العدد 4821 - الأربعاء 18 نوفمبر 2015م الموافق 05 صفر 1437هـ

صديقة لانتحارية «داعش» حسناء: فتاة عادية لم ترتِد الحجاب قط

الوسط – المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

أعلن القضاء الفرنسي، أمس السبت (20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015)، التعرف رسميا على حسناء آيت بولحسن الفرنسية مغربية الأصل، قريبة عبدالحميد أبا عود الذي يشتبه بأنه مدبر اعتداءات باريس، بين الأشخاص الثلاثة الذين قتلوا في مداهمة ضاحية سان دوني، شمالي باريس. وضمن التفاصيل فقد ظهرت في شريط فيديو وهي تقود أبا عود العقل المدير للهجمات إلى الشقة التي داهمتها الشرطة لاحقا.

وما زال يتعين التعرف على جثة واحدة، بعدما أعلن رسميا الخميس مقتل أبا عود في العملية. وكانت حسناء آيت بولحسن، التي تبلغ من العمر 26 عاما، ابتعدت عن عائلتها بعد اعتناقها الفكر المتطرف. وأكدت تقارير محّلية أن الشرطة الفرنسية شاهدت حسناء الانتحارية تقود العقل المدبر لهجمات باريس في سان دوني إلى داخل مبنى، في ليلة سبقت المداهمة.

ووفقاً لما نقلته صحيفة الشرق الأوسط عن صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أنه بعد يوم واحد من مقتل حسناء، اتضح من حديث أقاربها وعدد من أصدقائها أنها امرأة شابة سيئة السمعة، كان معروفا عنها حبها للسجائر والكحوليات. وقال شقيق حسناء، يدعى يوسف آيت بولحسن، إن شقيقته لم تهتم بالدين الإسلامي على الإطلاق وإنها لم تقرأ القرآن قط، كما أنها بدأت في ارتداء الحجاب قبل عدة أشهر فقط. كما أّكد شقيقها الذي لم يتحدث إليها لمدة 5 سنوات، أن العلاقة بينهما كانت معقدة وأنها كانت تمضي وقتها في انتقاد كل شيء، كما أنها كانت ترفض النصائح الموجهة إليها. وأضاف شقيقها أنها كانت تعيش في عالمها الخاص، ولم تكن مهتمة بدراسة وفهم دينها. وقال يوسف: «أنا لم أرها تقرأ القرآن أبدا، كانت في الغالب تمضي الوقت على موقع (فيسبوك) أو (الواتسآب) على هاتفها».

من جهته، قال أحد السكان المحليين عن حسناء بولحسن إنها كانت تشرب الكحوليات والسجائر باستمرار، كما أن سمعتها كانت سيئة. بينما قالت إحدى صديقاتها، تدعى ماتيوس جاكوس، إنها كانت فتاة عادية ترتدي الملابس الغربية ولم ترتد الحجاب قط، كما أنها لم تتردد على المساجد أو تصلي، ولم تكن تتحدث عن الأخبار أو القضية الفلسطينية أو ما شابه من القضايا.

وكانت "الشرق الأوسط" نقلت عن مصدر دبلوماسي موثوق، أن المخابرات المغربية هي من أبلغت نظيرتها الفرنسية بأن عبد الحميد أبا عود، المشتبه الرئيسي في تدبير اعتداءات باريس يوم الجمعة الماضي. وقال المصدر ذاته إن حسناء آية بولحسن، الانتحارية التي فجرت سترتها في ضاحية سان دوني عند بدء هجوم قوات الأمن، هي ابنة خالة أبا عود. وهي من مواليد فرنسا في 12 أغسطس 1989، مشيًرا إلى أن المخابرات المغربية هي أيًضا من دلت المصالح الأمنية الفرنسية عن وجود ابنة خالة أبا عود في فرنسا، وأنها متشبعة بـ«الفكر المتطرف». واتهمت حسناء بالانخراط في مخططات عدوانية لتنظيم داعش، عندما أظهرت رغبتها في الالتحاق بالمناطق السورية ­ العراقية من أجل «التشدد»، أو إذا لزم الأمر ارتكاب أعمال إرهابية في فرنسا التي تعتبرها «دولة الكفار».

تنوعت الروايات الإعلامية بشأن العلاقة التي تجمع حسناء بعبد الحميد أبا عود، الذي يعتقد بأنه العقل المدبر لهجمات باريس؛ بين رواية تقول إنها ابنة عمه أو ابنة خاله، وأخرى تميل إلى أن حسناء هي زوجة عبد الحميد. وبعد أن ظهر اسمها على الساحة الإعلامية، نقلت تقارير إعلامية فرنسية أن حسناء سبق لها أن أخبرت مقربين منها بأمنيتها في الالتحاق «بالمتشددين».

وبحسب مصدر صحافي فرنسي، فقد خضعت حسناء للتنصت والمراقبة القضائية بسبب قضايا مخدرات والاتصال بشبكات «إرهابية».

وعلى ضوء ذلك استطاعت المخابرات اكتشاف الشقة، حيث حاصرتها قوات الأمن الفرنسية بالطابق الثالث بحي سان دوني بالضاحية الشمالية لباريس فجر الأربعاء 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015.

وكانت مع مشتبه بهم، من بينهم عبد الحميد أبا عود، الموصوف بالعقل المدبر لهجمات باريس.

وخلال الحصار الذي تم بأعداد كبيرة من قوات الأمن من تشكيلات مختلفة من بينها قوات النخبة، تبادل الطرفان إطلاق النار سبع ساعات، قبل أن تفجر حسناء نفسها لتصبح أول امرأة تنفذ عملية انتحارية في فرنسا.

أصيب في العملية بعض رجال الأمن، بينما قتل بعض المشتبه بهم واعتقل سبعة أشخاص.

واتضح صباح اليوم التالي (الخميس) أن المرأة الانتحارية لم تكن إلا حسناء آيت بولحسن، في حين أعلنت السلطات أنه تم التعرف على جثة المسلح الذي لقي حتفه، حيث تأكد أنها لعبد الحميد أبا عود.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً