العدد 4860 - الأحد 27 ديسمبر 2015م الموافق 16 ربيع الاول 1437هـ

مدربون في مؤتمر دبي: نجاح المنتخب يتوقف على كيفية التعامل مع كبار النجوم

أجمع عدد من أبرز مدربي المنتخبات الأوروبية على أن نجاح أي منتخب كرة قدم يتوقف على كيفية تعامل المدير الفني مع النجوم الكبار مشددين على أهمية وجود اللاعب القائد لينقل أفكار المدرب ويحقق الانضباط بين اللاعبين داخل المستطيل الأخضر.
واتفق المدربون اليوم الاثنين (28 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، خلال مؤتمر دبي الرياضي الدولي العاشر، على أهمية تطبيق نظام غذائي دقيق وصارم من أجل بناء لاعبين أقوياء، ووجود جهاز طبي مؤهل يكون قادرا على التعامل مع إصابات اللاعبين وتجهيزهم من أجل اللحاق بالتزامات الفريق ، مطالبين بالحذر الشديد إزاء منح العقاقير المسكنة للآلام للاعبين".
وتحدث المدرب الإيطالي فابيو كابيللو عن الاختلاف الكبير بين تدريب الأندية والمنتخبات من حيث بناء الفريق والتعامل مع اللاعبين ورسم الاستراتيجيات إضافة إلى الاختلاف الواضح في تعامل الجمهور والإعلام.
وأشار كابيللو إلى أن عقلية النجاح متوفرة في الأندية التي تسعى دائما لتحقيق الفوز بالاعتماد على جلب اللاعبين والمدربين المميزين من مختلف أنحاء العالم والسعي لبناء الفرق من أجل تحقيق البطولات، بينما يعتمد العمل في المنتخبات الوطنية بشكل كبير على عملية غرس الشعور الوطني مؤكدا صعوبة البناء في المنتخبات لأن اللاعب لا يكون متواجدا باستمرار مع المدرب.
وتطرق كابيللو للحديث عن كيفية تعامل المدرب مع النجوم الكبار عندما يلتحقون بالمنتخبات الوطنية، مشددا على أهمية فهم شخصية النجم وتفكيره لأن بعض النجوم خاصة من يتعدون سن الثلاثين ويتمتعون بزخم إعلامي كبير يمكن أن تكون لديهم شخصية أقوى من المدرب.
وأضاف "على المدرب أن يتعامل مع الموقف، على رغم أنه يكون تحت ضغط كبير، يجب فهم سمات النجوم وسلوكهم، ومن المهم أن تلعب على شخصية اللاعب للاستفادة من سماته وتكون لك صلة وثيقة مع اللاعب، حتى تستطيع الاستفادة من خبرته الكبيرة وقدراته العالية دون أن يتسبب لك في مشاكل".
وتحدث المدير الفني للمنتخب البلجيكي مارك ويلموتس عن مسيرته مع منتخب بلاده موضحا أنه عمل مدربا مساعدا لثلاث سنوات قبل توليه مهمة المدير الفني رسميا، وقد اعتمد على بناء الروح الوطنية لدى اللاعبين ووضع كل لاعب في موقعه المناسب والاستفادة من طموح اللاعبين في تحقيق النجاح لأنفسهم وبلادهم.
وتحدث عن الاختلافات الكبيرة بين أفراد المنتخب الذين أتوا من أصول وبلدان متعددة، ويلعبون في دوريات مختلفة، ويتحدثون لغات مختلفة، موضحا أنه عمل على "صهر كل اللاعبين في بوتقة واحدة" والتأكيد على أن ما يجمعهم هو حب بلجيكا والانتماء لها".
وقال ويلموتس: "نحرص على متابعة اللاعبين في أنديتهم ونرصد أداءهم ونتعرف على طريقة تفكير مدربي الأندية التي يلعبون لها، لنتمكن من وضعهم في مراكزهم الصحيحة، ونركز جهدنا على تطوير جوانب الأداء الجماعي ومدهم بالقوة الذهنية التي تساعدهم على الأداء الجيد مع المنتخب".
وأضاف "في المنتخبات الوطنية يجب التركيز على الفريق ككل، وعلى كل لاعب وصفاته وماذا يمكن أن يقدم للفريق، ويجب علينا السعي لاكتشاف من يملكون صفات القيادة، والنظر إلى اللاعب لمعرفة هل يمكن أن يكون قائدا، على سبيل المثال في غرفة تبديل الملابس نرى أشياء كثيرة يمكن أن تساعدنا في فهم شخصية اللاعب أكثر، لابد من بناء شخصيات اللاعبين وإعطائهم الثقة ليقدموا أفضل ما لديهم".
وأوضح مدرب المنتخب الإيطالي الأول لكرة القدم أنطونيو كونتي أنه بدأ حياته محاضرا في نادي لكرة القدم ثم لعب 13 عاماً وتدرج حتى أصبح قائدا لفريق يوفنتوس الإيطالي، كما شارك في كأس العالم وهو ما أكسبه خبرة كبيرة وجعله يفكر في التحول لعالم التدريب ليتمكن من البقاء في عالم الكرة.
وتحدث كونتي عن مسيرته التدريبية قائلا إنه بدأ من دوري الدرجة الثانية في إيطاليا ثم سيينا وبعدها انتقل للعمل في يوفنتوس، وقد وجد عقلية نجاح مميزة في يوفنتوس وإلى جانبها عدة مشاكل وتحديات نجح في التغلب عليها بالعمل الجاد والمثابرة.
واعتبر كونتي أن فرصة تدريب المنتخب منحته إمكانية العمل والتركيز على الفريق ككل والعمل الجماعي، مبينا أن المدرب الجيد يمكن أن يعزز الصفات الإيجابية في اللاعبين، ولا يعتمد على شخصيته فقط بل يجب أن يحقق النتائج عن طريق نواحي تقنية اعتمادا على لاعبيه.
وقال: "المدرب الناجح عليه أن يصنع الفريق لأن الأهم في تدريب المنتخبات هو عنصر الجماعية، ومثالا لذلك المجر واليونان اللتان اعتمدتا على الجماعية وتمكنتا من تحقيق إنجازات جيدة على رغم عدم وجود نجوم كبار ومعروفين. في المنتخبات لا تكون لديك فرصة كافية لجمع اللاعبين وتشكيل فريق قوي، بسبب ضيق الوقت ولذلك يكون التركيز على الجماعية والاعتماد على جاهزية اللاعبين من الأندية".
وأضاف "وجود اللاعب القائد مهم في الفريق، القائد يمكن أن ينقل أفكار المدرب والانضباط إلى اللاعبين على أرضية الميدان، والأمر متعلق بالسلوك والسمات الشخصية، لابد للاعبين من احترام المدرب وقراراته. أنا كمدرب أفضل التعامل مع كل اللاعبين كبار وصغار وفق رؤية واضحة وثابتة".
ونادي أيضا بالحذر في التعامل مع العقاقير التي يتم استخدامها في بعض الأحيان لتخفيف حدة ألم الإصابات، مشددا على عدم مشاركة أي لاعب يعاني من إصابة ومشيرا إلى أهمية توفر مصداقية بين المدرب والطبيب والتعاون بين أفراد الجهازين الفني والطبي.
وأكد كونتي على أهمية إجراء البحوث والدراسات لتجنب الإصابات مشيرا إلى أن جلسات التدريب تسهم في إراحة عضلات اللاعبين وهو أمر لم يكن موجودا في السابق، مضيفا أن تثقيف اللاعبين حول الغذاء والصحة مهم لأنه يؤثر على أدائهم بصورة مباشرة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً