العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ

الاختلال المناخي عامل مسبب لتفاقم النزاعات

يحذر الاختصاصي في الجغرافيا السياسية للمناخ في جامعة العلوم السياسية في باريس، فرنسوا جيمين، على غرار العديد من الخبراء، من أن الاختلال المناخي سيسهم في تفاقم الأزمات والنزاعات.

ولمواجهته يشدد الاختصاصي على «وجوب التفكير في آليات تعاون بين الدول» وذلك عشية افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة بشأن المناخ في باريس.

كيف يمكن ان يغذي التغير المناخي النزاعات؟

- «إن التغير المناخي يؤثر على الأمن الغذائي والصحي والمائي، ونعلم أن هذه الرهانات تشكل عوامل قوية للاحتجاج والثورة. وثمة دول ضعيفة قد لا تكون قادرة على تلبية الحاجات الحيوية لشعوبها.

وقد تنشب نزاعات أيضاً حول الموارد، علماً بأن ثلثي أحواض الأنهار تتقاسمها دولتان أو أكثر.

وربما تكون مرتبطة كذلك بإدارة تدفق للمهاجرين. نرى حالة ارتباك في أوروبا أمام التحدي الذي يطرحه اللاجئون السياسيون من سورية، وذلك لا ينبىء بشيء إيجابي لجهة قدرتها على إدارة حركات التدفق المقبلة المرتبطة بالتغير المناخي.

وثمة رهان آخر قلما يجرى الحديث عنه وهو مصير الأراضي. في فيتنام سيرتفع مستوى البحر بمقدار المتر وستغمر المياه 25 ألف كيلومتر مربع، أي 10 في المئة من الأراضي بحلول نهاية القرن. وسيكون من الصعب بناء سد عملاق لذلك سيتعين على الحكومة اختيار أي جزء ستحمي. وذلك يشكل موضوعاً نزاعياً بامتياز لدى الشعوب.

لا بد أيضاً من توقع مشكلات قانونية. في بداية الالفية الثانية أراد أرخبيل توفالو إحالة الولايات المتحدة وأستراليا أمام محكمة العدل الدولية لانتهاك سيادة أراضيه بدافع أن هاتين الدولتين الملوثتين للجو تاريخياً لا تعتزمان التصديق على بروتوكول كيوتو المتعلق بالمناخ. لكن المحاكمة لم تجر لأن أستراليا والولايات المتحدة هددتا بقطع المؤن عنه. إلا أن دولاً أكثر اقتداراً قد تطلق هذا النوع من الخطوات ويمكن تصور أن ذلك سيتسبب بنزاعات».

في حالة سورية وفي ما يتعلق بالإرهاب كيف أمكن أو يمكن أن يكون عليه تأثير الارتفاع المتزايد لحرارة الكوكب؟

- «إن ارتفاع الحرارة يؤثر من خلال تزايد المخاطر القائمة أصلاً. إن أحد أسباب الانتفاضة السورية يكمن في المجاعة التي أدت إلى نزوح ريفي كثيف.

والجفاف كان عنصراً محركاً. لكن على الأخص أن الرئيس السوري بشار الاسد لم يفعل شيئاً لمواجهته. لذلك فإن الحكام يتحملون مسئولية كبيرة لجهة الطريقة التي يديرون فيها هذا النوع من الأزمات.

وأخيراً هناك الرابط بين التغير المناخي والإرهاب. في البلدان النامية سيكون للمنظمات الإرهابية سهولة أكبر للتجنيد في أوساط أولئك الذين فقدوا كل شيء ولم يعد لديهم سبباً يتمسكون بها.

وهكذا في الشريط الساحلي، أو باكستان حيث المساعدة الإنسانية كانت شبه معدومة عندما تسبب فيضان نهر إندو (نهر الأسد) في 2010 بنزوح 15 مليون شخص، فإن منظمات إرهابية هي التي ستهب أحياناً لتقديم هذه المساعدة وإعادة إعمار المنازل وغيرها».

هل سيتحمل العالم لفترة طويلة آثار ارتفاع حرارة الجو الحالي. ما العمل لتحسين الأمن العالمي؟

- «هذه المشاكل ستشتد إلا إذا تم التحسب لها بشكل جيد. يجب التفكير بآليات تعاون.

على سبيل المثال بشأن المياه. فبقدر ما لهذا المورد أهمية حيوية لاحظنا تاريخياً أن البلدان كانت تميل بالأحرى للتعاون.

العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً