العدد 4819 - الإثنين 16 نوفمبر 2015م الموافق 03 صفر 1437هـ

العربي: التاريخ برّأ علماء البحرين من نشوب الخلافات...وبن رجب: الحسينيات حلقات مهمة للتواصل والتسامح

المشاركون في جلسة خصصت عن قيمة التسامح عند المجتمع البحريني في مؤتمر «التسامح الديني»
المشاركون في جلسة خصصت عن قيمة التسامح عند المجتمع البحريني في مؤتمر «التسامح الديني»

قال الأستاذ المساعد بكلية الآداب بجامعة البحرين، الشيخ ناجي العربي، إن «التاريخ لم يسجل أبداً أن يحصل أن أهل البحرين في كل تاريخ أنّ خلافاً نشب كان مصدره ومرجعه والباعث له هو الثقافة الدينية أو رجال وعلماء الدين، وقد تلبس المواقف السياسية والفكرية الثوب الديني، لكن الدين بريء منها». وفي المقابل، أكد محافظ المنطقة الشمالية سابقاً، ورئيس مأتم بن رجب في المنامة، جعفر بن رجب أن «الحسينيات والمآتم في البحرين تعتبر حلقات مهمة ومراكز تواصل وأداة لتأصيل مبادئ التسامح والتعايش والتآخي الديني مع كل المعتقدات واحترام الاختلافات والمعتقدات الأخرى، وقد سجل لها التاريخ البحريني شهادات لامعة في كل المستويات المتعلقة بهذا الشأن». جاء ذلك خلال مؤتمر «تاريخ التسامح الديني والمذهبي في البحرين» ضمن جلسة خصصت عن قيمة التسامح عند المجتمع البحريني، والتي شارك فيها محافظ المنطقة الشمالية سابقاً ورئيس مأتم بن رجب في المنامة، جعفر حسن بن رجب، والشيخ ناجي العربي، وعلي بوشهري، أمس الاثنين 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015. هذا وقال العربي إن «التسامح يتوافق عليه الشرع والعقل، ما يعني أنه بمثابة ما قيل فيه قد جاز القنطرة، لأنه في حقيقة الأمر يرتفع ارتفاعاً تحتاجه النفوس جميعاً، ولهذا توافقت عليه. والتسامح على وزن تفاعل، ولا يمكن أن يحصل إلا بين طرفين، وإذا ما أردنا أن ننزل الفعل على النفس وحدها، فإننا مضطرين إلى تقسيم النفس إلى قسمين ليكونا بمثابة الفاعلين، فكل ما جاء على وزن تفاعل لا يمكن أن يكون إلا من طرفين فأكثر، ولهذا حين نتحدث عن التسامح كقيمة يمكننا أن نقول في تأييدها في العقل والشرع الكثير».

وبين: «المجتمع البحريني كما في علم الجميع، ويذكر ابن خلدون في مقدمته وغيره من علماء الاجتماع، أن لكل مجتمع بشري خصائصه، وأن هذه الخصائص تنطبع بها النفوس تبعاً للأرض التي يعيش عليها الإنسان، وإن أردت التخصيص فقل بسبب الهواء وطبيعته، وإن موقع البحرين الجغرافي أكسب أرضها، والمقصود هنا من يعيش عليها، أكسبهم صفات بمثابة السجية فيهم»، مضيفاً «إذا نظرنا إلى البحرين كميناء عاش أبناء هذه البقعة على الصيد البحري والتجارة، فإن هاتين الوظيفتين تلزمان من يتعاطاهما أن يكون متسامحاً لأنه يستشعر حاجته للغير كالعكس، ومن هنا أدرك أهل هذه البلاد أن حياتهم لن تستقيم إن حدث في هذه القيمة تباعد أو حدث نحوها تنكر أو تجاهل، فحين نستشعر أن هذا البلد يعنى عناية كبيرة بقيمة التسامح فإنه ينطلق من منطلقين هما ركيزتان لا يمكن للمجتمع البحريني ولا غيره أن ينفك عنهما، الأول سلطان العقول السليمة الذي يقضي كما يقرره علماء الاجتماع ومن كتب أو درس العمران وكيف تقام المدن أو ضواحيها، أن البلد البحري لا يمكن أن يكون بلداً أو مدينة متمدنة بالمستوى التي تصبو إليه الدول إلا إذا كان أبناؤه بهم من الألفة ما يستطيعون أن يدفعوا به مطامع الغزاة من الخارج، ولذلك إذا أردنا أن نستشعر هذا الأمر فلننظر إلى المدن الكبرى والعواصم التي كانت ضاربة في عمق التاريخ البشري، فلن نجدها محاذية للساحل، وإذا وجدناها كذلك فإن أبناء هذا البلد اتحدوا حتى أصبحوا بوحدتهم يرسلون رسائلهم لأعدائهم على وحدتهم وعدم قدرتهم على نيل مطامعهم».

ومن جانبه، قال محافظ المنطقة الشمالية سابقاً، ورئيس مأتم بن رجب في المنامة، جعفر بن رجب إن «البحرين بلد عظيم منذ فجر التاريخ، وعرف أهله بالتسامح والميل للسلم والتعايش بين جميع الأديان والأعراق والطوائف، فنعموا بالأمن والأمان والاستقرار، ونمى التواصل بينهم وبين شعوب العالم والأمم على المستوى الإقليمي والعالمي، وإني لا أدعي بأنني باحث في التاريخ أو مؤرخ، لكن حسب القراءات المتواضعة وما سمعناه من أهل الاختصاص ممن عاصرناهم وما ينشر من وثائق من الأرشيفات المعتمدة وما ورثناه من الآباء ووصل إلينا من روايات ووثائق بعضها وثق وأخرى تحتاج إلى توثيق، ومنها مخطوطات كتبت بيد الشيخ محمد بن الحسن بن رجب الذي قاد ونظم الانتفاضة الكبرى ضد الاحتلال البرتغالي». وأضاف بن رجب: «حظيت بالمشاركة في هذا اللقاء الطيب للتحدث عن التسامح من خلال الحديث عن تأريخ مأتم بن رجب، ولذلك سلطت الضوء على حيثيات مهمة ومحدودة منها لتفادي الإطالة، فالمأتم يقع في موقع متنوع عقائدي وديني، فمعنا البهرة والنصارى والموحدين والهندوس واليهود وغيرهم، ففي هذه الرقعة الصغيرة بيوتنا متجاورة، والمساجد للطائفتين متقاربة، مع وجود 3 معابد لليهود ومقبرتين للديانتين اليهودية والنصرانية، ومعبد هندوسي. فالاحترام المتبادل وحسن الجيرة يظلل الجميع».

كما تحدث علي بوشهري عن مأتم العجم الكبير وتاريخه، والذي تأسس خلال العام 1867 ميلادية، والدور الكبير الذي قام به المآتم والقائمين عليه طوال عقود من الزمن فيما يخدم التسامح واللحمة الوطنية والتآخي المذهبي والعقائدي بين مختلف شرائح المجتمع على الرغم من كون القائمين على المآتم من خارج البحرين أساساً، مستعرضاً جملة من الوثائق والأحداث والقصص التي تثبت التآخي والتعايش بين المأتم ومختلف الأعراق والأديان والمعتقدات وحتى القيادة الحاكمة.

العدد 4819 - الإثنين 16 نوفمبر 2015م الموافق 03 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 10:37 م

      العربي: التاريخ برّأ علماء البحرين من نشوب الخلافات

      لا اعتقد ذلك ياشيخ
      ارجع الى سنة 2011 ومن كلامك انت وستعرف ان كنت على حق ام لا
      2011 اسوأ مرحلة مرت على المواطن البحريني من خلال الخطاب الطائفي
      من رجال الدين .
      لم ولن ننسى ياشيخ

    • زائر 2 | 10:04 م

      بارك الله فيكم

      نحن الشيعه بعد مسالمين ونحب الخير لكل الناس بس ماتم الهملة وماتم دمستان اطلق عليهم الرصاص من قبل شخص والكاميرات الامنيه صورة الشخص ورقم سبارته وللحين مابين له اثر اصعد به الى السماء ام اندس في التراب(القصاص من الذي اطلق الرصاص)

    • زائر 1 | 9:32 م

      الاختيار الصح للمشاركين

      اعتقد يوجد بعض الاشماء المشاركة من اكبر الطائفيين والمفروض اختيارهم بناء على تاريخهم ومنهم العربى تقدرون ترجعون الى تصريحاته من سنه 2011 الى اليوم كلها كره للطرف الاخر من المجتمع

اقرأ ايضاً