العدد 4866 - السبت 02 يناير 2016م الموافق 22 ربيع الاول 1437هـ

مفوضية اللاجئين: ارتفاع النزوح القسري في النصف الأول من 2015

الوسط - المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

حذرت مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة في تقرير جديد صدر اليوم الأحد (3 يناير/ كانون الثاني 2016) من أنه، مع عبور ما يقارب المليون شخص البحر الأبيض المتوسط كلاجئين ومهاجرين حتى الآن هذا العام، ومع استمرار الصراعات في سورية وفي أماكن أخرى في توليد مستويات غير مسبوقة من المعاناة البشرية، يُرجح أن يسجل النزوح القسري حول العالم في العام 2015 رقماً يتخطى كل الأرقام القياسية المسجلة سابقاً.

وفي التقرير الصادر عن المفوضية بعنوان "الاتجاهات نصف السنوية لعام 2015"، والذي يغطي الفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني 2015 حتى نهاية يونيو/حزيران 2015، والذي يتناول النزوح الناجم عن النزاعات والاضطهاد حول العالم، تظهر مؤشرات تنذر بالخطر لفئات ثلاثة من التهجير وهي اللاجئون وطالبو اللجوء والأشخاص الذين أجبروا على الفرار داخل بلدانهم.

واعتباراً من منتصف العام 2015 ، تجاوز مجموع اللاجئين في العالم، الذي كان يبلغ قبل عام واحد 19.5 مليون شخص، عتبة الـ20 مليون (20.2 مليون) للمرة الأولى منذ العام 1992. وارتفع في المقابل عدد طلبات اللجوء بنسبة 78 في المئة (993600) مقارنةً بالفترة نفسها من العام 2014. أما أعداد النازحين داخلياً، فقفزت بنحو 2 مليون شخص لتصل إلى ما يقرب الـ 34 مليون شخص.

ومع الأخذ بعين الاعتبار بأن التقرير يشمل فقط النازحين داخلياً الذين تعنى المفوضية بحمايتهم (المجموع الكلي الذي يشمل الأشخاص داخل وخارج رعاية المفوضية متوفر في تقرير منتصف العام 2016)، يُرجح أن يكون العام 2015 العام الذي تتجاوز فيه أعداد المهجرين قسراً في العالم الـ 60 مليون للمرة الأولى- أي أن شخصاً واحداً من أصل كل 122 شخصاً أًجبر على الفرار من منزله.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، "للنزوح القسري أثر عميق علينا في الوقت الراهن. فهو يمس حياة الملايين من البشر الذين أجبروا على الفرار والذين يوفرون المأوى والحماية لهؤلاء على حد سواء. إن الحاجة الآن للتسامح والتعاطف والتضامن مع الأشخاص الذين خسروا كل شيء هي أكبر من أي وقت مضى".

وبالإضافة إلى أهم الأرقام الواردة في التقرير، يبين هذا الأخير تراجع المؤشرات في عدة مجالات رئيسية. فقد وصلت معدلات العودة الطوعية، وهي مقياس يشير لعدد اللاجئين القادرين على العودة بسلام إلى الوطن ومقياس لحالة الصراع حول العالم، إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاثة عقود (ما يقدر بـ84000 شخص مقارنة بـ170000 في الفترة نفسها من العام الماضي). نتيجة لذلك، إذا أصبحت لاجئاً اليوم، فإن فرص عودتك إلى الوطن ستكون أقل مما كانت عليه في أي وقت منذ أكثر من 30 عاماً.

وارتفعت أعداد اللاجئين الجدد أيضاً بشكل حاد وبلغت نحو 839000 شخص خلال ستة أشهر فقط، أي أن 4600 شخص كمعدل يُجبرون على الفرار من بلادهم كل يوم. ولا تزال الحرب في سورية المولد الأكبر للاجئين الجدد والمسبب الأهم للنزوح الداخلي والخارجي الجماعي والمستمر حول العالم.

ومع ذلك، يشير التقرير إلى أنه، حتى مع استثناء الحرب السورية من الحسابات، يبقى الاتجاه الأساسي هو ارتفاع مستوى النزوح عالمياً. ومن نتائج تزايد عدد اللاجئين العالقين خارج بلدانهم، ارتفاع الضغوط على البلدان المضيفة أيضاً وهو أمر يمكن أن يضاعف الاستياء والتحريض على تسييس اللاجئين في حال عدم معالجته.

وعلى الرغم من هذه المخاطر، تميز النصف الأول من العام 2015 أيضاً بسخاء غيرعادي: فبالنسبة للاجئين المشمولين تحت ولاية المفوضية (الفلسطينيون يتبعون لولاية منظمة الأونروا الشقيقة)، تشكل تركيا أكبر بلد مضيف في العالم على الإطلاق إذ وصل عدد اللاجئين على أراضيها إلى 1840000 شخص حتى 30 يونيو الماضي. أما لبنان فيستضيف عدداً من اللاجئين أكبر من أي بلد آخر، مقارنة بحجم سكانه، حيث يبلغ عدد اللاجئين فيه 209 من بين 1000 نسمة. وتتحمل إثيوبيا العبء الأكبر مقارنة بحجم اقتصادها مع وجود 469 لاجئاً لكل دولار من الناتج المحلي الإجمالي. وبشكل عام، لا تزال الدول الواقعة مباشرةً على حدود مناطق الصراع، ومنها الكثير من الدول النامية، تتحمل الحصة الأكبر من المسئولية العالمية إزاء استضافة اللاجئين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً