العدد 4865 - الجمعة 01 يناير 2016م الموافق 21 ربيع الاول 1437هـ

ترديد الكلام لدى أطفال اضطراب طيف التوحد... ما هو وكيف نعالجه؟

إبراهيم شكور

اخصائي النطق واللغة، مركز دانه للتربية الخاصة

يُعدُّ التواصل من المشكلات الرئيسية التي يعاني منها الأطفال ذوو اضطراب طيف التوحد، فالتواصل يؤثر على التفاعل والتبادل الاجتماعي وكذلك على التعلم وبالتالي قدرة الطفل على التكيف، فالأطفال ذوو اضطراب طيف التوحد يفتقدون القدرة على استخدام أشكال التواصل بطريقة صحيحة وسليمة، وبعضهم قد لا يتعلمون الكلام أبداً، كما أن هناك الكثير من الأطفال التوحديين يكررون أو يرددون الكلمات والعبارات التي يسمعونها، سواء بالفترة نفسها وهذا ما يسمى «Echolalia» بالايكولاليا الفورية أو يكررون بعد فترة زمنية من سماعهم الكلام وهي الايكولاليا المؤجلة، ولابد لنا من التنويه بأن ترديد الكلام طبيعي ضمن السنوات الثلاث الأولى والمشكلة تبدأ بعد هذا العمر.

فقد نسمعه ينشد أغاني «Echolalia»، أو تسأله ما اسمك فيردد ما اسمك وهكذا. فلماذا يلجأ الطفل التوحدي إلى الترديد؟ من أكثر التفسيرات المنطقية للترديد اللفظي هو أنهم يعتبرون المصاداة اللفظية وسيلة للبدء أو للحفاظ على التواصل الاجتماعي، أو وسيلة لطلب شيء ما، أو الرفض، والاحتجاج على موقف ما، وقد تكون استراتيجية لتوفير الوقت اللازم لمعالجة الكلمات التي سمعها واعطائها معنى، وذلك بسبب اضطراب المعالجة السمعية المركزية لديهم (وهي وحدة تحليل المعلومات السمعية وترجمتها في الدماغ) أو كاستراتيجية اكتساب اللغة.

وإليكم بعض النصائح والحلول للتقليل من المصاداة اللفظية سواء الفورية أو المؤجلة:

- اتباع أوامر من مستوى خطوة واحدة ومن ثم خطوتين وثلاث وهكذا بحسب قدرة الطفل.

- طرح عدة أسئلة على الشيء نفسه مثل: ما هذه؟ تفاحة، ما لونها؟ أحمر مع ترك فاصل زمني قصير بين السؤال والإجابة.

- طرح السؤال بنغمة أقل من الإجابة أي نطرح السؤال بصوت منخفض ونصمت قليلاً ثم نعطي الطفل الإجابة بصوت أعلى ونركز على ترديد الإجابة وليس السؤال.

- عندما يردد طفلكِ أناشيدَ أو آياتٍ من القرآن الكريم لا توقفيه بل قومي بقول مقطع وانتظريه ليغني المقطع الأخر وهكذا تدخلين حلقة التواصل معه.

- تحديد مجموعة أسئلة تتطلب الإجابة بنعم أو لا ودربيه عليها ومن ثم انتقلي إلى الأسئلة التي تتطلب الاختيار من بين شيء، وأخيراً الاسئلة التي تتطلب الاجابة الطويلة مثل: لماذا، كيف، أين، من؟... الخ.

- فتح باب الحوار بينك وبين طفلك من خلال وصف صورة معينة تحتوي ألواناً وأفعالاً... الخ وطرح اسئلة عليها.

- تدريب الطفل على مفهوم وكيفية تبادل الأدوار، سواء باللعب أو الكلام.

- تنبيه الطفل دائماً بعدم ترديد الكلام وذكريه بالإجابة الصحيحة والمناسبة للسؤال.

- أكثري من سؤال طفلك عن الأحداث اليومية في المدرسة أو الصف.

- استخدمي طريقة الاستجابة الحرفية مثلاً: طلب منك أن يشرب الماء وقال: تريد ماء؟ اجيبي أنا لا اريد ماء شكراً... وبعدها قولي له نعم قصدت أنك أنت من تريد الماء قل لي أريد ماء؟ وأعطيه.

- ابدئي بتدريب طفلك دائماً على المفردات والأشياء المألوفة لديه.

وأخيراً لابد لنا من الفخر بأبنائنا والتحلي بالصبر ودعمهم بكل الجوانب النفسية والاجتماعية والمعرفية ولا عيب في اللجوء للمراكز المتخصصة لاختصار الوقت والجهد لتطوير طفلك، دائماً استشيروا أهل الاختصاص كأخصائيي النطق واللغة والتربية الخاصة.

إقرأ أيضا لـ "إبراهيم شكور"

العدد 4865 - الجمعة 01 يناير 2016م الموافق 21 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً