العدد 4829 - الخميس 26 نوفمبر 2015م الموافق 13 صفر 1437هـ

250 صحافيّاً استقصائيّاً يشاركون في ملتقى أريج الثامن بعمّان

تحت شعار «الإعلام العربي: العمل تحت سيف الرقابة»، تعقد شبكة أريج ملتقاها السنوي الثامن بين (4 و6 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، بمشاركة أكثر من 250 إعلاميّاً استقصائيّاً عربيّاً وخبراء، مدربين دوليين في هذا المضمار.

ويبدأ المشاركون في التقاطر إلى عمان مطلع الشهر المقبل وسط تعاظم خطر الإرهاب العابر للقارات وتراجع الحريات الإعلامية، وخصوصا بسبب تحالف رأس المال والسلطة السياسية في غالبية دول المنطقة.

في جعبة هذا الملتقى 30 ورشة تدريب متخصصة، محاضرة وجلسة حوارية تتعلق بسلامة الصحافيين في مناطق النزاع وحماية ملفاتهم الالكترونية وتدقيق المعلومات المتدفقة عبر الانترنت، فضلا عن تتبع أموال مختلسة إلى جزر الأمان الضريبي. وثمّة ورشات تدريب حول السرد الروائي المتقدم لوسائط الإعلام المتعددة وتقييم مخاطر الاستقصاء قبل الشروع في تنفيذ أفكار التحقيقات المرسومة.

على مدى ثلاثة أيام، ينقل مدربون حاصدون جوائز دولية خبراتهم وبصماتهم الشخصية إلى قرابة 250 صحافيا استقصائيا عربيا. كما يتبادل الأريجيون من تسع دول عربية تجاربهم وأفكارهم فيما بينهم ومع نظرائهم من دول غربية سبقتنا إلى مأسسة صحافة الاستقصاء ركنا أساسيا في غرف الأخبار.

في هذه المنطقة المشتعلة، يناقش أعضاء شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) واقع الاستقصاء ومستقبله وسط تصاعد الضغوط الرسمية ضد حرية الرأي والتعبير وتعمق الاستقطاب السياسي، الطائفي والفئوي في الإعلام بعد خمس سنوات على هبوب رياح التغيير.

أريج التي تتخذ من عمان مقرا لها تبني فلسفتها على حفز ثقافة التميز الإعلامي عبر بناء قدرات الصحافيين، وترسيخ منهجية صحافة الاستقصاء القائمة على النبش في قضايا تهم المجتمع وتوثيق المعلومات ومواجهة المتسببين لمصلحة الحاكمية الراشدة والمراقبة والمساءلة.

رئيس مجلس إدارة أريج داوود كتاب يقول إن الملتقى الإقليمي يشكّل بقعة ضوء وسط تراجع الحريات الإعلامية. «على رغم ازدياد الرقابة المسبقة والتالية للنشر فإننا ملتزمون بالتدريب وبأعلى المستويات المهنية في تحقيقاتنا التي تستهدف كشف المستور ومحاسبة المسئولين المتسببين في هدر المال العام وسوء الإدارة».

ملتقى 2015 سيشهد إطلالة كوكبة من خبراء الاستقصاء والمدافعين عن حرية الصحافة والإبداع الإعلامي، في مقدمتهم حاصدة الجوائز العالمية رئيس مركز توني ستابيل للصحافة الاستقصائية، جامعة كولومبيا العريقة في مدينة نيويورك شيلا كورنيل. وكان نجم كورنيل لمع في سماء دول آسيا بفضل تحقيقاتها المتميزة في الفلبين، منذ أن بدأت عملها هناك في 1982، في حقبة الأحكام العرفية ثم مرحلة الانتقال صوب الديمقراطية.

وعن كلمتها المقررة بعنوان: «تقصّي الفساد تحت سطوة الرقابة»، تقول بروفيسور كورنيل: «الصحافيون الاستقصائيون مزيج من المشككين والمتفائلين. ندرك أن الأمور تسير بشكل خاطىء وما يحفز عملنا هو شعور بوجوب كشف هذه الممارسات لكي نساهم في التغيير نحو الأفضل».

وتضيف: «أريد أن أشرككم في تقنيات عملي وفي المنظومة الأخلاقية لعمل صحافة المساءلة بأمل أن تبدعوا أنتم في أعمالكم، ولاسيما أن صحافة الاستقصاء باتت تتجذر في العالم العربي بفعل شبكة أريج».

وفي جلسة رئيسة ثانية تحت عنوان: «نماذج جديدة في الشرق والغرب للاستثمار في صحافة الاستقصاء»، يتحدث رئيس موقع «كوريكتيف» الألماني غير الربحي ديفيد شرافن، القائم على تمويل القرّاء، رئيس تحرير موقع «مدى مصر» الالكتروني لينا عطا الله، ورئيس تحرير موقع «انكفاضه» الالكتروني في تونس مالك خضراوي.

تخصّص جلسة رئيسة ثالثة لمناقشة تحديات العمل الاستقصائي في الظروف السياسية والاقتصادية والمهنية السائدة في العالم العربي.

يتحدث في هذه الجلسة رئيس تحرير صفحات قضايا وتحقيقات في يومية «الحياة» اللندنية ومشرف أريج في لبنان حازم الأمين، رئيس تحرير فضائية «النهار» في مصر عمرو الكحكي، ومشرف أريج في البحرين غسان الشهابي، مقدم برنامج «الثامنة مساء» عبر فضائية «الحوار التونسي» حمزة البلومي، ومدرب الإعلام الأردني خبير الأخلاقيات الصحافية وقوانين الإعلام يحيى شقير.

في ختام الملتقى، سيتحدث للأريجيين في حفل توزيع جوائز الشبكة للعام 2015 رائد الصحافة الاستقصائية العربية المتلفزة يسري فوده - الذي اضطر إلى إيقاف برنامجه الحواري «آخر كلام» عبر فضائية «أون تي في» المصرية العام 2014، مع تنامي الضغوط الرسمية على الإعلام المستقل. وقبلها يعقد فوده ورشة تدريب متقدمة حول تقنيات المساءلة والمواجهة للصحافيين الاستقصائيين أثناء رحلة البحث عن المعلومات ومواجهة المتسببين.

من بين الأسماء العالمية المشاركة في ملتقى عمّان المحرر التنفيذي لعمليات التحرير والمعلومات والتطوير الرقمي في وكالة «رويترز» العالمية للأنباء، مكتب نيويورك ريجينالد شيا؛ مؤلف كتب وكبير مخرجي برنامج «السلطة الخامسة» القائم على الاستقصاء في هيئة التلفزيون الكندي جوليان شير، مؤلف دليل أريج التدريبي الأول للصحافيين والثاني لتدريس مادة صحافة الاستقصاء في كليات الإعلام مارك لي هنتر، خبير السرد الروائي للوسائط المتعددة الدنماركي رالف أندرسون، مخرج تلفزيوني بريطاني مستقل توني ستارك، أنجز عشرات التحقيقات المتلفزة لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي).

كما يشارك في الملتقى مدربو المركز الأوروبي للصحافيين المتخصصين في التحقق من بيانات المحتوى الرقمي ومضاهاتها مع الحقائق قبل النشر، البريطاني كبير مدربي مركز تدريب السلامة للصحافيين في لندن جويل ويتيكير، وغيرهم من مدربي تقنيات الحاسوب في صحافة الاستقصاء وحماية البيانات الرقمية من الاختراق.

يتوج ملتقى أريج توزيع جوائز 2015 عن أفضل تحقيقات مؤثرة كشف معدّوها قضايا مجتمعية ملحة بفضل استخدامهم أساليب جريئة لكشف قضايا فساد وقدرتهم على توثيق مشاكل بيئية وصحية.

العدد 4829 - الخميس 26 نوفمبر 2015م الموافق 13 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً