العدد 4845 - السبت 12 ديسمبر 2015م الموافق 30 صفر 1437هـ

الديهيون بعد 3 عقود بلا بحر ولا إسكان: بيوت من حجارة تسترها المجمعات... و5 أسر تشترك في مطبخ

أهالي الديه: طلبات تنتظر منذ العام 1986 ووعود بحصة في المدينة الشمالية - تصوير عيسى إبراهيم
أهالي الديه: طلبات تنتظر منذ العام 1986 ووعود بحصة في المدينة الشمالية - تصوير عيسى إبراهيم

نحو 400 طلب إسكاني، هي حصيلة ما خلفته العقود الثلاثة لقرية الديه، مصحوبة بتواري ساحل القرية، لتحل محله المجمعات والمباني، والتي أخفت بجدرانها الشاهقة بيوتا من حجارة تقطنها أسر بحرينية متعففة.

حكايات لونتها المعاناة، بين صاحب طلب منذ العام 1986، وبيت من حجارة وطين تسكنه نساء، وآخر يكتظ بساكنيه وبمطبخه اليتيم الذي لا تتجاوز مساحته 3 أمتار مربعة، وتتشارك في أدواته الرثة، 5 أسر و22 فردا.

«الوسط»، زارت الديه، القرية التي ظل حالها مصداقاً للمثل الشعبي الشهير، «لا حظت برجيلها ولا خذت سيدعلي»، في إشارة لمعاناتها المزدوجة، حيث البحر الذي اغتاله الدفان مطلع الثمانينيات، وحيث الغياب التام لأية مشاريع إسكانية خاصة بالقرية.

وخلال الزيارة التي امتدت لساعة ونصف، كانت الانطلاقة من البيت الكبير والقديم لعائلة العكري، حيث ذكريات الأهالي مع البحر الذي كان يصافح بيوتهم بأمواجه. فهنا جدران بيت العكري التي كان البحر يداعبها، وقريباً منها عين البلابل الملاصقة للمسجد، أما هناك (بناية شاهقة) فكانت «دالية الشيوخ» الممتدة لداخل البحر، في مشهد يحكي ثلاثية الماء والخضرة والوجه الحسن.

يستعيد رئيس العلاقات العامة في اللجنة الأهليه لمتابعة اسكان الديه جعفر القمر، أيامه الخوالي بألم بيّن، فيقول «أمواج البحر كانت تضرب جدران البيت، عدا ذلك فجميعه دفان، حتى أنني أتذكر طريقنا لمدرسة السنابس، والذي كان يمر عبر البحر، بحيث كنّا نمشي على امتداد الساحل، ولا نصل للمدرسة إلا بعد ان تتسخ أقدامنا وتبتل ملابسنا، لنواجه بسبب ذلك تقريعاً من الأهالي».

وبحسب حديث القمر، فإن الدفان تزامن مع وجود مخطط لمشروع إسكاني، ومدرسة ومركز صحي، إلا أن دخول المتنفذين على الخط، أحال المنطقة لاستثمارات خاصة، ما «أخرج الأهالي من المولد بلا حُمُّص»، على حد تعبيره.

وأضاف «عزز من حرمان الأهالي، ظهور فكرة امتدادات القرى، والتي انتهت بتكدس طلبات الأهالي، وهم ينتظرون وعوداً رسمية بنصيب ضمن وحدات المدينة الشمالية، أحدثها أمس الأول الثلثاء (8 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، والتي توقع فيها موظف وزارة الإسكان بأن يتم التوزيع في الربع الأول من العام 2016».

القمر تحدث عن تواريخ الطلبات القديمة، وعدد بعض منها بالقول «هنالك طلب للمواطن علي رمضان يمتد للعام 1986 وهو اليوم جد، مضيفاً «شخصياً، طلبي يمتد لـ23 عاما، لكن تغيير الطلب أفقدني 3 سنوات، ولا أزال بانتظار إضافتها تنفيذاً لتوجيهات سمو رئيس الوزراء».

وأرجعت وزارة الإسكان مؤخراً، أسباب غياب مشاريع إسكانية في قرية الديه، لصعوبات تتعلق باستملاك الأراضي المنتشرة في المنطقة، والتي قفزت أسعارها لتصل إلى 30 دينارا للقدم.

يأتي ذلك، رغم حديث للجنة الأهلية لمتابعة اسكان القرية، بينت فيه عرضها على الوزارة، استعدادها لبحث استملاك الأراضي مع أصحابها بصورة مباشرة، مؤكدةً في الوقت نفسه وجود أراضٍ معروضة للبيع، غير أن «عدم تحرك الوزارة، سيضيع علينا المزيد من الفرص».

بجانب ذلك، قال القمر إن اللجنة الأهلية تواصلت مع النائب عادل حميد والتقت بوكيل الوزارة وقدمنا له الإحصائيات قبل 6 شهور، وحتى اليوم لا وجود لأي رد.

وفي الديه (فريق الشرق)، وهو الموطن القديم للأهالي، تنقلت «الوسط»، من زقاق إلى زقاق، ومن بيت إلى آخر، بمشاهد لاتزال محتفظةً بحجارتها وطينها، رغم مجاورتها للمجمعات التي ظلت تستر فقر الديهيين.

المواطنة فاطمة أحمد علي، تقطن مع جدتها وأخواتها في بيت نصفه من حجارة ونصفه الآخر بني مؤخراً. تتحدث وهي تحذرنا من الاقتراب للحجارة التي قد تقع في أية لحظة «هذا البيت يواجه عقبة عدم استخراج وثيقته حتى الآن، الأمر الذي عطل ضمه لمشروع البيوت الآيلة للسقوط»، مؤكدةً تحمل وزارة الإسكان مسئولية توفير مساكن بديلة ولائقة للمواطنين.

ليس بعيداً، كان المواطن عادل عبدالله علي بانتظارنا في منزل والده الذي ملأت التشققات جدرانه وأدواره الثلاثة، وهو يأوي 5 أسر و22 فردا تتشارك جميعها في مطبخه اليتيم.

داخل المطبخ، تجلى حال الأسرة بلا رتوش، وابنها يقول «هذا مطبخ الوالد، ولا مساحة إضافية في البيت لبناء مطبخ ثانٍ».

وتحدث عن معاناته مع السكن، بالقول «لدي 3 أبناء، وشقتي تتكون من غرفة وحمام، ونعاني كثيراً بسبب بقاء أسرتي في غرفة واحدة، حتى أننا نواجه صعوبات في القيام بأبسط الأمور من قبيل تبديل الملابس أو الاستحمام بالتناوب والتزاحم»، مضيفاً «وأكثر من ذلك، حيث نضطر لإجبار طفلين على النوم من أجل المذاكرة مع الثالث، وهكذا».

وأضاف «الأسر الخمسة، جميعها على قائمة الانتظار، أقدمنا أخي ياسر الذي ينتظر وحدته السكنية منذ العام 1993، أما أنا فطلبي مسجل في العام 2002، ومازلت أنتظر رغم مرور 13 عاما». خارج البيت، كان المواطن حسين خليل إبراهيم ينتظر دوره للحديث عن معاناته. مضى بنا للبيت المبني من الحجارة والذي تجاوز عمره اليوم نصف قرن، وهو اليوم

تفصيلاً، قال إبراهيم «طلبي يعود للعام 2003، ولدي من الأبناء 3، جميعنا في غرفتين، فيما تسكن والدتي وأختي في الغرفة الثانية المشتركة مع المطبخ، والتي كانت منفذاً سهلاً لدخول مياه الأمطار علينا».

ويرى إبراهيم، أن اكتظاظ السكن وضيقه، حرم أبناءه من خصوصيتهم، فـ «ابني يبلغ 14 عاما، وأخته 7 أعوام، وكلاهما مقبلان على سن المراهقة التي يحتاج فيها كل فتى وفتاة لخصوصيتهما»، منبهاً إلى أن السكن اشتق من مفردة السكينة، لكن الواقع هنا يتحدث عن معاناة وضيق.

وداخل غرفة الوالدة، دار الحديث مع ابنتها التي قالت «ننتظر الفرج من رب العالمين، وإذا تساقطت الأمطار نتعب كثيراً، حيث الغرفة التي لا تصمد بجدرانها المتهالكة».

حكايات الديهيين ظلت تتواصل بانتظار بصيص أمل يتعلق باستجابة وزارة الإسكان لطلب الأهالي، باستملاك الأراضي المؤهلة لاحتضان مشاريع إسكانية خاصة بالمنطقة، إلى جانب ترقب ترجمة وعود الوزارة ببناء المدينة الشمالية، الحلم الذي ينتظر منذ العام 2002.

العدد 4845 - السبت 12 ديسمبر 2015م الموافق 30 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 2:02 م

      حلم الجميع

      ياريت اصير اسكان حق قريه بني جمرة
      اتمنى احد من المسؤولين اشوف كلامي

    • زائر 20 | 1:51 م

      المشكلة مو في الدفان

      المشكلة لا في دفان ولا في عمران المنطقة ، بالعكس الدفان زين و وسع الأرض و بناء مشاريع تنمو الاقتصاد و مجمعات تجارية و غيرها ، المشكلة في الت.... و هذا الأساس و لو لا التجنيس لحصل جميع اهالي الديه على وحدات سكنية في جميع المناطق التي تحتلها الم.... و عددهم يفوق 70 الف وحدة سكنية و اعتقد بغطي 90 % من طلبات الاسكان الكل بحصل بيت مرتاح بدون ازمات

    • زائر 19 | 10:28 ص

      الغدا جماعي يالخال

      يخلف الله على حظنا وبختنا
      طلبات من الثمانينات في بلد نفطي خليجي، واذا البني ادم ما مات قبل لا يحصل هالبيت فمو من زين هالبيت الا يحارسه ولا من كبره، الله ياخذ حقنا من الظالم.. اصلا اذا تبون تسوون ابحاث عن صهر البيت وعن العوائل المركبة تعالوا الديه، حفيد الحفيد ساكن ويا الجد في نفس البيت الله وكيلكم
      عاااادي الحياة حلوة والغدا جمااااااعي

    • زائر 16 | 7:12 ص

      ابو ناصر

      الحمدلله البيوت الي ننتظرها بتكون حق اولادنا يعني احنا بنعيش وبنموت وحنا ماطلعنا في بيوت وتوسع علينا المكان احنا ننتظر رحمة الله علينا وليس رحمة الناس علينا والله يوسع علينا وعلى الجميع يارب . م ح م د

    • زائر 13 | 5:44 ص

      إسكان الديه

      شكرا لصحيفة الوسط على تسليط الضوء على مشكلة إسكان قرية الديه وما تم طرحه هي نماذج صغيرة جداً من مآسي القرية بينما يوجد اعداد كبيرة جداً تعيش حالة من الاكتظاظ داخل بيوتهم ! ونأمل ان نجد الطريق للحل مع وزارة الإسكان

    • زائر 12 | 2:42 ص

      الصبر مفتاح الفرج

      السلام على الصابرون المحتسبون. مع الاسف أن يصل موضوع السكن لقرية الديه إلى الاعلام، حيث هو مؤشر على عدم استحابة القنوات الرسمية لطلبات أهالي القرية. عسى أن يفتح هذا المقال بصيص من الامل حيث المعانات الطويلة لأهالي القرية. ليس ما ذكر الا فيضا من غيض. نرجوا من سمع استغاثة الأهالي وحماهم من غرق البحر أن يسمع استغاثتهم فينقدهم من غرق المنازل المكتظة.

    • زائر 10 | 12:31 ص

      تعالو نعيم

      عايشين مع الهنود والباكستانية حامدين ربنه وساكتين

    • زائر 8 | 11:47 م

      من اهالي الديه

      الحمدلله البيوت الي ننتظرها بتكون حق اولادنا يعني احنا بنعيش وبنموت وحنا ماطلعنا في بيوت وتوسع علينا المكان احنا ننتظر رحمة الله علينا وليس رحمة الناس علينا والله يوسع علينا وعلى الجميع يارب

    • زائر 7 | 11:33 م

      قريةالديه

      عدد كبير جدا من اهالي قرية الديه تعود طلباتهم لفترة التسعينات

    • زائر 6 | 11:30 م

      شهادة ديهية فاتحية

      ربما لا يعلم الكثيرين ان بحر الديه دفن بسبب تعدد حوادث الغرق للاهالي, وقد قام الاهالي حينها بالطلب من سيدي ومولاي صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان بحل المشكلة وهو ما قام به سموه.

    • زائر 14 زائر 6 | 6:56 ص

      :) تصحيح

      بلا شلخ زايد، انا من الديه ، و البحر من ذكرياتي القديمه .. ودفن لغاية العمران لأن الديه العاصمة .

    • زائر 15 زائر 6 | 7:08 ص

      الله عليك

      هذا كلام أحد يقوله اتقي الله أن زلزلة الساعة شيء عظيم.

    • زائر 5 | 11:28 م

      حسبنا الله ونعم الوكيل

      لا نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل . هو سبحانه العالم بحالنا وله فقط نشكي الحال

    • زائر 4 | 11:10 م

      بيتنا فيه 3 عوائل

      زوجو اولادهم وهم ساكنين في شقق في بيوت ابوتهم وين خيرش يابحرين؟؟؟

    • زائر 3 | 10:26 م

      18

      السنابس والديه قلب واحد وجسد واحد

    • زائر 2 | 10:22 م

      اللة يرحم اهالي قرية الدية الشريفة

      وانت الصادق ياولد الديرة ويقول المثل الشعبي عين عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب ولاكن الظلم من وزارة الاسكان الى اهلي قرية الدية والمحيطة بجميع الاراضي ولايوجد فى القرية اي خدمات مكن وزارة الاسكان اليس هو الظلم بعينة وطلبات تمتد الى اكثر من 30 عام الى اصحاب الطلبات القديمة هل هذا انتقام الى اهالي القرية ياوزارة الاسكان شوارع مسددة وكانة اصحاب القرية يعيشون فى اسرائيل

    • زائر 1 | 9:56 م

      آه آه على الديه ايام زمان سواحل ومزارع .. محرقي

      الله يكون في عونكم يا عيال الديرة لكم الله فالمواطن الجديد كوش على خيرات الديرة بكل سهوله وبدون تعب وحدات سكنية بلمح البصر وظائف لهم وحق عيالهم وحريمهم الله المستعان ( اخوان سنه وشيعه )

اقرأ ايضاً