العدد 4849 - الأربعاء 16 ديسمبر 2015م الموافق 05 ربيع الاول 1437هـ

العاهل: يوم الشهيد سيظل مناسبةً مُشرقةً ملؤها الاعتزاز والفخر بأبناء البحرين الذين استشهدوا داخل الوطن وخارجه نصرةً للحق

لدى رعاية جلالته مراسم يوم الشهيد

تفضل عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وشمل برعايته الكريمة اليوم الخميس (17 ديسمبر/ كانون الأول 2015) مراسم يوم الشهيد والذي أقيم بقصر الصخير بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.

ولدى وصول جلالة الملك المفدى كان في الاستقبال القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، و رئيس الحرس الوطني الفريق الركن سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، و وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة.

بعد ذلك توجه صاحب الجلالة إلى المنصة الرئيسية وعزف السلام الملكي.

وبعد تلاوة آيٍ من القرآن الكريم أطلقت المدفعية طلقة واحدة ثم وقف الجميع دقيقة صمت، ثم أطلقت المدفعية طلقة واحدة للإعلان عن نهاية الصمت.

بعد ذلك عزفت الفرقة الموسيقية اللحن الأخير.

ثم ألقى رئيس الدائرة الشرعية بمحكمة التمييز خطيب جامع الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان بن عبد الله القطان خطبة ودعاء الشهيد:

صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حفظكم الله ورعاكم...

صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظكم الله ورعاكم...

أصحاب السمو والمعالي والسعادة...

جنود الوطن البواسل الأبطال، الإخوة والأخوات الكرام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..وبعد:

انطلاقاً من قول الله تعالى ، بسم الله الرحمن الرحيم: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ، وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ، وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)

تحية إجلال وإكبار وتقدير، وفخر ومدح واعتزاز، لكل من ارتوت أرض الجزيرة العربية بدمائهم الزكية الطاهرة، الذين ضحوا بأرواحهم وأجسادهم دفاعاً عن دينهم وأوطانهم، وذوداً عن شرفهم وحقوقهم وشرعيتهم...

وإنه في هذا اليوم الأغر، الذي خصصه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، يوماً وطنياً للشهيد، تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة، من منتسبي قوة دفاع البحرين، ووزارة الداخلية، والحرس الوطني، الذين أدوا مهامهم وواجباتهم الوطنية، داخل الوطن وخارجه، في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة... حيث نرفع أكف الضراعة إلى المولى العلي القدير بالدعاء لشهدائنا الأبرار في مملكتنا الغالية البحرين، وفي دول مجلس التعاون الخليجي، وفي التحالف العربي، داعين الله تعالى للجميع بالرحمة والمغفرة، ودخول الجنان.

ونقول: اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، بأنك الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد: نسألك اللهم بأن تتقبل شهداءنا الأبرار، وتدخلهم الجنة مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.. اللهم أغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم إن كانوا محسنين فزد في حسناتهم، وإن كانوا مسيئين فتجاوز عن سيئاتهم، وأعف عنهم واغفر لهم، وأملأ قبورهم بالرضا والنور، والفسحة والسرور، والكرامة والحبور. اللهم اجعلهم في بطون القبور مطمئنين، وعند قيام الأشهاد آمنين، وبجودك ورضوانك واثقين، وإلى أعلى درجاتك سابقين.. اللهم يمن كتابهم، ويسر حسابهم، وثقل بالحسنات ميزانهم، وثبت على الصراط أقدامهم، وأسكنهم في الجنة بجوار نبيك ومصطفاك محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وارحمنا يا مولانا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم اربط على قلوب أمهات وآباء الشهداء، وألهمهم الصبر والقوة والسلوان يا رب العالمين... اللهم آمنا في وطننا، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق ولي أمرنا ملكنا حمد بن عيسى لما تحب وترضى، واجعله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، وأحفظه من شر الأشرار وكيد الفجار، اللهم أعزه وأطل في عمره وأحسن عمله، وألبسه ثوب الصحة والعافية، ووفقه لما فيه الخير والصلاح للبلاد والعباد، وهيئ له البطانة الصالحة الناصحة يا ذا الجلال والإكرام. اللهم من أرادنا وبلادنا البحرين وبلاد الحرمين الشريفين وخليجنا وجيشنا ورجال أمننا وأمتنا، من أرادنا بشر وسوء وفتنة، فأشغله بنفسه، وأجعل كيده في نحره، وأدر دائرة السوء عليه، وأرنا فيه عجائب قدرتك، وانصرنا على من عادانا وبغى علينا يا سميع الدعاء... اللهم إنا نستودعك وطننا وخليجنا وجنودنا البواسل المرابطين الذين يُحاربون الآن عدوك وعدوهم، اللهم انصرهم، وسدد رميهم، وثبت أقدامهم، وأنزل سكينتك عليهم، وأعدهم إلى وطنهم وأهليهم سالمين غانمين، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،، الفاتحة.

ثم قرأ الجميع الفاتحة على أرواح شهداء الوطن، ومرت خمس طائرات مقاتلة ف 16 تعبيراً عن الوفاء لشهداء الوطن الخمسة في معركة مأرب.

بعد ذلك تقدم رئيس المراسم الملكية باستئذان حضرة صاحب الجلالة ليتفضل جلالته بسقي النخلة التي هي رمز الحياة الدائمة.

ثم تفضل جلالته بالمرور أمام اللوحة التذكارية التي دُوّن عليها أسماء المواقع والمعارك التي خاضتها البحرين دفاعا عن عروبتها وسيادتها والتي بدأت من موقعة الزبارة التي انهزمت فيها قوات نصر بن مذكور وعلى أثرها تم فتح البحرين وتثبيت عروبتها سنة 1197هـ الموافق 1783م.

واختتم يوم الشهيد بعزف السلام الملكي.

ثم توجه حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى القائد الأعلى إلى صرح ميثاق العمل الوطني، حيث تشرف كبار الضباط بالسلام على جلالة عاهل البلاد المفدى وتهنئته بمناسبة العيد الوطني المجيد وذكرى تولي جلالته مقاليد الحكم.

وبهذه المناسبة تفضل جلالة الملك المفدى بالتصريح السامي هذا نصه:

يطيب لنا في هذا اليوم المجيد أن نحتفي معاً بالذكرى الأولى ليوم الشهيد، في مناسبةٍ وطنية عزيزة تخليداً وتكريماً لشهدائنا الأبرار البواسل من رجال البحرين الشجعان المخلصين الذين ضحوا بأرواحهم الزكية في سبيل وطنهم في ساحة الشرف وميدان البطولة خلال أداء واجبهم السامي المُشرف، فجسدوا بذلك أسمى قيم الشجاعة والفداء وكانوا فخراً لكل أبناء البحرين ونبراساً مضيئاً لأجيالنا القادمة في حب الوطن بأسمى معانيه، منذ قيام الدولة في عهد المؤسس الأول إلى يومنا هذا .

وأضاف جلالة الملك المفدى، أن يوم السابع عشر من ديسمبر من كل عام سيضل مناسبةً مُشرقةً في مسيرتنا الوطنية ملؤها الاعتزاز والفخر بأبناء البحرين الذين استشهدوا داخل الوطن وخارجه نصرةً للحق وإرساء العدل، ودفاعاً عن أمن وسيادة أوطاننا وأمتنا، فبدمائهم الزكية سطروا أرقى معاني التضحية والعطاء سيراً على نهج الآباء والأجداد الكرام منذ مرحلة التأسيس، الذين على مآثرهم بنينا مسيرتنا الحضارية الظافرة، فإن أمجاد الأمم تعلو بعطاء أبنائها الأوفياء.

وقال جلالته، إن كلّ واحدٍ من شهدائنا الأبطال هو موضع اعتزازنا، وفخرٌ لأُسرهم وذويهم وإخوانهم في السلاح، حيث وهبوا أرواحهم فداءً لوطنهم لتضل راية البحرين خفاقةً شامخة بين الأمم، وسطروا تاريخاً مجيداً من البطولات خلدت أسماءهم وأسماء أسرهم فكانوا فخرً لوطنهم ولأهلهم، فكل شهيد بحريني هو ابنٌ لكل الأُسر البحرينية في وطننا الواحد المتضامن، وإن أُسر الشهداء وذويهم لا يقلون بطولةً عن أبنائهم فقد ضربوا أروع الأمثلة في حب الوطن بثباتهم وروحهم الوطنية العالية، كما نُشيد بالمواقف الوطنية المشرفة التي عبّر عنها المواطنون الأعزاء في مشهد يعكس أصالة وتماسك أهل البحرين الكرام في مختلف الظروف، وهذا ما عهدناه منهم دائماً.

رحم الله شهداءنا الأبرار وإخوانهم من شهداء دولنا الشقيقة وأسكنهم فسيح جِنانه مع الشهداء والصديقين، وجزى الله أهلهم وذويهم خيراً، وأدام على وطننا العزيز الرفعة والعزة والمنعة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً