العدد 4880 - السبت 16 يناير 2016م الموافق 06 ربيع الثاني 1437هـ

تجار طهران يشككون في تحسن الأوضاع في مستقبل قريب بعد رفع العقوبات

يرتقب أن يتيح رفع العقوبات المالية والاقتصادية التي فرضت على إيران منذ سنوات طويلة، نهوض الاقتصاد الذي أضعف كثيرا كما وعد الرئيس حسن روحاني، لكن في بازار طهران يرى تجار أنهم لن يحققوا أي أرباح قريبا.

وياتي رفع العقوبات مع دخول الاتفاق النووي الذي ابرم في تموز/يوليو بين طهران والقوى الكبرى حيز التنفيذ السبت.

وهذه العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة منذ 1979 والامم المتحدة عام 2006 والاتحاد الاوروبي في 2007، كان لها عواقب وخيمة على الاقتصاد الايراني واثرت على القدرة الشرائية لدى قسم كبير من المستهلكين.

ولا يزال التضخم عالياً رغم انه تراجع الى 13% مع انتخاب الرئيس حسن روحاني في 2013. وقبل ذلك كان يبلغ اكثر من 40%. والاقتصاد الايراني حالياً في انكماش ولا يحقق اي نمو.

واغلقت متاجر عدة ابوابها في الاشهر الماضية كما اوردت وسائل الاعلام فيما سجلت حركات احتجاج في صفوف موظفين يطالبون برواتبهم. واضطرت الحكومة الى عرض قروض مغرية لتشجيع المستهلكين على شراء سيارات.

وبالتأكيد فإن اقتصاد ايران التي تعد 79 مليون نسمة سيحقق مكاسب كبرى من رفع العقوبات الذي يطالب به الرئيس روحاني منذ اكثر من سنتين.

لكن بالنسبة لمحمد احساني التاجر في بازار طهران فان انفتاح الاقتصاد الايراني بعد الاتفاق مع الغرب يجلب كارثة لان "الأعمال ستتراجع".

ويقول إحساني انه يبيع منتجاته بأسعار زهيدة وربح قليل وانه غير متفائل بالمستقبل.

ويضيف "سيستغرق الامر سنوات، والعديد من الشركات المحلية ستفلس خلال الفترة الانتقالية" قائلا انه يعاني كثيرا من الضرائب السنوية البالغة سبعة الاف دولار في حين انه يبيع يوميا بمئة دولار فقط.

وتعبر مواطنة تبلغ من العمر 37 عاما ايضا عن اعتقادها بان الامور لن تتغير.

وتقول "العقوبات اثرت على المواطنين، لكن رفعها لن يغير الامور. لم تنخفض الاسعار حتى الان".

 

- الشعب يعاني-

ويتوقع ان تؤدي عودة ايران الى النظام المصرفي الدولي "سويفت" الى زيادة في السيولة.

لكن هذا التفاؤل الذي عبرت عنه الوفود الاقتصادية الاجنبية بعد توقيع الاتفاق النووي في تموز/يوليو، لا يقنع ايضا التاجر احسان احمدي في بازار طهران.

ويقول "رفع العقوبات سيفيد فقط الحكومة" مضيفا "لن يترك اثرا كبيرا علينا. ان الشعب هو الذي يعاني من ارتفاع الاسعار التي لن تعود ابدا الى ما كانت عليه".

لكن بعض المهنيين لا يشاطرونه هذا الرأي ويعبرون عن بعض التفاؤل.

وقالت فراناك اصغري مسئولة شركة السياحة "تو ايران" ان رفع العقوبات يعني مجيء الكثير من السياح الاجانب.

واضافت "انه افضل شيء يحصل لإيران منذ 37 عاما" في اشارة الى الثورة الاسلامية عام 1979.

وتابعت "حتى الان، كان لدينا قليل جدا من الاستثمارات الاجنبية. الامر سيستغرق سنوات لكنه سيأتي بفرص كبرى لسوق كبيرة لا تزال غير مستغلة مثل سوقنا".

 

- تفاؤل-

ويمكن لرفع العقوبات تدريجا ان يغير ايضا ذهنية الاجانب تجاه ايران.

وقالت اصغري "حين تخضع دولة ما لعقوبات يرى البعض +انهم (سكانها) ارهابيون+".

لكن رفع العقوبات لن يحل كل المسائل لان على ايران مواجهة مسالة انخفاض اسعار النفط.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر قدمت الحكومة حوالى خمسين مشروعا مرتبطة بالمحروقات ودعت شركات نفط وغاز اجنبية الى استثمار 25 مليار دولار.

ويمكن ان تقوم قطاعات اخرى تسعى للتطوير بالخطوة نفسها وان تقدم عروضا مماثلة على غرار قطاعي الطيران والسياحة.

وقالت ندى موسوي الطالبة البالغة من العمر 24 عاما "نحاول ان نكون ايجابيين. واذا رفعت العقوبات ستتمكن الحكومة من بيع مزيد من النفط وبالتأكيد فان الوضع الاقتصادي سيتحسن".

ويرى الخبير الاقتصادي سعيد لايلاز ان الاتفاق النووي سيقدم للرئيس روحاني الاسس اللازمة لاصلاح اقتصاد يعاني، كما يرى البعض، من "محسوبيات النخب" معربا عن تفاؤل نسبي في هذا الصدد.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً