العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ

زعماء العالم يبدأون محاولة لتحقيق انفراجة بشأن المناخ في باريس

من اجل حد ارتفاع حرارة الغلاف الجوي الى درجتين مئويتن

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يرحب بالرئيس الاميركي باراك اوباما (ا ف ب)
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يرحب بالرئيس الاميركي باراك اوباما (ا ف ب)

باريس - رويترز، ا ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

توافد قادة اكثر من 150 دولة الى لوبورجيه بالقرب من باريس للمشاركة اليوم الاثنين (30 نوفمبر / تشرين الثاني 2015) في مؤتمر الامم المتحدة الـ21 حول المناخ على امل التوصل الى اتفاق تاريخي لوقف ارتفاع حرارة الارض الذي تثير عواقبه قلقا متزايدا. وبعد عقود من المفاوضات الشاقة التي اتسمت بإخفاق قمة سابقة في كوبنهاغن قبل ست سنوات، فمن شبه المؤكد أن يتم التوصل لشكل ما من الاتفاق التاريخي بحلول منتصف ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

ووصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والامين العام للامم المتحدة بان كي مون منذ الصباح الباكر لاستقبال قادة الدول والحكومات في باحة المعارض في لوبورجيه (شمال باريس) التي تحولت لهذه المناسبة الى حصن بعد اعتداءات 13 نوفمبر الدامية.

وبعد افتتاح المؤتمر قرابة الساعة 10,00 (11,00 تغ) سيقف المشاركون دقيقة صمت تكريما لضحايا اعتداءات باريس البالغ عددهم 130 شخصا.

ويوم أمس الاحد وقف العديد من القادة الدوليين من بينهم اوباما ورئيسة تشيلي ميشيل باشليه ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي امام مسرح باتاكلان في باريس حيث وقع اكبر عدد من الضحايا خلال الاعتداءات وكان 90 شخصا.

وخلال المؤتمر سيعبر كل قائد بدوره ولثلاث دقائق كحد اقصى عن التزام بلاده حول المناخ.

وشهدت نهاية الاسبوع الماضي اكثر من الفي مسيرة في مختلف انحاء العالم لللمطالبة بـ"اتفاق قوي حول المناخ" تخللتها صدامات في باريس اسفرت عن اكثر من 300 عملية توقيف.

وصرح وزير الخارجية لوران فابيوس الذي سيتولى رئاسة المؤتمر لاذاعة "فرانس انتر": "انه مؤتمر الامل الذي يمكن ان يغير الكثير من الامور". من جهته، دعا اوباما الى "التفاؤل حول ما يمكننا تحقيقه".

ويشارك في المؤتمرعشرة الاف مندوب ومراقب وصحافي ليكون بذلك اكبر مؤتمر للامم المتحدة حول المناخ يضم اكبر عدد من قادة الدول خارج الجمعية العامة السنوية للمنظمة الدولية، واكبر تجمع دبلوماسي في تاريخ فرنسا.

والهدف من المؤتمر الذي يستمر اسبوعين هو اعداد الاتفاق الاول الذي تلتزم بموجبه الاسرة الدولية بخفض انبعاثات غازات الدفيئة من اجل حد ارتفاع حرارة الغلاف الجوي الى درجتين مئويتن مقارنة بالفترة ما قبل الثورة الصناعية.

وبات مثبتا ان حرارة الارض تزداد ارتفاعا بسبب الغازات الناتجة عن احتراق مصادر الطاقة الاحفورية وايضا بعض اساليب الانتاج الزراعي وقطع الاشجار بشكل متزايد كل عام.

ومن باكستان الى جزر في المحيط الهادئ، ومن كاليفورنيا الى كروم فرنسا، ينعكس اختلال المناخ بشكل كبير على مناطق بكاملها متسببا بالجفاف وتراجع السواحل امام البحار وتآكل الجرف القاري نتيجة ارتفاع نسبة الحموضة في المحيطات...

دفع سياسي

ويخشى العلماء اذا ارتفعت حرارة الارض باكثر من درجتين مئويتين ان يؤدي ذلك الى حصول اعاصير بشكل متكرر وتراجع العائدات الزراعية وارتفاع مياه البحار لتغمر مناطق مثل نيويورك (الولايات المتحدة) وبومباي (الهند).

وتحضيرا لمؤتمر باريس، عرض قادة 183 بلدا من اصل 195 خططهم لخفض الانبعاثات وهي مشاركة كاد ان يفقد الامل من حصولها ورغم ذلك لا يزال ارتفاع الحرارة يسير نحو زيادة بثلاث درجات مئوية.

ويرمي المؤتمر الى اعطاء "دفع سياسي" لعملية المفاوضات التي لا تزال صعبة وغير مؤكدة اذ تطاول المسالة اسس الاقتصاد والتنمية.

وقال فابيوس ان "المشاركة الكثيفة (للقادة) دليل على ضرورة التدخل بشكل ملح"، الا انه ابدى "تفاؤلا حذرا ونشطا".

وفي وقت سجلت غازات الدفيئة مستويات قياسية جديدة في العام 2014، تبدو المفاوضات صعبة اذ ان جميع الدول لديها "خطوطها الحمر" التي لا تريد تجاوزها. فدول الجنوب مثلا تدعو الشمال المسؤول تاريخيا عن ارتفاع حرارة الارض الى الوفاء بالتزاماته المالية.

 دول ومستثمرون يعلنون تعزيز أبحاث الطاقة النظيفة

أعلن البيت الأبيض أمس الأحد أنه سوف يتم الإعلان عن برامج لتعزيز الابتكار على المستوين العام والخاص في مجال الطاقة النظيفة في باريس اليوم الاثنين.

وسوف يدشن الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الفرنسي فرانسوا أولاند وزعماء أخرون البرنامج العام " ميشن إينوفيشن " (مهمة الابتكار) الذي يشمل 19 دولة ملتزمة بمضاعفة استثماراتها في مجالي البحث والتنمية على مدار خمسة أعوام .

وقال البيت الأبيض في بيان له "هذه الموارد الإضافية سوف توسع بصورة كبيرة التكنولوجيات الجديدة التي سوف تحدد تركيبة طاقة عالمية في المستقبل تكون نظيفة ويمكن تحمل تكلفتها والاعتماد عليها".

ويشار إلى أن إنفاق الدول الـ 20 على بحث وتنمية الطاقة النظيفة يمثل بالفعل 80 في المئة من الإجمالي العالمي.

ومن المقرر تدشين برنامج "ميشن إينوفيشن" بالتزامن مع برنامج القطاع الخاص الذي يطلق عليه "بريك ثرو إنرجي كوليشن " وهي مبادرة مستقلة يترأسها المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت بيل جيتس.

وجاء في بيان البيت الأبيض "تسريع الابتكار في مجال الطاقة النظيفة أمر ضروري لتحقيق هدف الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية لأقل من درجتين مئويتين".

ويهدف البرنامجان لتسريع بحث وتنمية جهود تكنولوجيا الطاقة النظيفة غير المكلفة، ودعم جيل من العلماء والمهندسين وأصحاب الأعمال.

وكان أوباما قد صل باريس لحضور مؤتمر المناخ في وقت متأخر من أمس الأحد. ومن المقرر أن يشارك في اجتماع ثنائي مع الرئيس الصيني شي جينبينج اليوم قبل مشاركته في مراسم افتتاح المؤتمر.

(IUCN) يدعو لاتفاق خفض انبعاثات الكربون

بدوره دعا الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، لاتفاق يعترف بدور الطبيعة في خفض انبعاثات الكربون ومساعدة الدول على التكيف مع التغير المناخي. في حين يرى ان التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية مهددة بسبب التغير المناخي، فيجب الحفاظ على الإدارة المستدامة، وايجاد حلول الهامة وعملية قائمة على الطبيعة مع تغير المناخ.

وتقول (IUCN): نحن نسعى جاهدين لإيجاد استجابة قابلة للتطبيق للتغير المناخي، فإننا نميل إلى التغاضي عن حقيقة أن الطبيعة الصحية يمكن أن يكون منجم ذهب من حلول فعالة من حيث التكلفة لهذا التحدي".

الضباب الدخاني يخنق بكي

بقت بكين على التحذير "البرتقالي" من التلوث وهو ثاني أعلى المستويات اليوم الاثنين (30 نوفمبر / تشرين الثاني 2015) فأغلقت طرقا سريعة وعلقت أو أوقفت أعمال بناء ونصحت سكانها بعدم الخروج فيما تنطلق اليوم في باريس محادثات بشأن تغير المناخ.

وقالت وزارة الحماية البيئية أمس الأحد إن التلوث الخانق كان بسبب طقس "سيء". وتزداد الانبعاثات فوق شمال الصين أثناء الشتاء مع تشغيل أنظمة التدفئة في المدن علاوة على أن بطء حركة الرياح يعني أن الهواء الملوث لا ينقشع.

وهذه هي المرة الأولى هذا العام التي ترفع فيها السلطات الصينية التحذير إلى المستوى "البرتقالي" وهو الثاني بعد الأحمر شديد الخطورة مما يعني أن الضباب الدخاني الكثيف متوقع لمدة ثلاثة أيام.

ويسلط الهواء الخطير الضوء على التحدي الذي يواجه الحكومة فيما تسعى لمحاربة التلوث الذي يسببه حرق الفحم لتوليد الكهرباء كما يثير تساؤلات بشأن قدرتها على جعل الاقتصاد الصيني صديقا للبيئة بينما تنطلق محادثات المناخ في باريس هذا الأسبوع.

وبالنسبة لسكان بكين البالغ عددهم 22.5 مليون شخص فإن الهواء الملوث يجعل التنفس صعبا.

وقال تشانغ هنغ وهو مهندس يبلغ من العمر 26 عاما "في ظل هذا الطقس ترى أن الضباب الدخاني يغلف كل بكين بالكامل... ومع كل نفس وعند الاستيقاظ في كل صباح ستشعر بعدم ارتياح في حلقك على وجه الخصوص."

وارتفع مؤشر جودة الهواء في بعض أنحاء بكين اليوم الاثنين إلى 500 وهي أعلى قراءة ممكنة له. وعند المستويات الأعلى من 300 ينصح السكان بعدم الخروج وفقا لإرشادات الحكومة.

وقال مكتب الحماية البيئية في بكين أمس الأحد إنه طلب من المصانع الحد من إنتاجها أو تعليقه كما أوقف أعماء البناء في العاصمة.

وكانت الصين تعهدت أن تصل انبعاثاتها من ثاني اكسيد الكربون إلى ذروتها بحلول العام 2030، ثم الحدّ منها. ورحّبت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بالتعهد الصيني، مستدركة أن الأهداف المقترحة لخفض الانبعاثات ليست كافية لتحقيق هدف الأمم المتحدة بقصر ارتفاع الحرارة على درجتين مئويتين فقط عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، لتجنّب مزيد من الفيضانات وانقراض حيوانات ونباتات وزيادة ارتفاع مياه البحار. وأضافت: «هذا يعني اننا نحتاج الى عملية متابعة، ويجب أن تكون ملزمة».

مدعوين يصلون لقمة المناخ التي تبدأ اليوم الاثنين 30 نوفمبر 2015 في باريس (ا ف ب)
مدعوين يصلون لقمة المناخ التي تبدأ اليوم الاثنين 30 نوفمبر 2015 في باريس (ا ف ب)




التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً