أن الشيخ المهزع كان يقدم ذبائح إلى مأتم العجم، وأن اليهود لهم كنيسهم الخاص بهم في قلب البحرين». وواصل «العاصمة المنامة تقع في قطر أقل من نصف كيلومتر، وفيها كل الأديان والطوائف، فيها المساجد والمآتم والمعابد بكل أشكالها، وهذا يعني أنه كان هناك اهتمام يومي بهذا التسامح، وتلك الأجيال تشبعت بهذا التسامح، ونريد أن تعرف أجيالنا الحالية أن هذا هو تاريخهم وليس التطرف». وأكمل الشيخ خالد آل خليفة «هناك حوار يومي، لأننا نحتك ببعضنا البعض، ومن هذه الأجواء التسامحية، نحن لدينا في مركز الوثائق التاريخية وثائق تجارية يمكن الحديث عنها كمثال على التسامح الديني الوطني، أما الحرب ضد التطرف والإرهاب فلا يمكن الفوز بها ما لم يتم تحصين الشباب، وخاصة أن مكنة التفريخ للإرهابيين والمتعصبين مستمرة، ومهما دخلت في أسلوب أمني فلن تستطيع إيقاف ذلك، نحن نحتاج الثقافة والتسامح وعرض التاريخ الأصيل». وختم بقوله «لو أخذنا داعش والحشد الشعبي، فمكنة التفريخ لهم مستمرة، ولن نستطيع إيقاف ذلك إلا بالتأصيل لتاريخ التسامح في مجتمعاتنا، اليوم وصلنا إلى أن الابن يقتل أباه ظناً منه أنه كافر، وهذا ذروة ما يمكن الوصول إليه في التعصب».

العدد 4815 - الخميس 12 نوفمبر 2015م الموافق 29 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:43 م

      كل الشكر والتقدير للقائمين على هذه المبادرة ولكن !

      نحن من عايشنا فترة التعايش السلمية ولكن المصالح الشخصية لدخلاء على البلاد الذين يتغنون بالوطنية لم يهدأ لهم بال إلا بعد أن قطعوا البلاد ورموا الآخرين بالعمالة والخيانة وعلى وسائل الاعلان واستهدفوا مكون اساسي وأصلي في البلاد في تاريخيه برميهم بالمجوسية والروافض و الصفوية وهم يجنون ثمار احقادهم من تفيش و تهميش و سحب جنسيات ... ابسط تهمة ينتقم منك أنك شتمت رموز البلاد أو قعطعة صورهم إفتراءا وكذبا وزورا
      اللهم احفظ البحرين واهلها و قيادتها

اقرأ ايضاً