العدد 4860 - الأحد 27 ديسمبر 2015م الموافق 16 ربيع الاول 1437هـ

سعة الصدر وقبول النقد

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

النقد البنّاء مطلبٌ ضروريٌّ لمسيرة الإنسان، والنقد لا يكون نافعاً إلا مع توافر سعة الصدر. البعض يطرح أن النقد يجب أن ينبع من نوايا مخلصة، وهذا صحيح، ولكن معرفة الإخلاص من عدمه لا يتوافر دائماً؛ وبالتالي، فإنه لا تعويض عن سعة الصدر لكي يتعلم الإنسان باستمرار، ويستفيد من تجارب الحياة.

ما طرحه السفير الأميركي الأسبق في المنامة (بين 2001 و2004) رونالد نيومان من تحليل للوضع السياسي في البحرين، ونشره على موقع «مجلس سياسات الشرق الأوسط» Middle East Policy Council، بتاريخ 18 ديسمبر/ كانون الأول 2015، تحت عنوان Bahrain Revisited، يستحق الدراسة وتمعُّن النظر. فالدبلوماسي السابق لم يعد موظفاً في الإدارة الأميركية، كما أن تحليله اشتمل على انتقاد المعارضة والجهات الرسمية، وذلك بناء على زيارة قام بها في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2015 والتقى خلالها مع المسئولين في الدولة وفي مؤسسات المجتمع المدني، بمن فيهم المعارضة.

في معرض نقده، أشار نيومان إلى أن النهج الذي اتبعته المعارضة في التعامل مع الأحداث لم يكن موفقاً، كما أشار إلى سلبيات النهج الرسمي الحالي في التعامل مع الوضع، وفي المحصلة فإنه لا توجد حالياً رؤية واضحة للخروج مما نحن فيه، سوى الاستمرار في استخدام وسائل قاسية لإسكات المعارضة، وفي الوقت ذاته فإنّ المعارضة تركز على مطالب إجرائية أبعدتها عن تحقيق جوهر ما كانت تطالب به.

إضافةً إلى كلِّ ذلك فإنّ المرارات التي خلقتها الأحداث في 2011 أدّت إلى انقسامات اجتماعية، وهذا لا يمكن تجاهله، وسيبرز إلى السطح في يوم من الأيام. ولعلَّ نيومان أصاب عندما أشار إلى أحد معوقات الحل هو عدم اقتناع الأطراف المختلفة بوجود نوايا جادّة للبحث عن سبل وحلول أخرى، هذا في وقت تزداد فيه الأوضاع الإقليمية توتراً.

يمكن الاستمرار على النهج الحالي، وهو لا يتسم بحالٍ تواصُلية لتقريب وُجهات النظر، وهذا ينتج عنه العناد والمناكفة، وإفساح المجال لتوسيع الهوّة والشكوك، والنتيجة هي الاستمرار في المواقف الحالية مهما كانت كلفتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ولكن يمكن، بدلاً من كل ذلك، النظر بصورة أبعد، ومن ثم التأسيس لقناعات أخرى تجمع، بدلاً من أن تُفرِّق، تُقرِّب القلوب بدلاً من ملئها بالأحقاد، تعتمد الحقائق على الأرض بدلاً من الأوهام، وتحصد في نهاية المطاف ثمار الجهود الخيّرة. وهذا كلُّهُ يتطلب سعة الصدر والقبول بالنقد.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4860 - الأحد 27 ديسمبر 2015م الموافق 16 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 10:03 ص

      بعد المرارة والماساة التي حدثت 2011 فقدت الثقة بين السلطة والمعارضة

      وبان بوضوح الخوف والتضاد بين الجمعيات الدينية السنية والشيعية وان استطاعت أن تجامل بعضها في البرلمان السابق وان أستمر الجمود اتسعت الهوة وبعد هذا هل يفيد الكلام أو النواية الحسنة بينهم وكلهم يقولون نعمل في صالح المواطنين كلهم فليثبتوا هذا أمام الشعب ويعتمدوا المواطنة فقط السلطة والجمعيات

    • زائر 20 | 6:10 ص

      السفير الامريكي نيو مان

      قال الحقيقه بدون زياده او نقصان جمعية .... هم من امتنع عن المشاركه في الانتخابات البرلمانيه الاخيره فخسروا خساره كبيره لان التعليمات الخارجيه امرتهم بعدم المشاركه.

    • زائر 21 زائر 20 | 6:24 ص

      تعليمات الأمريكان

      كانت تعليمات الأمريكان بالمشاركة والا الزج بكم في السجون ، ويوم بعد يوم يتضح ايجابيات عدم المشاركة في البرلمان العقيم وحتى من أعطى صوته يقول لك أشارك الا المناكفة وياليتني لم أشارك . وأول مرة يتحد الشعب ضد الحكومة في رفع الدعم

    • زائر 19 | 4:37 ص

      أقرأ التعليقات على مقال الدكتور منصور و أنفجر من الضحك عليها

      إقرأ فقط ما يعلق به هؤلاء المغسولة أدمغتهم ... يعتقدون ان السياسة الخارجية للدول تدار على طريقة الجمعيات الخيرية ... أمريكا لديها مصالح حيوية في منطقة الخليج و مصالحها تتعارض مع مصالح إيران و من يريد ان يحظى بدعم إيران و أمريكا معا فهو شخص أبعد عن ما يكون عن السياسة!
      صرتم الآن تذمون في أمريكا يوم تعارضت مصالحها معكم، و نسيتم إيران التي أرسلت جنودها و مستشاريها و شيعة لبنان و افغانستان و العراق من اجل حماية نظام الأسد من السقوط .. خلف جبدي هذي سياسة خارجية تحكمها المصالح و ليس المبادئ و القيم.

    • زائر 22 زائر 19 | 6:51 ص

      خربط خرابيط

      لا تنفجر من الضحك ولاهم يحزنون ، وإذا كان هناك من هم مغسولة أدمغتهم فأنت واحد منهم ، منذ متى ارسلت إيران جنود إلى إفغانستان يا فهيم ؟ ثم إن إيران التي تذم فيها هي الدولة الأسلامية الوحيدة التي وصلت الفضاء وهي في المرتبة العاشرة عالميا في الإنتاج العملي . من غسل دماغك أنت قل لي ؟ تنفجر من الضحك وكأنك خبير اقتصادي وعسكري وسياسي محنك وأنت لا تعدو كونك قارئ ضعيف جدا للواقع السياسي المحلي والعربي والعالمي والدليل هزالت أفكارك وتعبيراتك السطحية. أقول روح رفع الوسادة وتلحف ونام بروحك أحسن لك .

    • زائر 24 زائر 19 | 8:48 ص

      رد على زائر 19

      المغسولة ادمغتهم هم انتم اصحاب المصالح وسرقة اموال الشعب وبشار الاسد وحلفائة كانت بلدان المقاومة ضد إسرائيل اما انتم لعبة في يد امريكا تحرركم متى تشاء تريد وذليل على ذلك ذاعش المجرمة التي لا يوجد لة دين ولا اسلام دينة دين الصهاينة ضد الاسلام المحمدي الاصيل واما المعارضة وبالخصوص ...في البحرين مطالبة شرعية للوطن كلة سوى كان مذهبة سني او شيعي او اي مذهب اخر وام بالنسبة الى السفير الأمريكي فهو غير قادر ان يحكم بالعدل .

    • زائر 18 | 3:08 ص

      ابعاد المعارضة عن جوهر ما كانت تطالب به ) مقتبس من المقال اعلاه)

      هذا ديدن المعاضات بالبلد منذ الخمسينات لليوم للاسف يطرحون برامجهم ويسيرون الناس وتالي اقل ضربه او ترغيب بمنصب تخق المعارضة من اساسها لاحظوا برامج ا

    • زائر 17 | 2:41 ص

      ولماذا لا تتسع صدور المسؤلين

      كل من انتقد سياستهم زجوا به في السجون

    • زائر 16 | 2:34 ص

      يا بسيوني ولجنته غلطانين او السفير غلطان

      كلام السفير متنافض مع لجنة تقصي الحقائق فيا بسيوني ولجنته غلطانين او السفير غلطان. رسونا على بر

    • زائر 15 | 2:26 ص

      امريكا !!!!!!

      عجيب وعجبا: مسؤول امريكي يعطي شعبا دروسا في نضاله؟
      متى كان قلب امريكا على شعب من شعوب العالم
      هل قلبها على شعب فيتنام ام على شعب العراق؟
      ام على شعب فلسطين

    • زائر 14 | 2:24 ص

      لا نحتاج درسا من سياسي أمريكي

      نعم الساسة الأمريكان لا يصلحون لإعطاء دروس للشعوب المناضلة من اجل حقوقها لان حقوق الانسان في امريكا مجرد شماعة والعوبة

    • زائر 13 | 2:19 ص

      هذا ليس نقدا وانما هو تبرير لسياسة

      البعض يحاول ان يبرّر للسياسة الأمريكية مجافاتها ومواقفها السلبية من حقوق الانسان البحريني وكل العالم والمنظمات الحقوقية وحتى لجنة تقصّي الحقائق تحدثت عن حقوق الانسان البحريني المسلوبة.
      الآن جاء هذا السفير لكي يروّج لصحة موقف الولايات المتحدة؟ ومتى دافعت امريكا عن حقوق شعب من الشعوب؟
      وانت يا دكتور هل اقتنعت بهذه المواقف ؟ بينك وبين الله هل هذا الكلام ينطلي عليك وعلى امثالك ونحن من سمع لك مقابلات التي كانت تتحدث بألم وحرقة على هذا الشعب الذي انتهكت حرماته

    • زائر 12 | 2:15 ص

      أحد الأجانب همس لي في 14 فبراير ان هناك امر ما

      ماذا يهمّ أمريكا بترول الخليج ام شعب البحرين؟
      لو دار الأمر بين حقوق الانسان البحريني ومصالح أمريكا فهل يا ترى امريكا ستنظر لحقوق هذا الشعب بأي نظرة ايجابية؟

    • زائر 11 | 2:13 ص

      أسئلة مشروعة عن الحكومة الامريكية

      1-هل وقفت أمريكا يوما مع قضية شعب عادلة
      3-هل دعمت امريكا أي شعب في العالم لوجه الله
      4-هل حرّكت امريكا اساطيلها من اجل سواد عيون بشر قتلوا بالآلاف او حتى بمئات الآلاف؟
      نحن نعرف ان أمريكا ليست جمعية خيرية لكن الانسان بطبعه لا يخلو من مواقف مختلفة هنا وهناك لكن ان تكون طبيعة المواقف كلها نابعة من المصالح الماديّة فقط وفقط ولا شيء غير ذلك فإن ذلك ينمّ عن ان لا وجود للانسانية لديهم

    • زائر 10 | 2:06 ص

      ومتى كان الساسة الامريكيون مصدر خير

      دكتور محاولة الترويج لساسة امريكيون او سياسة امريكا يفقد الانسان مصداقيته.
      لاننا منذ طفولتنا ومن كان قبلنا لم نرى امريكا فعلت خيرا لشعب والسلام

    • sabah.fardan | 2:03 ص

      كان هناك لجنة لتقصي الحقائق و تقرير البرفيسور بسيوني و كلام السفير الامريكي ووجهة نظر مستر اوباما و لكن كلها كانت بدون هدف او نتيجة ايجابية

       كان يعتقد بسيوني أن هدف اللجنة هو (معرفة حقيقة ما حدث في الأحداث التي وقعت في مطلع 2011) ويعتقد بسيوني أن (الحوار الوطني مُهم جداً لإيجاد حلول للمشاكل السياسية في البحرين وهو الحل الأمثل والمخرج الوحيد من الحالة الراهنة ولا بد أن يُبدي كل طرف (حُسن النية ) ويقدم المقترحات والحلول التي قد يراها مناسبة لحل الأزمة بدون شروط أو قيود سابقة تعوق الحوار)دكتور منصور لقد فشل الحوار و فشلت اللجان و اللقاءات الصحفية.

    • زائر 8 | 1:46 ص

      المكابرة التي ضيعت مكاسب كثيرة

      اتذكر مقالاتك السابقة ولقد كنت ناصحا للمعارضة في مواقف عديدة ومحذرا من الوصول الى مرحلة الرمال المتحركة والتي تبتلع من يحاول التحرك سريعا فيها ولا يستجيب للمواقف المعتدلة ويعرف حجم ضعفة وقوته

    • زائر 6 | 1:03 ص

      شكرا دكتور مقال جريء وصريح لن يعفيك من الانتقاد

      طالما اتحفنا دكتور منصور بحرئته وصراحته ونظرته الثاقبة في تحليل الوضع , اتمنا من الدكتور وباقي المثقفين والغيوريين على مصلحة البلد تحريك المياه الراكدة .

    • زائر 5 | 12:52 ص

      قوله زور

      كلام السفير الامريكي السابق لا يستحق الدراسة لانه ليس دقيق ..
      علي الأسود: : حديث السفير الأمريكي السابق قريب من وجهة نظر السلطة، فقد ظهر للعيان عجز الدوائر الغربية على تغيير واقع الإستفراد بالسلطة وبدأ لوم المعارضة!
      سيد جميل كاظم:
      - السفير نيومان لم يرى للسلطة أي أخطاء ولم تفشل بالمطلق في أي خطوة أتخذتها تجاه المعارضة لانها فوق الاخطاء في نظره!!
      - السفير نيومان يتصور إن مكمن الخطأ الذي أرتكبته المعارضة عدم مشاركتها في برلمان محدود الصالحية لا حول له ولاقوة .

    • زائر 7 زائر 5 | 1:44 ص

      .

      والاغرب من ذلك تغليب رأي المستعمر و تفخيمه وتنميقه وإظهاره مظهر الثعلب برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين يمشى في الأرض يهدى ويسب الماكرين
      و يقول الحمد لله إله العالمين يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبين وازهدوا فإن العيش عيش الزاهدين و اطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا
      فأتى الديك رسولا من إمام الناسكين عرض الأمر عليه و هو يرجوا أن يلينا

    • زائر 4 | 12:27 ص

      أي سعة صدر يا دكتور

      صحيح ان نيومان لم يعد في منصبه ، ولكنه ممكن ان يشترى لشغل العلاقات العامة ، وهو اقرب للسلطة منه الى المعارضة ، هو لم ينتقد النظام بحجم ما انتقد المعارضة وبنفس اللغة التي يستخدمها النظام!!

    • زائر 2 | 10:54 م

      ملكة الصحافة

      نبارك لكم على الشكل الجديد لملكة الصحافة المحلية صحيفة الوسط بثوبها البديع الأنيق حيث ثبت للجميع ان صحيفة الوسط هي الصحيفة المفضلة لكل قراء مملكة البحرين والخلبج العربي وشكرا لراس الهرم الدكتور منصور الجمري وكل العاملين بها بلا استثناء على جهودهم

    • زائر 1 | 10:48 م

      الأثني على نفس النهج

      السطلة والمعارضة لا تريدان شخصا ما أيا كان أن ينتقد عملهما كل شخص ينتقد أو يقدم مقترحا فيها من الوسطية يقابل بالرفض وكأن المعارضة والحكومة متفقتان على رفض أي مبادرة ، وإبقاء الوضع على ما هو عليه، هل سمعت عن أن الحكومة قبلت بمقترح من شخص سواء من الخارج أو الداخل لحل الأزمة ؟ هل المعارضة مستعدة لسماع أي رأي من أي شخص ينتقد عملها وإن سمعت فهو للأستماع فقط ولكنها لا تنفذ؟ إدعاء الديمقراطية وحرية الرأي من الطرفين يكون فقط في الصحف أما في الواقع فلا ، واستمرار الأزمة خير دليل على ذلك.

اقرأ ايضاً