العدد 4840 - الإثنين 07 ديسمبر 2015م الموافق 24 صفر 1437هـ

ديفيد كاميرون.. أصغر سياسي يتولى قيادة أقدم حزب بريطاني

حل الذكرى العاشرة لتولي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون زعامة حزب المحافظين٬ في وقت حرج يقود خلاله قوات المملكة المتحدة إلى الحرب في سوريا ، وذلك وفق مانقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الثلثاء (8 ديسمبر / كانون الأول 2015).

وأصبح كاميرون واحًدا من أصغر الشخصيات التي تتولى قيادة أقدم حزب بريطاني.

واشتهر الحزب بالإطاحة المدبرة لزعمائه٬ مما يجعله الشخص الرابع الذي يصل إلى هذا المستوى خلال قرن من الزمان.

وخاض كاميرون تجربة الإدلاء بخطاب سياسي خاص به قبل 10 أعوام٬ ليلقي كلمة أمام مؤتمر «المحافظة الرحيمة» تركت خصمه الرئيسي في زعامة حزب المحافظين٬ ديفيد ديفيز٬ عاجًزا عن العودة إلى المنافسة. وكانت النغمة التي لعب عليها٬ وقبل وقت طويل من ظهور الرئيس الأميركي باراك أوباما٬ «هي التغيير».

وقال كاميرون في كلمته: «سنغير أسلوب نظرتنا.. سنغير أسلوب إحساسنا.. وسنغير أسلوب تفكيرنا».

وأصبح كاميرون رئيس وزراء لحكومة ائتلافية في ٬2010 قبل أن يحصل على أغلبية مطلقة في الانتخابات العامة التي جرت في شهر مايو (أيار) الماضي.

وكاميرون هو السياسي المحافظ الرابع الذي يحقق هذا الإنجاز خلال مائة عام بعد ستانلي بولدوين ووينستون تشرشل ومارغريت تاتشر. ولكن إعلان كاميرون عن رحيله عن المنصب قبل الانتخابات العامة المقررة في ٬2020 يعني أنه لن يستطيع تحطيم الرقم القياسي الذي تحمله مارغريت تاتشر٬ في التاريخ الحديث٬ التي قضت 15 عاما و9 أشهر و17 يوما في رئاسة وزراء بريطانيا.

وفي ضوء اعتباره المعادل الشاب لتوني بلير٬ كان يعتقد أن كاميرون سيغير الصورة «البغيضة» للمحافظين ويعيد تصويرهم كحزب متفائل وحديث.

وحث كاميرون٬ خلال خطابه أمام المحافظين عام ٬2005 على «السماح لأشعة الشمس بأن تغمر يومهم»٬ ووعد بأن يقود أكثر الحكومات صداقة للبيئة

ودعما للأسرة على الإطلاق٬ وأن يسعى وراء «الرفاهية» كما يستهدف النمو الاقتصادي٬ ويماثل إنفاق حزب العمال على الخدمات العامة مع تطبيق تخفيضات ضريبية عبر «تقاسم عائدات النمو».

ولكن نبرة قيادته تغيرت مع الانهيار المالي الهائل في ٬2008 ­ 2007 حيث قدم بالتعاون مع حليفه الوثيق جورج أوزبورن (وزير المالية الحالي)٬ برنامًجا غير مسبوق من التقشف للسيطرة على العجز المتضخم في ميزانية البلاد.

ورغم أنه فشل في تحقيق الأغلبية المطلقة في الانتخابات العامة التي جرت في ٬2010 فاجأ المراقبين بتشكيل أول حكومة ائتلافية في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية بالاشتراك مع الديمقراطيين الليبراليين.

واتسمت ولايته الأولى بالتخفيضات المتتالية في الإنفاق٬ وأعمال الشغب في عدة مدن بريطانية٬ علاوة على فضيحة القرصنة على الهواتف التي أطاحت بمستشاره آندي كولسون والتعافي البطيء والمحفوف بالمخاطر أحيانا من الكساد.

وفي ضوء دعوته لنواب المقاعد الخلفية في البرلمان إلى التوقف عن التشكي بسبب الاتحاد الأوروبي٬ وجد نفسه مضطًرا إلى أن يعد بتنظيم استفتاء حول الدخول أو الخروج من الاتحاد في ٬2013 حيث أقلق صعود حزب الاستقلال البريطاني القيادات العليا في المحافظين وأدى إلى انشقاق عضوين في البرلمان.

وكانت من أبرز محطات نجاح كاميرون هي قيادة الحكومة للفوز في الاستفتاء على استقلال اسكوتلندا من المملكة المتحدة في سبتمبر (أيلول) 2014.

وابتعد كاميرون عن الانخراط بشكل مباشر مع حملة «لا للاستقلال»٬ خوفا من أن يثير ذلك معارضيه للتصويت مع الحزب القومي الاسكوتلندي لصالح الاستقلال.

وبعدما أصر على إدارة سياسة خارجية للبلاد تركز على التجارة عوضا عن لعب دور الشرطي العالم كما فعل بلير٬ انتهى به المطاف إلى إصدار الأوامر ديفيد كاميرون.. أصغر سياسي يتولى قيادة أقدم حزب بريطاني إلى طائرات سلاح الجو الملكي بتنفيذ عمليات في ليبيا عام ٬2011 والعراق في ٬2014 والآن في سوريا. المهمتان الأخيرتان جاءتا كردة فعل على الصعود الصادم لتنظيم داعش٬ التي لم يكن يسمع عنها عندما تولى قيادة البلاد٬ لكنها الآن تلقي بظلالها الدموية على رئاسته للوزراء. وهذه الخطوة تعتبر نجاحا لكاميرون بعد أن نجح في حشد تأييد 397 نائبا٬ مقابل ٬223 بأغلبية 174 نائبا في البرلمان البريطاني الأسبوع الماضي.

ويبدو أن الحرب على الإرهاب والمعركة من أجل تحديد مستقبل بريطانيا في أوروبا٬ ستهيمنان على ولايته الثانية في رئاسة الوزراء٬ الذي فاز بها كاميرون بأغلبية واضحة في مايو الماضي. وفي حال سارت الأمور وفق الخطة الموضوعة٬ قد يدخل كاميرون بتاريخ المملكة المتحدة بوصفه رئيس الوزراء الذي تمكن من ترويض عجز الموازنة المستشري في بريطانيا٬ ويغادر منصبه تاركا وراءه فائضا في ميزانية البلاد. لكن ذلك يبدو مغايرا تماما للرؤى الوردية التي حلم بها عندما طرح نفسه كزعيم للمحافظين قبل 10 سنوات. 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:52 ص

      كاميرون عن 10 من أوباما

      أوباما ما يدري وين الله حاشره.

اقرأ ايضاً