العدد 4835 - الأربعاء 02 ديسمبر 2015م الموافق 19 صفر 1437هـ

مباركة سعودية لترشيح فرنجية للرئاسة اللبنانية

الحريري من الإليزيه: أمل كبير بإنجاز الاستحقاق

الوسط - المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

سليمان فرنجية حذر من اضاعة الفرصة الاخيرة، كاد يقول ان هذا يعني ضياع الجمهورية، استدرك سريعاً وقال: «هذا يعني الدخول في الاسوأ». كل من يلتقي وليد جنبلاط ينقل الكلام نفسه، الخوف من المجهول، الذي يبدأ بالفوضى السياسية والدستورية وينتهي بالفوضى الأمنية، ذلك وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الجمعة (4 ديسمبر/ كانون الأول 2015).

ما من مرة اخذ الصراع على رئاسة الجمهورية في لبنان هذا المنحنى.

اي اسم اخر من الاسماء الاربعة (اي امين الجميل وميشال عون وسمير جعجع) كان يثير ردات الفعل ذاتها، انفجرت الازمة فهل تنفرج؟.

كل من في حزب «القوات اللبنانية» يرفض بشكل قطعي ان تطأ قدما زعيم تيار المردة القصر الجمهوري.

وثمة من يهدد بالشارع، وبمواقف تصل الى حد العصيان المدني... والمثير انه مثلما يعتبر العماد ميشال عون ترشيح فرنجية مؤامرة عليه وبمثابة اغتيال «لا مجرد الغاء» سياسي له، يعتبر الدكتور سمير جعجع ذلك.

حتى الآن لا تغطية مسيحية لفرنجية، ومصادر سياسية تؤكد لــ القبس ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وبالرغم من رمز الموقع الذي يشغله، لا يستطيع ان يؤمن مثل هذه التغطية، بعدما استهجنت جهات مسيحية مسارعته الى الترحيب بالمبادرة من برلين، واعتبارها بمنزلة «انبلاج للفجر» قبل ان يستمع الى رأي القادة المسيحيين فيها.

واللافت ان الجهات اياها تعتبر ان لقاء الرئيس سعد الحريري يوم الخميس مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انما يرمي الى اقناع هذا الاخير بإيفاد مبعوث الى لبنان لإقناع قيادات مسيحية بتأييد المبادرة، ليشيروا الى ان هذه المهمة ستكون من دون تأثير، مع اعتبار ان المعلومات المتداولة تلفت الى ان من كانوا وراء المبادرة لم يستشيروا باريس في هذا الشأن بالرغم من الجهود الذي بذلتها من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي.

التصلب واضح داخل التيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية» مع تزايد الاصوات التي تعترض على ان يأتي ترشيح الرئيس الماروني من شخصية مسلمة (سعد الحريري) وبدعم من شخصيتين اخريين، اي نبيه بري ووليد جنبلاط.

اما رأي بكركي فيستند الى اتفاق سابق بين القادة الاربعة الذي يقضي بتأييد الثلاثة للرابع الذي يحظى بالأصوات النيابية المؤهلة لانتخابه رئيسا للجمهورية.

ويقول أحد المطارنة لــ القبس: إن الاولوية الآن هي لملء الموقع الرئاسي، وبأسرع وقت ممكن، لأننا في المنطقة امام ايام مصيرية ونحن نخشى فعلاً من اي تطورات تحرم المسيحيين من هذا الموقع».

يضيف المطران ان فرنجية «ابن الكنيسة، ولم يصدر عنه اي موقف متشنج على امتداد الازمة اللبنانية، اما بالنسبة الى صداقته مع بشار الاسد فأين هو الأسد الآن واين هي سوريا الآن؟».

وإذا كان بري يلتزم الصمت، رافضاً التسويق التلفزيوني للمبادرة وتاركاً للسياسيين ان يغرقوا في التحليلات والاستنتاجات، فإن مصدرا في عين التينة يقول لـ القبس ان رئيس المجلس النيابي انما يأخذ بنظرية هنري كيسنجر «الغموض الخلاق».

وهناك معلومات تقول انه بعدما تستكمل الصورة سيكون اتصال مع عون الذي تعارض قوى داخلية وخارجية فاعلة وصوله الى قصر بعبدا، على ان يشغل صهره العميد المتقاعد شامل روكز منصب وزير الدفاع، وان يشغل صهره الآخر جبران باسيل حقيبة وزارية هي غير وزارة الخارجية.

هولاند والحريري

الانظار تركزت على قصر الاليزيه، حيث كان لقاء الساعة بين هولاند والحريري الذي اشار الى ان مضيفه أكد على «اهمية انهاء الفراغ الرئاسي، وانا من جهتي اكدت له اننا نعمل مع جميع اللبنانيين على انهاء هذا الفراغ، وهناك حوار جار بين جميع الافرقاء اللبنانيين، وثمة امل كبير اليوم في لبنان في انجاز هذا الموضوع وباذن الله ستكون الامور بخير قريباً».

واشار الى «اننا بالتأكيد تطرقنا لهذا الملف، فالمنطقة كلها تمر في مرحلة صعبة للغاية، وعلينا ان نحمي لبنان والا نخون بلدنا ونخون العهد الذي تعهدنا به لكل المواطنين، ولاشك ان هناك تضحيات يجب ان نقوم بها سياسيا لان لبنان اهم منا جميعاً».

وما اذا كانت تسمية فرنجية للرئاسة لاتزال قائمة حتى الساعة اجاب الحريري «الآن هناك حوارات قائمة والاجواء ايجابية، والايام المقبلة ستظهر ان لبنان سيكون بألف خير».

مباركة سعودية

وفي موقف لافت، أعلن سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري بعد انتهاء اللقاء في بكفيا مع رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، وفي حضور وزير العمل سجعان قزي، أن «الرئاسة هي خيار لبناني لبناني والمملكة لن تتدخل في هذا القرار، بل تبارك هذه المبادرة الوطنية».

وقال: «نحن نرى اليوم أن هناك مبادرة وطنية لاختيار شخص معين (في اشارة الى فرنجية)، وندعو إلى ضرورة إجراء حوار مسيحي - مسيحي».

أضاف: «نحن نبارك هذه الخطوة برغبتها أن يكون هناك دور أكبر للمسيحيين، ونحن حرصاء على ملء هذا الفراغ الرئاسي».

وختم عسيري: «الشخص لبناني واللبنانيون هم من اختاروه، والسعودية لم تقدم مبادرة تسمية فرنجية».

عريجي: حرق المراحل

وفي حين يلتقي فرنجية البطريرك اليوم، قال وزير الثقافة روني عريجي (المردة) «ان المبادرة الرئاسية جدية، ولا نريد ان نحرق المراحل، فالقوى السياسية تتشاور مع بعضها بعضا».

الى ذلك نفى نائب «القوات اللبنانية» انطوان زهرا ان تكون هناك في المدى القريب لقاءات بين جعجع والحريري، مشيرا الى ان التشاور جار عبر الهاتف.

اضاف «ان البحث جار لاتخاذ الموقف النهائي ليس حول شخص فرنجية انما حول مشروعه لجهة تحييد لبنان ودور «حزب الله» في سوريا، والسلاح غير الشرعي».

كرم: الجميع سيتفاجأ

ورأى زهرا انه «عندما تكون هناك محاولة للتسوية على أحد في 8 اذار، اعتقد ان الاولوية تكون للعماد عون وهذا ليس الحل للخروج من المأزق، والحل يكون برئيس ليس من 8 ولا من 14 اذار وعندها يمكن الكلام عن تسوية».

وكان لافتا قول النائب الآخر عن «القوات» فادي كرم «ان الجميع سيتفاجأ بان ثمة بدائل تطرح وتناقش وربما تصبح جاهزة»، فهل يعلن جعجع ترشيح عون تبعاً لما يتردد في الكواليس.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً