العدد 4878 - الخميس 14 يناير 2016م الموافق 04 ربيع الثاني 1437هـ

ضغط الأذن الوسطى

نبيل حسن تمام comments [at] alwasatnews.com

طبيب بحريني

تشريحيّاً تتكون الأذن من ثلاثة أجزاء، وهي: الأذن الخارجية والأذن الوسطى والأذن الداخلية، وتتكون الأذن الوسطى أيضًا من ثلاثة أجزاء وهي: غرفة الأذن وعظمة الأذن وقناة إستاكيوس. قناة إستاكيوس عبارة عن إنبوب ضيق يبلغ طولها 36 مليمترًا وتوصل غرفة الأذن الوسطى بتجويف الأنف الخلفي، وهي مغلقة في جميع الأوقات بواسطة صمام، ووظيفتها الرئيسية هي تهوية الأذن.

يختلف التركيب التشريحي لقناة إستاكيوس عند الأطفال في العقد الأول من الحياة حيث تكون قصيرة في طولها وواسعة في محيطها وفي وضع أفقي، حيث يتغير التركيب التشريحي لها في بداية العقد الثاني وخاصة مع البلوغ إذ تكون طويلة وضيقة وفي وضع مائل نتيجة نمو الوجه والفكين، وهذا الاختلاف يفسر لنا شيوع مشاكل والتهابات الأذن الوسطى لدى الأطفال عنه في الكبار.

تحتوي الأذن الوسطى على هواء إلى جانب بعض الأعصاب وعظيمات الأذن والعضلات والأربطة التي تحرك تلك العظيمات، حيث تلعب قناة إستاكيوس دوراً مهمّاً جداًّ في تهوية الأذن الوسطى لمعادلة ضغط الهواء في الأذن مع ضغط الهواء الخارجي، وذلك يحدث عن طريق البلع أو المضغ أو التثاؤب.

كلنا نعرف التغير في ضغط الهواء الخارجي في حالة الطيران «حيث ينخفض الضغط» وفي حالة الغوص تحت سطح الماء «حيث يزداد الضغط»، وهنا فسيولوجيّاً تجب معادلة الضغط داخل الأذن الوسطى بما يحدث خارج الأذن، حيث يكون الفاصل بينهما هو غشاء طبلة الأذن، وتلعب قناة إستاكيوس هذا الدور المهم جدّاً.

تحدث اضطرابات قناة إستاكيوس بشكل فسيولوجي لدى حديثي الولادة والأطفال في عقدهم الأول، وتحدث بشكل مرضي في حالات حساسية الأنف ونزلات البرد الحادة والإنفلونزا، وفي حالة التهابات الأذن الحادة الفيروسية والبكتيرية وفي حالات الاسترجاع المريئي، وتضخم لحمية الأطفال التي توجد في التجويف خلف الأنف ما قد يؤدي إلى انسداد القناة، وحدوث بعض العيوب الخلقية في الوجه والفكين مثل متلازمة داون أو شق الشفة وسقف الحلق لأنه يؤدي إلى خلل في عمل العضلة التي تفتح قناة إستاكيوس.

نستطيع قياس ضغط الأذن الوسطى بواسطة جهاز خاص لهذه الوظيفة لجميع الأعمار منذ اليوم الأول للطفل ولا يسبب أي ألم بتاتا ويستغرق أقل من دقيقة واحدة لكل أذن ويعطي نتائج مهمة عن نوعية ضغط الأذن الوسطى ويبين لنا ما إذا يوجد ماء خلف طبلة الأذن أم لا.

حل مشاكل اضطرابات قناة إستاكيوس الذي عند حدوثه قد يؤدي إلى الشعور بطمم في الأذن وقد يكون هناك ألم شديد أو نقص في السمع مؤقتا أو الإحساس بالدوار. وعادة يكون العلاج الطبي ذا فعالية مثل مضادات الحساسية أو بخاخات الأنف لإزالة الاحتقان حول فتحة القناة أو بخاخات الكورتيزون الموضعي. وفي حالات نادرة قد نحتاج إلى الحلول الجراحية البسيطة وهي وضع إنبوب تهوية في طبلة الأذن التي يمكن عملها تحت البنج الموضعي في الكبار أو البنج الكلي للصغار، ولكن كلها تعتبر عمليات بسيطة وتكون في الإقامة القصيرة.

يوجد نوعان من أنابيب تهوية الأذن الوسطى، نوع قصير المدى ويكون مؤقتا لفترة تتراوح بين 6 و12 شهراً وهذا هو النوع الشائع، ونوع طويل المدى ويكون لعدة سنوات ويستخدم نادرًا في بعض الحالات المعقدة والمزمنة. ويلعب هذا الأنبوب دور تهوية الأذن الوسطى كبديل عن قناة إستاكيوس المضطربة، ويتم طردها من طبلة الأذن تلقائيًّا من دون الشعور بأي ألم، إذ تتم مراقبتها من قبل الأطباء طوال تلك الفترة.

إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"

العدد 4878 - الخميس 14 يناير 2016م الموافق 04 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:12 م

      يعطيك العافية دكتور

      المقال دليل مهم على ضرورة الفحص الدوري للأذن لأنه مشاكل الأذن ممكن تؤدي الى عدم السمع في نهاية المطاف ولكن ممكن تلافي المشكلة بالفحص

اقرأ ايضاً