العدد 4868 - الإثنين 04 يناير 2016م الموافق 24 ربيع الاول 1437هـ

أتمنى أن يخالف محرز توقعاتي

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

يتألق اللاعبون العرب بين فترة وأخرى في الملاعب الأوروبية، وينطلقون بداية بسرعة الصاروخ، ثم ما يلبثون أن يتواروا بعيدا عن الأنظار، في ظل سلسلة مشاكل خارج وداخل الملعب، تؤثر على عطائهم وتدفعهم للتراجع السريع.

اللاعب العربي في أوروبا مشكلته الدائمة أنه غير قادر على الحفاظ على مستواه الفني، وسريعا ما تتسلل له آفة الغرور مع أول تألق، كما تخطفه الأضواء فيقع فريسة سهلة للمؤثرات.

المشكلة ثقافية بالأساس، فغياب ثقافة الاحتراف الحقيقي تجعل من اللاعب العربي غير معول عليه عالميا، فهو يمكن ان يكون نجما لا يشق له غبار، ويمكن ان ينتهي كل ذلك في لحظات.

كثيرون من اللاعبين العرب الذين غزوا الملاعب الأوروبية وقدموا مستويات راقية وتصدر بعضهم ترتيب الهدافين في دوريات عالمية، ولكنهم اختفوا دون سابق انذار، وباتوا يتصدرون وسائل الإعلام ليس في التألق داخل الملعب وإنما باختلاق المشاكل خارجه.

النجم العربي الأبرز حاليا في أوروبا هو لاعب فريق ليستر سيتي الإنجليزيي، اللاعب الجزائري رياض محرز، والذي شكل ثنائيا خطيرا مع الإنجليزي فاردي، مكنا من خلاله ليستر من تصدر الدوري الإنجليزي لفترة طويلة.

محرز الذي كان مثار حديث العالم خلال الفترة الأخيرة بأدائه الراقي ومهاراته العالية وقدرته الفريدة على صناعة الأهداف، شهدت مستوياته الفنية تراجعا تدريجيا في الأسابيع الأخيرة، وصولا إلى اهداره ركلة جزاء في آخر مباراة لفريقه.

استشعرت في أدائه ميلا للعب الاستعراضي، وهو أحد علامات الغرور المهلك بالنسبة لأي لاعب يتطلع للبقاء في النجومية.

اللاعبون العرب غير قادرين على الاستمرار بالعطاء نفسه، والأمثلة كثيرة في هذا السياق، على عكس اللاعبين العالميين الآخرين من أوروبا وأميركا الذين يقدمون العطاء نفسه لسنوات طويلة.

أفضل لاعب في العالم حاليا والأسطورة الحية الأرجنتيني ليونيل ميسي، على رغم كل إنجازاته وكراته الذهبية، نشاهده يلعب جميع المباريات التي يشارك فيها بغض النظر عن أهميتها، بالجدية نفسها، بعيدا عن أي غرور أو استعراض.

اللاعبون في أوروبا يقدمون العطاء نفسه لسنوات؛ لكونهم يمتلكون الثقافة التي تخولهم الحفاظ على أنفسهم لأطول فترة ممكنة.

ما أتمناه أن يخالف محرز توقعاتي، ويكون لاعبا عربيا من صنف فريد يستمر بالعطاء نفسه وبالمستويات الراقية نفسها، سواء لعب مع ليستر سيتي أو انتقل لأي فريق عالمي آخر مهما علا شأنه.

محرز يمتلك من المهارات والقدرات الكثير، وإذا ما نجح في الحفاظ على نفسه فإنه قادر على التحول إلى لاعب عالمي، يكون خير سفير لكرة القدم العربية، فهل ينجح فيما أخفق فيه الآخرون، أم يسير على النهج نفسه بحسب ما أتوقع؟.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4868 - الإثنين 04 يناير 2016م الموافق 24 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:40 م

      مقالك فيه نظر ..فهلا ضربت لنا مثلا على اللاعبين العرب الذين برزوا ثم اخفقوا واصبحوا اصحاب مشاكل وفضايح ؟ ثم الا تلاحظ أن كثيرا من اللا عبين البارزين هم من الشمال الافريقي وبخاصة جزائريين مثل سليماني وغلام ومحرز - دون الالتفات الى نجم بورتو براهيمي ..اظن ان قياس تراجع مستوى لا عب معين لا يقاس باضاعة ركلة جزاء او عدم التهديف في مبارتين ولكن يقاس بمدى تأثيره على المستطيل الأخضر وما نراه بعد مباراة بورنموث ان الاعلام العالمي يشيد بمحرز ويتوقع له المزيد من النجاحات وتعاقدته مع شركة اعلانية دليل

اقرأ ايضاً