أكد عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أن الصحافة البحرينية تتمتع اليوم بحرية كاملة في التعبير وإبداء الآراء، معرباً عن تقديره لجميع الصحافيين وكتّاب الأعمدة بما يتناولونه من مواضيع وقضايا هدفها مصلحة الوطن والمواطن.
وأكد جلالته دعمه المتواصل للصحافة والصحافيين، وذلك بعد تلقيه رسالة خطية من وزير شئون الإعلام وشئون مجلسي الشورى والنواب عيسى الحمادي بمناسبة التوقيع على ميثاق شرف رؤساء تحرير الصحف المحلية.
مدينة عيسى - علي الموسوي
أكد وزير شئون الإعلام وشئون مجلسي الشورى والنواب، عيسى الحمادي، عدم وجود ما وصفه بـ «التطرف» الإعلامي في البحرين كما هو موجود في بعض الدول، مشيراً إلى أن الوزارة ترصد يومياً ما ينشر في الصحافة المحلية، وترفع تقريراً بذلك إلى مجلس الوزراء.
جاء ذلك خلال حفل إطلاق ميثاق شرف رؤساء تحرير الصحف المحلية يوم أمس الأربعاء (2 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، بحضور جميع رؤساء الصحف المحلية اليومية والأسبوعية، إلى جانب عدد من الصحافيين والإعلاميين.
وبيّن أنهم أوجدوا آلية تقنية لرصد كل الآراء التي ترد في الصحافة والمجلات، ويتم كتابة تقرير يومي من خلال الإحصاءات والأرقام، وبعدها تتم دراسة التعامل مع أي أمر تجاوز حدود القانون، إما بالرد أو عدم الرد، أو التصحيح.
ورداً على سؤال لـ «الوسط» عن وجود مواثيق شرف سابقة، ولكنها لم تأخذ طريقها للتنفيذ، أوضح الحمادي أن «الفارق في هذا الميثاق أن من وقع عليه هم أصحاب القرار في المؤسسات الإعلامية، وليس الصحافيين أنفسهم، في السابق قد تكون هناك مواثيق شرف وقع عليها الصحافيون ولكن العملية قد تركت لاجتهادات شخصية في ممارسة العمل، ولكن اليوم من يمتلك المسئولية القانونية في هذه المؤسسات هو من وقع، وتبنى المبادئ والأسس الواردة في الميثاق، وبالتالي سيلتزم بها في كل ما ينشر بشكل يومي».
وأشار إلى أن «هناك الكثير من التحديات والمتغيرات التي تواجه المنطقة، وهمنا الأساسي تحصين وطننا من أمور قد تؤدي إلى عدم استمرار الوضع القائم وتماسك النسيج الاجتماعي في البحرين بجميع مكوناته، واتفاق الآراء وتوافقها وثباتها على أن المسئولية الأولى والأخيرة».
وعما رصدته وزارة شئون الإعلام وشئون مجلسي الشورى والنواب من أجل إيجاد ميثاق شرف لرؤساء التحرير، أكد أنه «لم تكن هناك حادثة بعينها أدت إلى هذه الفكرة، ولكن الفكرة أن هناك مؤسسات إعلامية تمارس نشاطها، نحتاج إلى مزيد من التنسيق لثبات المواقف مع بعضها بعض، بحيث تؤدي المؤسسات الإعلامية دورها بشكل إيجابي في الحفاظ على هويتنا وتماسكنا».
وأضاف «رأينا بعض الدول فيها تراشق إعلامي أدى إلى التفرقة بين فئات المجتمع، وهذا ما لا نريد حدوثه في البحرين، وهذا مثال فقط، وليس الأمر الأساسي الذي أدى إلى إيجاد الميثاق».
وقال: «لا نريد كبحرينيين أن نقرأ أو نسمع ما ينتقص من أي مكون للمجتمع البحريني، فقد نختلف في الأفكار، ولكن لا نختلف على المستوى الشخصي أو الوطني، فما تجمعنا هي البحرين».
وتحدث وزير شئون الإعلام وشئون مجلسي الشورى والنواب عن ميثاق شرف رؤساء تحرير الصحف المحلية، مؤكداً أن توقيع جميع رؤساء التحرير عليه يعبر عن حس وطني يشعر به كل العاملين، مبيناً أن الميثاق بدأ وتطور وأنجز من خلال عمل واتصال من رؤساء التحرير.
وذكر أن البحرين فيها صحافة وإعلام حر، يمارس الرقابة الذاتية، إذ لا توجد رقابة مسبقة، ولكن هناك رقابة لاحقة لكل ما ينشر في الصحف، معتبراً أن هذا الميثاق يعطي إشارة بأن رؤساء التحرير يرغبون في المزيد من الرقابة الذاتية.
ولفت إلى أنهم سيستفيدون من بنود الميثاق في وضع القوانين والتشريعات الإعلامية، ومن بينها قانون الصحافة الجديد، الذي تم الانتهاء من كتابة المسودة الأولية فيها، وبدأ العمل على دراسة مقارنة مع القوانين الدولية، وتليها المشاورات مع جمعية الصحفيين ورؤساء التحرير، بحسب ما قال الوزير الحمادي.
وشدد على عدم رغبتهم في التدخل بالسياسة الإعلامية للصحف المحلية، وإذا كانت السياسية الإعلامية لا تتجاوز الخطوط والحدود المعمول بها في البحرين وتراعي الدول الأخرى فهي «سياسة مرحب بها».
العدد 4835 - الأربعاء 02 ديسمبر 2015م الموافق 19 صفر 1437هـ
