تجري القوات السورية والروسية تدريبات مشتركة في غرب سورية تمهيداً لعمليات عسكرية في محافظة إدلب (شمال غرب) التي تسيطر عليها فصائل إسلامية أبرزها «جبهة النصرة»، وفق ما أفاد مصدر أمني وكالة «فرانس برس» أمس الأربعاء (2 ديسمبر/ كانون الأول 2015).

وذكر مصدر أمني في ريف اللاذقية أن «عمليات تدريب مشتركة تجرى منذ نحو أسبوعين بين القوات الروسية والقوات السورية في ريف اللاذقية الشمالي»، من دون أن يحدد موعد انتهائها.

ووفق المصدر، فإن منطقة التدريبات «تحاكي بطبيعتها مناطق في ريف إدلب (شمال غرب) خلف خطوط العدو، حيث أنه في مرحلة مقبلة ستصبح إدلب الوجهة الأكبر والأهم للعمليات العسكرية المشتركة السورية - الروسية».

وأوضح أن محافظة إدلب «تشكل حالياً أكبر تجمع للفصائل المقاتلة باستثناء تنظيم (داعش) على مستوى الجغرافيا السورية».

وتسيطر فصائل «جيش الفتح» الذي يضم «جبهة النصرة» (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) وفصائل إسلامية أبرزها حركة أحرار الشام على مجمل محافظة إدلب منذ الصيف الماضي بعد معارك عنيفة مع قوات النظام التي بات وجودها يقتصر على قوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها في بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين.

ووفق المصدر، فإن «المسلحين يرحلون إلى محافظة إدلب بعد التسويات» التي يتوصلون لها مع الحكومة السورية في مناطق أخرى وتنص على انسحابهم من هذه المناطق، خصوصاً أن تلك المحافظة هي «الوحيدة الخارجة عن سيطرة الدولة السورية بشكل كامل لصالح مسلحين لا ينتمون إلى تنظيم داعش».

من جانب آخر، قالت لجان التنسيق المحلية في سورية أمس (الأربعاء) إن طائرات شحن روسية ألقت بواسطة المظلات حوالى خمسة أطنان من الأسلحة الخفيفة والذخائر لوحدات الحماية الكردية في حي الشيخ مقصود بحلب شمال سورية.

وأضافت لجان التنسيق، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه أمس، أن «عملية الإنزال تمت حوالى الساعة الثالثة فجر الثلثاء».

تجدر الإشارة إلى أن مواجهات تجرى منذ عدة أيام بين القوات الكردية - التي تتلقى دعماً من النظام السوري و من وزارة الدفاع الأميركية - في الشيخ مقصود ولواء أحرار سورية وبعض القوى الأخرى.

وتأتي عملية إنزال الأسلحة عقب إسقاط تركيا للطائرة الروسية التي اخترقت الأجواء التركية، ومن المعروف أن القوات الكردية في شمال سورية تتلقى أيضاً مساعدات عسكرية من مسعود البرزاني في كردستان العراق.

وفي تطور جديد، أعدم تنظيم «داعش» مواطناً روسياً زعم أنه يعمل لصالح المخابرات الروسية وفق ما ظهر في شريط فيديو تناقلته أمس (الأربعاء) مواقع متطرفة.

ويظهر في شريط الفيديو باسم «ولاية الرقة» رجل ملتح يرتدي زياً برتقالياً، عادة ما يرتديه أسرى تنظيم «داعش». ويعرف عن نفسه باللغة الروسية على أنه يعمل لصالح المخابرات الروسية التي أرسلته إلى مناطق سيطرة التنظيم لجمع معلومات حوله وتحديداً حول عناصره المتحدرين من القوقاز.

وفي نهاية الشريط يظهر الرجل جاثياً على ركبتيه وخلفه يقف عنصر من تنظيم «داعش» بيده سكين ويحذر موسكو باللغة الروسية من «الهزيمة». وينتهي الشريط بإعدام المحتجز.

وليست هذه المرة الأولى التي يزعم فيها التنظيم إعدام روس يعملون لصالح موسكو، فقد أصدر في يناير/ كانون الثاني شريط فيديو يظهر فتى وهو يطلق النار على رجلين متهمين بالعمل لصالح المخابرات الروسية.

ولكن الفيديو الصادر أمس (الأربعاء) هو الأول منذ بدء روسيا حملتها الجوية في سورية.

وفي السياق نفسه، تظاهر آلاف الأشخاص الثلثاء في لندن ضد مشروع رئيس الحكومة المحافظ، ديفيد كاميرون بشن ضربات في سورية ضد تنظيم «داعش»، عشية تصويت في البرلمان حول هذه المسألة.

وسار المتظاهرون بعد ظهر الثلثاء بالقرب من برلمان ويستمينستر في قلب العاصمة البريطانية ثم توجهوا إلى مقري الحزبين المحافظ والعمال.

وردد المتظاهرون عبارات «لا للقصف في سورية» أو «ديفيد كاميرون عار عليك» رافعين يافطات كتب عليها «أوقفوا الحرب».