العدد 4857 - الخميس 24 ديسمبر 2015م الموافق 13 ربيع الاول 1437هـ

أخلاقيات الإعلام الاجتماعي

علي سبكار

رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط

لا تبتعد كثيرا «أخلاقيات الإعلام الاجتماعي» عن أخلاقيات الإعلام الصحافي أو الإذاعي أو التلفزيوني، لكنها تثير نقاشا جدليا بصورة كبيرة، وذلك نابع من طبيعة مواقع الإعلام الاجتماعي المنفلتة من عقال الزمان والمكان، والتي تمكِّن كائنا من كان، من أن يصبح مؤثرا ومسيطرا على شريحة من المتابعين والمعجبين.

إن الحقيقة، والمصلحة العامة، والخصوصية، والملكية الفكرية كلها مصطلحات مازالت جدلية في الإعلام الصحافي، فما بالك بالإعلام الاجتماعي، وكيف نتوصل إلى ما يشبه «مدونة سلوك» واحدة ملزمة جامعة مانعة لكل ما يجب وما لا يجب عمله على مواقع الإعلام الاجتماعي؟

هناك من قال إن الفضائل تحتاج دائما إلى مربين، أما الرذائل فيمكن أن تنتشر من تلقاء نفسها. يحدث هذا في كل زمان ومكان، وكل جيل ومجال، وفي الإعلام الاجتماعي طبعا.

وإدراكا منا لأهمية وخطورة مواقع الإعلام الاجتماعي في آن واحد، وضع النادي العالمي للإعلام الاجتماعي تكريس الاستخدام الأمثل لمواقع الإعلام الاجتماعي في المنطقة على رأس أولوياته، وكان هذه هدفه الأعلى في كل ما يقيمه من دورات وبرامج ولقاءات وفعاليات، وذلك إدراكا منه بأهمية استثمار هذه الوسائل بالشكل الصحيح.

لقد أوصى منتدى رواد الإعمال الاجتماعي بداية هذا العام صراحة بـبذل المزيد من الجهود من تعزيز أخلاقيات مستخدمي الشبكات الاجتماعية عن طريق التوعية بطرق الاستخدام الأمثل لتلك الشبكات عبر الندوات والمحاضرات والحملات الإعلامية والإعلانية وتثقيف الطلبة في المدارس والجامعات، بل كانت تلك الجملة على رأس توصياته.

نحن في النادي العالمي للإعلام الاجتماعي ندرك تماما احتياجاتنا في مملكة البحرين من الإعلام الاجتماعي، على صعيد التدريب والتعريف بالأدوات والاستراتيجيات وتوفير الإحصاءات وتحليل المحتوى وغيرها، وندرك أيضا أنه من احتياجاتنا المهمة النهوض بأخلاقيات مستخدمي تلك الوسائل، وتوعيتهم بأهمية استخدامها بمسئولية وحذر.

وما يحزنني فعلا هو عندما ألاقي بعض الشخصيات في مواقع قيادية، اجتماعية أو دينية أو ثقافية، تنظر إلى مواقع الإعلام الاجتماعي على أنها رجس من عمل الشيطان يجب اجتنابه، وهذا موطن ضعف كبير، فمجابهة الحداثة لا تتم بالانكفاء إلى الماضي، ومن الأفضل أن نختار لأنفسنا العربة المناسبة في قطار الحداثة على أن نحاول إيقافه بيدين عاريتين.

بالمقابل، أود القول انني فخور جدا بشباب بحرينيين عملت معهم واستطاعوا تطوير مواهبهم ومهاراتهم في مجال الإعلام الاجتماعي حتى أصبحوا مؤثرين إلى حد كبير في من حولهم، وينشرون «مكارم الأخلاق» في أوساطهم. هم أساسا يملكون خامات طيبة ويتحلون بأخلاق عالية، واستطاعوا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي زرع هذه المبادئ في شرائح واسعة من المجتمع بعد أن كان ذلك مقتصرا على عائلاتهم وأصدقائهم وزملاء الدراسة.

لقد سررنا كثيرا بتدشين «ميثاق شرف رؤساء تحرير الصحف المحلية البحرينية» مؤخرا، وخاصة بنوده المتعلقة بترسيخ أواصر المودة والوحدة الوطنية بين فئات المجتمع، وعدم التحريض، وضمان المصداقية والحرية الإعلامية المسئولة، وتقصي مصداقية وصحة المعلومات والحقائق للأخبار والمواضيع، والحذر من بث الإشاعات، والحرص على استخدام المفردات والمصطلحات والصور المهنية الراقية وعدم المساس بالمعتقدات والمشاعر والآداب العامة.

وأنا أدعو إلى توقيع ميثاق شرف الإعلام الاجتماعي، ولأنه يصعب جمع مختلف المؤثرين في الإعلام الاجتماعي في البحرين وخارجها، فإنه يمكن أن يكون هذا الميثاق عبارة عن عريضة الكترونية، نوقع عليها ونلتزم بمحتواها صيانة تكريساً لقيمنا وأخلاقنا الأصيلة.

إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"

العدد 4857 - الخميس 24 ديسمبر 2015م الموافق 13 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً