العدد 4851 - الجمعة 18 ديسمبر 2015م الموافق 07 ربيع الاول 1437هـ

القوى الكبرى تبذل جهودا جديدة من أجل السلام في سورية

على الرغم من الخلافات، مررت القوى الكبرى الراغبة في انهاء الحرب في سوريا قرارا في الامم المتحدة الجمعة يدعو الى وقف لاطلاق النار وبدء مفاوضات سلام اعتبارا من مطلع كانون الثاني/يناير.

وتبنت الدول الـ15 الاعضاء في المجلس بما فيها روسيا بالاجماع القرار في ختام اجتماع على مستوى وزراء الخارجية ترأسه وزير الخارجية الاميركي جون كيري.

وقال كيري ان هذا النص "يوجه رسالة واضحة الى الجميع بأنه حان الوقت لوقف القتل في سوريا".

واكد انه ليست لديه "اي اوهام" بشأن صعوبة هذه المهمة لكنه رحب "بالوحدة غير المسبوقة" بين الدول الكبرى بشأن ضرورة ايجاد حل للازمة في سوريا.

وفي مسعى جديد لانهاء النزاع الذي اسفر عن سقوط 250 الف قتيل وملايين النازحين خلال اربع سنوات ونصف، طلب المجلس من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تنظيم "مفاوضات رسمية" بين الحكومة السورية والمعارضة "حول عملية انتقال سياسي".

والهدف هو ان تبدأ هذه المفاوضات "مطلع كانون الثاني/يناير 2016" وتتزامن مع وقف لاطلاق النار على الاراضي السورية يفترض ان تساعد الامم المتحدة في التوصل اليه ومراقبته.

واكد كيري للصحافيين بعد تبني القرار "في كانون الثاني/يناير نأمل بان نكون قادرين على تطبيق وقف اطلاق نار كامل، اي لا مزيد من البراميل المتفجرة ولا مزيد من القصف او اطلاق النار او الهجمات، لا من هذا الطرف ولا من ذاك".

من جهته بدا مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا "واقعيا" بشأن الجدول الزمني المنصوص عليه في القرار. وقال "نأمل (...) ان نتمكن من تحقيق ذلك في كانون الثاني/يناير".

لكن رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة اعتبر في تغريدة على تويتر السبت ان قرار مجلس الأمن "بمثابة تقويض لمخرجات اجتماعات قوى الثورة في الرياض وتمييع للقرارات الأممية السابقة المتعلقة بالحل السياسي في سوريا".

- لا شىء عن الاسد - وقال المجلس انه "اكد" دعمه لبيان جنيف الذي اقر في حزيران/يونيو 2012 بشأن انتقال سياسي في سوريا و"صادق على بيانات فيينا" حيث التقت القوى الكبرى في تشرين الاول/اكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر.

وعقد اجتماع ثالث في اطار عملية فيينا الجمعة في فندق كبير في نيويورك بحضور وزراء خارجية 17 بلدا.

والى جانب اللقاء بين المعارضة والنظام ووقف لاطلاق النار، تنص خارطة الطريق على تشكيل حكومة انتقالية خلال ستة اشهر وانتخابات خلال 18 شهرا.

الا ان القرار يوضح ان وقف اطلاق النار لن يشمل العمليات التي تستهدف المجموعات المتطرفة مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية.

ويدعو المجلس الى "القضاء على الملاذ التي اقامته على جزء كبير" من سوريا.

ولا يشير القرار الذي تم تبنيه الجمعة الى مصير الرئيس السوري بشار الاسد الذي يريد الغربيون، خلافا لروسيا وايران، رحيله بدون تحديد موعد لذلك. والخلاف على هذه النقطة يشكل عقبة رئيسية امام تسوية.

وقال كيري ان الاسد "فقد القدرة والمصداقية اللازمتين لتوحيد بلده وقيادته". لكن نظيره الروسي سيرغي لافروف اكد مجددا ان موسكو تعتبر انه يعود الى السوريين وحدهم البت في هذه المسألة.

وقال لافروف "وحده حوار واسع يقوم به السوريون بانفسهم يمكن ان ينهي معاناة الشعب السوري".

وفي طهران، صرح نائب وزير الخارجية الايراني امير عبداللهيان في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية الرسمية اليوم السبت (19 ديسمبر/ كانون الأول 2015) ان ايران "ستواصل تقديم الدعم لسوريا".

وكرر نائب وزير الخارجية الايراني موقف طهران من دور الاسد. وقال ان "ترشح بشار الاسد (للرئاسة) في نهاية العملية السياسية مرتبط به شخصيا وفي نهاية المطاف يعود الى السوريين تقرير ذلك".

- من هم الارهابيون؟ - والقرار يتضمن اشارة الى "جدوى اجتماع الرياض" الذي عقد من 9 الى 11 كانون الاول/ديسمبر في الرياض وشارك فيه جزء من المعارضة السورية برعاية السعودية، لكن موسكو انتقدته بشدة.

وقد وافق المشاركون في هذا الاجتماع على التفاوض مع دمشق لكنهم طالبوا برحيل الاسد مع بداية الانتقال السياسي.

وجاء القرار بعد مفاوضات شاقة بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين).

وشاركت في هذا الاجتماع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وتركيا والسعودية وقطر والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ولبنان والاردن والصين ومصر والمانيا وايران والعراق وايطاليا وكذلك الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ومنظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية.

ميدانيا، استعاد معارضون مسلحون مجددا السيطرة على جبل النوبة الاستراتيجي المشرف على طريق في محافظة اللاذقية الساحلية بعد يومين على خسارتها لصالح القوات النظامية السورية، على ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.

ويبلغ ارتفاع جبل النوبة بين 500 و800 م وهو يشرف على الطريق القديمة بين اللاذقية وحلب التي تشكل محورا استراتيجيا، وعلى منطقة سلمى حيث تتحصن الفصائل المقاتلة، بحسب الباحث والخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش لوكالة فرانس برس.

من جهة اخرى، افاد المرصد ان وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلي الفصائل في حي الشيخ مقصود في مدينة حلب في شمال سوريا توصلوا الى اتفاق السبت يتضمن وقفا لاطلاق النار، بعد ثلاثة اسابيع من الاشتباكات بين الطرفين.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً