العدد 4828 - الأربعاء 25 نوفمبر 2015م الموافق 12 صفر 1437هـ

محاربة "داعش"، أولوية دولية مطلقة بأجندات متباينة

بعد اعتداءات باريس الدموية في الـ 13 من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، باتت مكافحة تنظيم "داعش" أولوية دولية مطلقة، لكن أجندات وأولويات الأطراف الدولية المشاركة مختلفة حتى الآن في المنطقة.

 __________

يحاول الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الجمع بين تحالفات قائمة على الأرض تهدف إلى دحر تنظيم "الدولة "الإسلامية" تحت شعار "وحدة الأضداد" من أجل تنفيذ هدف واحد. لكن الطريق إلى ذلك ليس معبدا بالورود، فالتناقضات بين التحالفين الرئيسيين في العالم أكبر من أن تجمع في بوتقة واحدة.

ويجمع تحالف دولي بقيادة واشنطن اليوم ستين دولة، بينها فرنسا وبريطانيا ودول عربية وتركيا، وهي تنخرط بدرجات متفاوتة في الغارات وفي دعم القوى المحلية ميدانيا.

والتحالف الآخر ظهر إلى الوجود بتدخل الروس والإيرانيين حليفي النظام السوري في النزاع مباشرة، موسكو من خلال غارات تؤكد أنها تستهدف "أهدافا إرهابية" والإيرانيون بتقديم "المشورة" و"متطوعين" ميدانيا.

فهل يتمكن الرئيس الفرنسي أولاند من النجاح في تحقيق تقارب بين مختلف القوى الفاعلة لتحسين نجاعة مكافحة التنظيم المتطرف والذي بات يشكل هدفا خطيرا للمجتمع الدولي؟

الولايات المتحدة

تنفذ الولايات المتحدة منذ صيف 2014 غارات في العراق وسورية. وهي تتولى معظم غارات التحالف. ولا يريد باراك أوباما مهندس انسحاب واشنطن من العراق، إرسال قوات برية إلى المنطقة. وتبقى واشنطن التي ترتبط بعلاقات فاترة جدا مع موسكو منذ الأزمة الأوكرانية، مرتابة جدا من التعاون مع روسيا، إلا إذا اعتمدت موسكو "تغييرا استراتيجيا" في نهج الحليف الأول للرئيس السوري بشار الأسد.

روسيا

تدعم روسيا التي ترى في سورية آخر نقطة ارتكاز ونفوذ لها في المنطقة، دمشق منذ بداية الحرب في آذار/مارس 2011. ومنذ أيلول/سبتمبر تتدخل موسكو عسكريا في سورية وتنفذ غارات جوية أساسا. ويتهم غربيون روسيا باستهداف معارضي النظام السوري أكثر من تنظيم "داعش".

فرنسا

تنفذ فرنسا منذ الصيف غارات في العراق بشكل متواضع، ثم بدات في ايلول/سبتمبر تنفيذ غارات في سورية. وبعد أن ظلت لفترة طويلة تعارض أي تدخل بناء على عقيدة "لا بشار ولا تنظيم الدولة الإسلامية"، غيرت فرنسا إستراتيجيتها بعد مواجهة أزمة اللاجئين وبعد عدة اعتداءات دموية في البلاد في هذا العام راح ضحيتها العشرات من الفرنسيين. من هذا المنطلق باتت مكافحة تنظيم " داعش" تتصدر أولويات السياسة الفرنسية.

ايران

تشارك طهران التي لم تعد معزولة دوليا اثر الاتفاق النووي والداعمة للنظام السوري، منذ تشرين الأول/أكتوبر في المفاوضات الدولية من اجل التوصل إلى حل سياسي في سورية. وتعتمد إيران على حزب الله اللبناني الموجود في سورية لمساعدة الرئيس بشار الأسد على البقاء في السلطة إلى جانب ميليشيات شيعية من العراق وأفغانستان بالإضافة إلى قوى محسوبة على الحرس الثوري الإيراني العاملة على الساحة السورية.

تركيا

تركيا العضو في الحلف الأطلسي هي في آن واحد حليف من الوزن الثقيل والحلقة الضعيفة في التحالف ضد تنظيم "داعش". ويرى الخبير دوروتي شميدت أن الرئيس رجب طيب اردوغان "تتمثل أولويته في إسقاط نظام بشار الأسد واحتواء الأكراد. أما مكافحة تنظيم "داعش" فهي أمر ثانوي تماما" بالنسبة له. كما عقًد إسقاط سلاح الجو التركي طائرة روسية الثلاثاء جهود إرساء تحالف موسع ضد التنظيم الجهادي. إلى ذلك يتم إتهام تركيا بغض الطرف عن نشاطات "داعش" على أراضيها، كشراء النفط المهرب من العراق وسورية، ما يساهم في تمويل نشاطات داعش محليا ودوليا.

دول الخليج

يقول الباحث كريم بيطار إن السعودية وقطر الداعمتين للمجموعات المعارضة للنظام السوري ترى أن التهديد الكبير يتمثل في إيران.

ميدانيا

تقدر باريس عدد المسلحين التابعين لتنظيم "داعش" بثلاثين ألفا نصفهم من الأجانب. ويقدر عدد عناصر باقي المجموعات المسلحة بـ 80 ألفا، بينهم عشرة آلاف ضمن جبهة النصرة الإسلامية (فرع القاعدة).

ويمثل الأكراد الذين حققوا نصرا على تنظيم "داعش" في مدينة عين العرب (كوباني) في حزيران/يونيو، إحدى المجموعات التي يريد الغرب الاعتماد عليها. لكن مصلحة الأكراد تتمثل أكثر في الدفاع عن "حدودهم" الجديدة أكثر منه سحق تنظيم "داعش"، بحسب الباحث اوليفييه روي.

وبين باقي المجموعات السورية هناك من يتلقى دعما من قطر ومن يتلقى دعما من السعودية ومن يتلقى دعما من الولايات المتحدة. وتم تكليف المملكة الأردنية باختيار المجموعات التي يمكن التعامل معها وتقديم لائحة بها إلى الأمم المتحدة لتشكل نواة قوة برية دولية لمكافحة تنظيم "داعش".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً