العدد 4829 - الخميس 26 نوفمبر 2015م الموافق 13 صفر 1437هـ

الإعلام الاجتماعي في الموارد البشرية

علي سبكار

رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط

لقد سعدت كثيراً بدعوة مجموعة أوريجين لي للحديث أمام منتدى الموارد البشرية الثامن منتصف الشهر المقبل، وهو برنامج مركز يتضمن منتدى نقاشاً، بالإضافة إلى 3 ورش عمل متتالية، وحلقات عمل جماعية يشارك فيها الحضور، وإن تضمين القائمين على أوريجين الإعلام الاجتماعي ضمن فعاليات المنتدى، إنما يدل على إدراك عميق من قبلهم لتطور اتجاهات الإدارة حول العالم، ورغبتهم بالمضي قدما في دفع الشركات والمؤسسات في البحرين على طريق تعزيز الفعالية والكفاءة والتنافسية، وذلك عبر تبني أحدث النظم الإدارية الحديثة.

فهناك اعتقاد سائد خاطئ بأن استخدام الإعلام الاجتماعي محصور في الترويج للمؤسسة، فيجري حصر استخدام هذه المواقع من قبل أقسام العلاقات العامة والإعلام، وهذا خطأ كبير؛ لأن مواقع التواصل الاجتماعي توفر اليوم أدوات تقنية حديثة تقدم نموذجا تشغيلا وحلولا عملية لمختلف أقسام المؤسسة، ومن بينها قسم الموارد البشرية الذي يتوجب على القائمين عليه الاضطلاع بالدور الأهم التحوّل نحو استخدام الإعلام الاجتماعي في جذب الكفاءات وتطويرها وتوفير شبكة تواصل داخلي في المؤسسة وزيادة فاعلية فرق العمل.

ومن بين المؤسسات من يلجأ إلى حرمان الموظفين من استخدام مواقع الإعلام الاجتماعي بذريعة انشغال الموظف عن تأدية مهامه الأساسية، وهذا أيضا خطأ كبير، والأجدر بالمؤسسة تدريب الموظفين على كيفية استثمار هذه المواقع، بل وجعل ذلك جزءا أساسيا من عملهم، وربما تندرج هذه المهمة في إطار ما يسمى «إدارة المواهب» في المؤسسة، فعندما نطلب من الموظف متابعة آخر المعطيات في مجال عمله عبر صفحات يوتيوب ولينكدان مثلا، فهذا يعني أننا دفعنا به من مؤدٍ لعمل إلى مطور له.

إن المؤسسات المتقدمة تعرف كيف تستثمر مواقع الإعلام الاجتماعي ليس على الصعيد الخارجي فقط، وإنما على الصعيد الداخلي أيضا، فيصبح موظفو المؤسسة سفراء لها، بين أصدقائهم واصدقاء أصدقائهم، ويمكن الطلب من الموظفين جميعهم أن يذكروا في حساباتهم على مواقع الإعلام الاجتماعي أنهم يعملون في هذه المؤسسة، ويمكن توحيد الظهور واستخدام شعار المؤسسة وألوانها، وهذا يدعم كثيرا سمعتها.

لقد باتت مواقع الإعلام الاجتماعي على رأس تقنيات حديثة تضم الهواتف النقالة وخدمات الحوسبة السحابية والتحليلات البيانية، والتي تعتمدها شركات كبرى في تطوير قدراتها في مجال إدارة الموارد البشرية وتعزيز أدائها، وقد رأى تقرير «ديلويت» بشأن اتجاهات الموارد البشرية أن التعاطي مع شبكات التواصل الاجتماعي وأجهزة الهواتف النقالة بشكل فاعل أضحى أمراً ضرورياً لوصول المؤسسات إلى أهدافها الاستراتيجية.

إن تفعيل استثمار مواقع التواصل الاجتماعي على صعيد التواصل والترويج، وعلى صعيد زيادة الترابط الداخلي بين الأشخاص العاملين في مؤسسة واحدة، إنما يواكب سعي الحكومات والشركات هذه الأيام إلى ضغط النفقات، بل ويقدم حلولا كبيرة يجب الاستفادة منها إلى أقصى حد ممكن، وهذا ما يتطلب من إدارة الموارد البشرية أن تضع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية في صلب استراتيجيتها.

وإن بعض المكلفين بإجراء مقابلات التوظيف يعمدون إلى استكشاف حسابات المتقدم للوظيفة على انستغرام أو فيسبوك وتويتر ولينكدان مثلا، لمعرفة توجهاته واهتماماته وحتى أفكاره السياسية، وهذا شيء جيد، بالمقابل يقوم بعض طالبي التوظيف بالبحث عن ظهور المؤسسة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن بكل الأحوال تقدم هذه المواقع أمورا أبعد بكثير من ذلك.

ويتطلب تنمية رأس المال البشري داخل المؤسسة تحسين عملية استقطاب الموظفين وإبقائهم ومكافأتهم، ما يقلص تكاليف العمل ويحسن الإنتاجية وفعالية الموظف، ويدير المخاطر بشكل أكثر فعالية، وهذه كلها مهام كبرى تقع على عاتق قسم الموارد البشرية، وتوفر له مواقع التواصل الاجتماعي أدوات غير مسبوقة للنهوض بهذه المهام.

هل ينخرط قسم الموارد البشرية داخل المؤسسة في مهمة إدارة المخاطر؟ نعم، إن هذا جزء من مهمته، وذلك عبر اختيار الأشخاص المستقرين القادرين على العطاء لفترات طويلة، وقد بدأنا بالفعل نرى أن الموظفين أو المرشحين للوظائف في منطقتنا يبتعدون عن السياسة و»الربيع العربي» تحديدا فيما يكتبون أو ينشرون على حساباتهم الشخصية، وذلك خشية من عدم توظيفهم، أو فقدانهم لأعمالهم.

إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"

العدد 4829 - الخميس 26 نوفمبر 2015م الموافق 13 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً