العدد 4840 - الإثنين 07 ديسمبر 2015م الموافق 24 صفر 1437هـ

العاهل: كلنا فخر بتعددنا وإيماننا بأن لكل فرد الحق في التمتع بحياة آمنة وكريمة

عاهل البلاد مستقبلاً المشاركين والمساهمين في فعاليات «هذه هي البحرين»
عاهل البلاد مستقبلاً المشاركين والمساهمين في فعاليات «هذه هي البحرين»

استقبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير أمس الإثنين (7 ديسمبر/ كانون الأول 2015) المشاركين والمساهمين في فعاليات «هذه هي البحرين»، والتي نظمها اتحاد الجاليات الأجنبية المقيمة في مملكة البحرين في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية بمشاركة مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات الدينية والجمعيات الأهلية في البحرين للتعريف بمملكة البحرين وإبراز إنجازاتها ومكانتها الحضارية والإنسانية وذلك للسلام على جلالة الملك.

وفي بداية المقابلة صافح جلالة الملك الحضور، مرحباً بهم ، شاكراً لهم جهودهم الموفقة ومشاعرهم الطيبة تجاه مملكة البحرين.

ثم تفضل جلالة الملك بإلقاء الكلمة السامية وفيما يأتي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسعدنا أن نرحب بكم في هذا اليوم المبارك وبضيوفنا الكرام المشاركين في مناسبة «هذه هي البحرين»، التي تتزامن زيارتهم مع احتفالاتنا بالعيد الوطني وعيد الجلوس، حيث نحتفي بالقيم التي جعلت من البحرين واحة للسلام والحرية والتعايش في الوقت الذي تشتد فيه حاجة العالم بأسره لتلك المثل التي نعتز بها.

فمنذ القدم والبحرين وشعبها يجسدون مبادئ الصداقة والتسامح والاحترام المتبادل والانفتاح على العالم، وكلنا فخر بتنوعنا وتعددنا، وإيماننا الراسخ بأن لكل فرد الحق في التمتع بحياة آمنة وكريمة.

واليوم، لا تزال تلك القيم نبراساً ومصدر إلهام في كل ما نقوم به، كما كانت بالأمس القريب أساساً لميثاق العمل الوطني والدستور وستستمر لتكون إطاراً للإنجازات الوطنية في المستقبل.

وبما أنكم تعيشون بأنفسكم هذه القيّم البحرينية الأصيلة كل يوم، فإنكم تشهدون ذلك الدفء في الترحاب وحسن الضيافة والصداقة التي يحيطكم بها البحرينيون بمختلف فئاتهم، وما يسهمه ذلك في توفير كل ما يلزم لممارسة أديانكم بحرية وارتياح وتطوير مجتمعاتكم المحلية والاحتفال بتراثكم، والأهم من ذلك كله، مشاركتكم لنا في رغبتنا وتصميمنا على بناء مجتمع عادل ومزدهر ومتسامح للأجيال القادمة.

فما من شك بأن عملكم الدؤوب ونقلكم لمفهوم «هذه هي البحرين» إلى كافة مدن العالم يؤكد حبكم للبحرين وشعبها، ويساهم في كسبها اعترافاً دولياً بإنجازاتها الإيجابية في جميع سياقاتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

إن هذه الجهود القيّمة تُحسب لكم جميعاً، وترجع على وجه الخصوص إلى الجهد والتشجيع الذي قامت به السيدة بيتسي ماثيسون، رئيس الاتحاد البحريني لجمعيات الجاليات الأجنبية وبمساندة من جميع أعضاء الجمعيات المنضوية للاتحاد والذين أولوا هذا المفهوم عناية فائقة منذ انطلاقة فكرته.

مؤكدين لكم في الختام، إن جميعنا في مملكة البحرين ننظر بعين من التقدير والامتنان إلى الاتحاد البحريني لجمعيات الجاليات الأجنبية لما يقوم به من جهد مشكور في إبراز وجه بلدنا الحقيقي للعالم كله، متمنين لاحتفالاتكم القادمة بالاتحاد وجمعياته كل توفيق ونجاح.

بعد ذلك ألقت أم الشهيد محمد الأربش كوثر الأربش كلمة هذا نصها:

حضرة صاحب الجلالة المفدى،،

أصحاب السمو والسعادة ... الحضور الكريم بعد التحية...

يسعدني ويشرفني أن أكون هنا أمام جلالتكم وأمام هذا الحضور الكريم من القائمين والمشاركين في فعالية (هذه هي البحرين)...

هذه القافلة التي تابعنا أخبارها وتناقل الجميع أصداءها الإيجابية أو السلبية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وخاصة خلال زيارتهم إلى بلجيكا، و باريس، وأخيراً إلى الولايات المتحدة الأميركية.

ولهذا السبب كان قدومي إلى بلدي الثاني البحرين، فقد جئت للالتقاء بالقائمين على هذه الفعالية المميزة ... لماذا ؟ ... ولأؤكد لهم تضامني واستعدادي للمشاركة معهم في نقل رسالة التسامح والتعايش بين الطوائف والأديان، ومواجهة التطرف المقيت الذي كان سبباً في مقتل ابني (محمد).

تضامني لمواجهة السبب ذاته الذي كاد أن يقوم بتخريب البحرين الجميلة، البحرين التي كانت ولاتزال ببحرها وبرها بداخلي منذ أن كنت طفلة، مواجهة تلك الطائفية التي لا تؤمن سوى باللون الواحد، لا تؤمن سوى بالعنف وسلب حياة الآخرين دون أدنى سبب.

ولطالما كانت التساؤلات التي تجول في خاطري: هل هم الأعداء الذين يسيرون بجانبنا وعلينا في كل مرة أن نحذرهم أكثر من كل مرة؟، لماذا يريدون منا أن نصبح أكثر شتاتاً وضياعاً؟، أن نكون ملطخين بدماء الأبرياء، أن نكون أشراراً لا نعرف سوى لغة البنادق والرصاص وإلغاء الآخر؟... ألا نسكن سوى في خرابهم الذي يؤمنون به؟ ... لماذا ... هنا في البحرين؟.

ففي هذه المملكة التي أسرتني بطيبها وتسامحها... مات الكثير من النساء، من الرجال والأطفال بسبب هؤلاء، بالمستقبل الذي انتظروه كي يصبحوا كباراً ويخدموا أمهاتهم وأوطانهم كما كنت أتمنى أن يحدث لابني محمد الذي استشهد بسبب حزام ناسف من شخص داعشي، فأنا لست الوحيدة التي دفعت الثمن وضحيت بفلذة كبدي ... بل هناك الكثير هنا وهناك قدموا التضحيات.

مات محمد ... ولكنني لم أتلق عزاه ... فقد عزيت أم قاتله وعظمت لها الأجر في وفاته، ... لأنه اختار ابناً من خيرة الشباب ليغتال نقاءه وبراءته وطموحه، ... أعزيك سيدتي ... وأنا على معرفة تامة أن قلبك كقلب أي أم يتقطع ألماً وحزناً على فرقى فلذات أكبادها...

جلالة الملك لقد كنتم منذ القدم تسيرون نحو تحقيق ذلك ... تنشرون روح التسامح والمحبة والتعايش والانتماء في أرجاء العالم، وتؤكدون أنه رغم الاختلاف إلا أن روح التجاذب الإنسانية والحرية الممنوحة هما السلاح الحقيقي لدرء أي شر أو خراب أو تطرف والنهوض بالعزة والكرامة والإنجازات.

سيدي حضرة صاحب الجلالة.

إن الموحد الملك عبدالعزيز رحمه الله، بدأ خطوة الألف ميل باتجاه خلق فكرة الوطن للفرقاء والمختلفين، إنسان الجزيرة، صحرائية وساحلية، شيعية وسنية، صوفية وإسماعيلية وغيرهم، كل هذا الاختلاف الجميل حصنه بحصن الوطن الحصين، وكذلك هي التجربة البحرينية الفريدة في استراتيجيتها الجامعة، التي استوعبت ضرورة الاختلاف في صنع الحضارات، وإثراء الأوطان.

وجاءت قافلة هذه هي البحرين التي ترعاها جلالتكم حفظكم الله مثالاً حياً لما تحتاجه المنطقة حقاً من نموذج حي للمحبة والتسامح اللامتناهي إلى مختلف الأديان والثقافات، حيث تعد مملكة البحرين أكبر مثال ليست في منطقة الخليج العربي فقط بل في المنطقة العربية الكبرى تشمل تنوع الأديان والثقافات والحضارات المختلفة، وتضم المقدسات والبيوت الدينية والعقائدية المتنوعة من مآتم، ومساجد، ومعابد للبوذا والهندوس والسيخ، والكنائس الكاثوليكية، و الارثودوكسية، والقبطية وغيرها.

كل هذه الشواهد أثرت وعززت من التنوع المذهبي والفكري والديني والحزبي المجتمعة في مملكة البحرين، والتي اتضحت معالمها بكل وضوح خلال العهد الإصلاحي لجلالتكم.

العدد 4840 - الإثنين 07 ديسمبر 2015م الموافق 24 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً