العدد 4836 - الخميس 03 ديسمبر 2015م الموافق 20 صفر 1437هـ

في كل صورة برواز

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

هناك صور في مجلة أو جريدة قد تعتقد بأنها أرشيفية، وهناك مقاطع مسجلة لفعاليات قد يظن البعض بأنها مكررة، ليس بسبب ضعف الإمكانات الفنية للمخرج أو المصور، إنما بسبب حالة الشللية التي تتكون حول المسئول، فتجد عدداً من كبار الموظفين ملتفين حوله في كل الفعاليات وكل المناسبات، ولا يهم إذا كانت تلك الفعالية ضمن اختصاص عملهم أو لم تكن، المهم قربهم وملازمتهم له، ولعل هؤلاء الموظفين يذكرونني بالقرش وسمكة (الريمورا) فالأخيرة ملازمة للقرش أينما يذهب وتقتات من فضلات طعامه.

ولا يقتصر التفافهم على المسئول في الفعاليات والمناسبات بل تمتد سيطرة ذلك (اللوبي المسيطر) إلى القرارات التي يتخذها وطريقة إدارته للعمل، ليس هذا وحسب إنما يعمل هؤلاء الموظفون على فرض حاجز بينه وبين باقي العاملين في القطاع، فالخوف كل الخوف من وجود أحد المتسلقين والوصوليين الذين قد يزاحمونهم عند هذا المسئول.

ولكن إذا ما تناولنا هذا الموضوع من جانب نفسي، فلا نستطيع أن نغفل الأثر الذي قد تتركه هذه الشللية على الموظف العادي و بيئة العمل وقرارات المسئول، ولن أتكلم هنا عن الآثار على الموظف العادي، فأعتقد أن القراء الأعزاء سيكفون ويوفون في هذا، بل سأتحدث عن شخصية المسئول نفسة.

ولا نستطيع أن نقول إنه ذو شخصية واحدة بل قد يكون به العديد من نقاط الضعف التي تجعله مثل ( الدمية المتحركة)... وما أكثرهم لدينا ... فالمحرك الفعلي لكل القرارات هم المحيطون به بالصورة، ومن الممكن أن يكون ذو الاذن الكبيرة: وهو نوع من المسئولين يكثر في الوطن العربي وهو دوماً تجده يتأثر بكلام الغير رغم أنك تجد هذا المسئول أحياناً كثيرة شخصية (تسمى طيبة) وذو معرفة جيدة بأنواع الموظفين ومن هو الجيد والأمين ومن هو غير ذلك إلا أنك تجد هذا المدير سهل التأثر بكلام الناس وهذا الشعور ناتج من تعامل هذا المدير في الماضي أو الحاضر مع شخصية لم تكن على قدر من الثقة التي ولها لهم هذا المدير وبالتالي أصبح يخشى الناس ويتأثر بسماع أي كلام عن أي موظف.

وقد يكون المدير مرهف الإحساس: وهو مدير مرهف الإحساس ويتحسس من أمور كثيرة ويشعر وكأن الناس تراقب تحركاته وقد يكون ناتج عن أحساسة بعدم كفاءته في أن يكون في هذا المنصب وبالتالي يعتقد أن من حولة يقدمون له النصح خاصة إذا كانوا أكبر منه سنّاً أو أقدم منه في جهة العمل، ولا يدرك أنه أتى للتغيير وخاصة تغيير هؤلاء.

نصيحتي أخيراً لمن يعملون مع هذه النوعية ومثل هذا النوع من المديرين لا ترهق نفسك كثيراً معه فهو ليس بصاحب قرار ثابت لذا كل الذي عليك فعله مجاراته في الأمر فقط فأنا أؤكد لك أنه لن يبقى في وسط الصورة طويلاً.

*******

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 4836 - الخميس 03 ديسمبر 2015م الموافق 20 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:05 ص

      البرواز

      موضوع قوي استاذه وماعتقد احد ماشاف بعينه هذا المسؤل او هذي الناس التي تحرك دمية المسؤل في احد المرات رائيت مسؤلي وهو مع موظفه دائما تحوز بالترقيات والدرجات وكان الموقف مستفز في دائره حكوميه والناتج نقلي من عملي ومن اراد الدلليل اذهبي الى الجرايد وشوفي صور ماتغيرت من سنين في اكثر الوزارات والله يعلم ماهو سر وجودهم وبروزهم تحياتي لج دكتوره استمري

اقرأ ايضاً