العدد 4862 - الثلثاء 29 ديسمبر 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1437هـ

هل “يُطيل” هرمون النمو الأطفال قصيري القامة؟

تختلف الأسباب التي ينتج عنها حالة "قصر القامة" لدى الأطفال من طفل لآخر، فهناك حالات متعددة منها وراثية وأخرى مرضية ومنها ما هو متعلق بسوء التغذية أو تأخر مرحلة البلوغ، وعلى أية حال، فإنه ليس من المفيد إظهار حالة الشفقة والأسى من جانب الأمهات والآباء الذين يحزنون لما يتعرض له طفلهما من سخرية طفولية من قبل أنداده، فتشخيص الحالة وتقييم مدى إمكانية علاجها هو الصحيح.

ويفرق رئيس مركز الشرف التخصصي للعظام والعمود الفقري الدكتور يوسف الشرف بين اعتبار قصر القامة لدى الطفل مشكلة طبية مرتبطة بتأخر نموه، وبين كونها حالة طبيعية جداً فالكثير من الناس في الدنيا قصار القامة! ويعتقد أن في حالة تأخر النمو فإنه لابد من تشخيص الحالة وفحصها والتعرف على الأسباب وعلاجها، ولكن هذا لا يعني أنها مشكلة كبيرة تستلزم التأثير السلبي على حياة الوالدين والطفل، فالفروقات الشخصية بين البشر أمر مرتبط بخلق الخالق.

وراثة وأسباب أخرى

وحول سؤال يتعلق بحالات قصر القامة لدى الأطفال في المجتمع البحريني وما هي أكثر مسبباتها، يجيب الدكتور الشرف بالقول إن هذه الأسباب مشتركة بين كل البشر، مع الاعتبار لوجود أجناس بشرية هي في الأصل قصيرة القامة، غير أن هناك شرحاً موجزاً في هذا المجال للأسباب ومنها أن يكون العامل الوراثي هو المسيطر... أي أن يكون الأب أو الأم قصار القامة وقد ينمو الطفل بشكل طبيعي دون أية مشاكل تُذكر لكن طوله يتوقف على اعتبار أنه بلغ المستوى النهائي لنمو العظام في مرحلة عمرية معينة، وهناك أسباب أخرى لكنها تنحصر في المجتمعات التي تعاني من الفقر وسوء التغذية فالأطفال هناك يعانون من عدم توافر الغذاء الكامل وبالتالي لا تنمو أجسامهم وعظامهم بشكل طبيعي، ومن الواضح جداً أن حالات تأخر مرحلة البلوغ تؤثر هي الأخرى على طول الطفل، أضف إلى ذلك أن الكثير من الأبحاث أرجعت الأسباب إلى نقص في هرمون النمو ولربما رجع السبب إلى خلل في الكروموسومات.

فحوصات القياس واكتشاف الخلل

ويطمئن د.الشرف الآباء والأمهات بأنه حتى الأطفال الذين تكون أسباب قصر قاماتهم نتيجة عوامل طبية أو هرمونية فإن المجال للعلاج متاح، لكن من المهم متابعة معدل نمو الطفل وعلامات البلوغ سواء للذكور أم للإناث، وفي مقدور الأطباء المتخصصين القيام باللازم من خلال فحوصات للقياس واكتشاف خلل الهرمونات وتحديدًا تشخيص عمل الغدة الدرقية أو النخامية، علاوةً على إجراء فحوص الدم والتشخيص الجيني للكروموسومات، فالطب متقدم جداً في هذا المجال، ولدينا في مملكة البحرين ودول الخليج العربي أطباء استشاريون أكفاء متميزون في مجال عملهم، أما عن العلاج، فوفقًا لتشخيص الحالة، يتم وضع برنامج علاجي ومنه استخدام هرمون النمو لعلاج حالات الخلل في إنتاج الغدة الدرقية، وفي كثير من الحالات المرضية، فإن العلاج يؤتي نتائج مثمرة.

العدد 4862 - الثلثاء 29 ديسمبر 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً