العدد 4879 - الجمعة 15 يناير 2016م الموافق 05 ربيع الثاني 1437هـ

الخليج قبل «سايكس بيكو» بثلاث سنوات

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

العام 2016 يمثل مرور 100 عام على اتفاقية «سايكس بيكو» بين بريطانيا وفرنسا (في 1916) - اللتين اقتسمتا أراضي الدولة العثمانية في منطقة الهلال الخصيب (سورية ولبنان وفلسطين والعراق والأردن) - وكانت سرّيّة، ولكن روسيا كشفتها بعد انتصار الثورة البلشفية في 1917.

بريطانيا رفضت أن تشمل الاتفاقية المذكورة منطقة الخليج العربي؛ وذلك لأنها كانت قد حسمت الأمر مع الدولة العثمانية قبل ذلك بثلاث سنوات. ففي 26 يوليو/ تموز 1913، وقّعت الحكومة البريطانية مع الباب العالي العثماني اتفاقية لتحديد حدود الولايات العثمانية في منطقة الخليج، فيما يتعلق بعدة مناطق، بما في ذلك الكويت وقطر والبحرين وشط العرب. تلك الاتفاقية ثبّتت حدود ووضع المناطق التي شملتها.

كانت الحكومة البريطانية تعتبر منطقة الخليج الحدود الغربية للهند، ولذلك كانت الإدارة البريطانية في الخليج (من خلال المقيم والوكلاء) ترتبط بالإدارة البريطانية في الهند.

بعد تلك الاتفاقية، بدأت بريطانيا تتحرك بصورة منفردة في العديد من القضايا الخاصة بالخليج، ومنعت أي قوة أوروبية أو غير أوروبية، من منافستها. فقد منعت، مثلاً، الدولة العثمانية من التمديد المقترح (بالتعاون مع ألمانيا آنذاك) لخط السكك الحديد من تركيا إلى الكويت.

كما أن بريطانيا أصدرت مرسوماً ملكياً في 15 أغسطس/ آب 1913 عن البحرين، تحت اسم Bahrain Order-in-Council، وشرعت في تنظيم ممارسة السلطات القضائية البريطانية على الأجانب في البحرين، واختيار نصف أعضاء «مجلس العرف» (المؤسسة التي كانت تجمع تجار المنامة قبل إنشاء الغرفة وذلك من أجل فض النزاعات)، والاشتراك في تعيين قضاة «محكمة السالفة» المتخصصة في فض النزاعات فيما يتعلق بصناعة اللؤلؤ، إضافة إلى العديد من الصلاحيات في مجالات متعددة.

آنذاك، لم تكن بريطانيا قد التفتت إلى أن الخليج (والجزيرة العربية لاحقاً) كانت تحتوي على النفط، وكان الاعتقاد السائد آنذاك أن النفط يتواجد فقط في إيران (والعراق لاحقاً)، ولذلك أسست بريطانيا في العام 1908 شركة النفط الأنجلو-فارسية في أعقاب اكتشاف حقل نفطي كبير في مسجد سليمان بإيران، وهذه الشركة تغير اسمها إلى «بريتيش بتروليوم»، وذلك بعد تأميم النفط الإيراني في عهد مصدق في 1951.

منطقة الخليج كانت آنذاك تمثل لبريطانيا بوابة الأمن للهند، ولذلك فإنّ الترتيبات قبل مئة عام اهتزّت في العقود اللاحقة، بعد اكتشاف النفط في البحرين والخليج... ولكن بعد ذلك كانت الإمبراطورية البريطانية في أواخر سنوات مجدها، وأميركا أصبحت سيدة الموقف في المنطقة، ولاسيما بعد أزمة السويس في 1956.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4879 - الجمعة 15 يناير 2016م الموافق 05 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 8:38 ص

      متفقون على أن لا يتفقوا ؟!!!
      كما تبخر اتفاق سايكس بيكو تبخرت الاتفاقيات الأخرى، لأن العرب لا يتفقون فهم بين الإعماه والضياع والصياعه. فهل للعرب من الحام كلمة فصل؟

    • زائر 5 | 12:43 ص

      هل يمكن للدول الاستعمارية ان تكون امينة على مصالح الشعوب؟
      هل تقبل الدول الاستعمارية ان تصبح بعض البلاد التي يستعمرونها حرّة وصاحبة قرارها السيادي بيد شعبها؟
      هل يوجد بلد استعمرته الدول الغربية ولم يدمّروه ويقتلوا الكثير من شعوب هذه البلدان؟

    • زائر 4 | 12:28 ص

      بريطانيا وسبب دمار الكثير من الشعوب والبلدان. ذلك هو النفس الاستعماري ..للشعوب أي ان بريطانيا ما إن تستعمر بلدا الا وتستحمر أهله وتجعل من اعزة اهله أذلّة وهذه هي حقوقهم الانسانية

    • زائر 3 | 11:38 م

      بريطانا جابت كراتين للخليج حتى تستطيع تمتص خيراته.

    • زائر 2 | 11:03 م

      طيب

      سرد تاريخي بس لو قايل رأيك في تحليل الوضع اليوم
      أحس تبي تقول شي وما تبي تقول دكتور
      هههه يعطيك العافية

    • زائر 1 | 10:43 م

      الدمار الذي أصاب الأمة العربية والإسلامية من وراء الإستعمار ...

      منذ مائة عام و الوطن العربي يئن و ينزف من تدخلات الاستعمار أو دول الشر و الدولة العثمانية كانت من ضمن الدول الشريرة المسيطرة على العالم العربي ما حدث بعد سايكس بيكو ل سوريا و العراق و فلسطين و مصر و المغرب العربي الذي كان يرزح تحت الاستعمار الفرنسي لا يوصف من المؤامرات و الفظائع و استمر الحال ليومنا هذا .. منطقة الخليج كانت مستعمرة بريطانية تابعة للهند لم يلتفت لموقعها الاستراتيجي و تأثيرها على التجارة إلا بعد اكتشاف آبار النفط الذي شفط منذ تلك الأيام مثل ما شفطوا الثروات ..

اقرأ ايضاً