العدد 4846 - الأحد 13 ديسمبر 2015م الموافق 02 ربيع الاول 1437هـ

(صارخ كثر ما تقدر)... الأصول أصول!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

صارخ كثر ما تقدر... الأصول أصول، ومهما علا صراخك فاعلم بأنّك ضعيف، فهناك أمور في الحياة تتعلّمها من خلال التنشئة الاجتماعية، منها (السّنع) الذي غاب عنك ولا تعرف كيف ترجعه.

هذه جملة تتكرّر في حياة النّاس، فهناك من لا يجد إجابة على فعله غير الصحيح، وأوّل دفاعه يكون بالصراخ على الآخرين، إمّا ظنّا منه بأنّه يفحمهم ويُسكتهم، وإما ظنّا منه بأنّ الصراخ يقنعهم، والصراخ لا يؤدّي إلى هذا ولا ذاك، ولكنّه يؤدّي إلى معرفتنا بمن هو أمامنا.

من أمامنا هو هشّ لا شخصية له ولا حول ولا قوّة، يبسط صراخه على من يظن بأنّه سيتحمّله، ولا يبسطه على من يجب أن يوجّه له كلامه، وفي نهاية المطاف هو خسران، خسران الأحبّة الذين حوله لأنّهم يتجنّبونه، ويخسر ذاته لأنّه لا يتعامل مع الآخرين بتفاهم، ولا يعرف الأصول.

كثير من الأصول ذهبت مع الريح هذه الأيام، ولا ندري أين نلقي اللوم، على التربية الجديدة أم على التنشئة الاجتماعية القديمة، أم على الحداثة المجتمعية، أي أنّنا أصبحنا نأخذ طرق وعادات غيرنا.

في بعض الأحيان يحدث شرخ داخل الأسرة، سببه أمور الحياة، واتّخاذ الموقف الصح هو ما يجعل الشرخ أقل أو يتلاشى، ولكن لا يتلاشى عندما نتّخذ خطوة قد تجعل أعز النّاس عندنا هم الأبعد.

في داخل البيوت أسرار كما يقول الكثير من الناس، يدخل الأب بصراخه، ويدخل الابن بصراخه وتدخل البنت بصراخها، وحتى الأم في أيّامنا هذه تدخل بصراخها وتأفّفها، فما أن يقول لها أحد الموجودين في البيت هذا خطأ حتى تسبّحه بالكلام وبالصراخ، وقد لا يحتاج الموقف هذا كله، ولكن تعوّد البعض على الصراخ والجعجعة من دون فائدة.

هل نربّي أبناءنا على الهدوء؟! هل نتعامل معهم على أساس الحوار أم الصراخ؟! من هو ذاك الذي لديه باع طويل في التفاهم اليوم؟! هل انتهت لغة الحوار والتحاور حتّى داخل بيوتنا؟!

لابد من وضع حد للصراخ، فهو لا يفضي إلى حل أبداً، وإن كان هناك من يسكت فهذا ليس دليل ضعف؛ بل قد يكون السكوت هو الإجابة الصحيحة للمواقف، ولكن من يتّعظ لهذا السكوت؟! فالبعض يظنّه ضعفاً مع سبق الإصرار والترصّد.

إن كنت تحب بيتك وأهلك وأحبابك فكّر في خطوتك قبل أن تصرخ عليهم، وابحث عن أسباب الشرخ وعالجه، ولا تعالجه بالصراخ، فالصراخ ليس دواء لحل المشكلات أبداً، فأنت خسران خسران في النهاية!

ما أجمل الهدوء عند الغضب في بعض الأحيان، وما أجمل التفاهم عند وجود مشكلة، وليس هناك أفضل من عدم خسارة من حولنا بسبب الأصول، فاجعلها نصب العين دوماً قبل أن تتحرّك بعشوائية، فتجرح بها من يحبّك ويسعد لسعادتك ويحزن لحزنك أكثر من أي أحد آخر.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4846 - الأحد 13 ديسمبر 2015م الموافق 02 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 12:15 ص

      منذ العام 2011

      والبعض يصرخ ويعلي الصوت ليسكت المطالبين بالحقوق سواءا بقلمه او صوته او يده ، ولكن دون فائدة لأن الأصول اصول كما قلتي ، من كان يعتقد بأن السكوت عن ( اللي يصارخون ) في الصحف والمنتديات ضعف فهو واهم لأن الحل مع أولئك السكوت ، ولكن دون تركهم بدون رد والرد الذي ( يجننهم ويزيد من صراخهم ) اضافة للسكوت عنهم ، ما كتبتيه اليوم فهوا أيضا يرفع وتيرة صراخهم لأن الحكمة والهدوء يجعلهم يتلوون ويزيدون الصراخ ( يا مريم نحن مستمتعون جدا بصراخ البعض ) لأنه فعلا من خلفيات الم وجهد بذله ليسكت الأخر ولم يستطيع .

    • زائر 2 | 11:14 م

      الصراخ

      مأمنه فايده أسالي المختار الثقفي عن الصوت العالي وماذا يفعل بالإنسان العاقل

    • زائر 1 | 11:06 م

      شل فايده

      مساكين الي ماعندهم سنع حاولوا يخطفون الوطن بالصراخ بس مانفع

اقرأ ايضاً