العدد 4881 - الأحد 17 يناير 2016م الموافق 07 ربيع الثاني 1437هـ

أوباما كسب رهانه السياسي في ملف إيران وخصومه في وضع دفاعي

كسب الرئيس باراك أوباما رهانه السياسي كما يبدو بعد الإفراج المفاجئ عن خمسة أميركيين كانوا مسجونين في إيران تزامناً مع رفع العقوبات عن طهران، ما يضع خصومه الجمهوريين في وضع دفاعي.

وقال أوباما في إعلان من البيت الأبيض مشيداً بنجاح وفعالية النهج الدبلوماسي "اليوم هو يوم جيد جداً". في اليوم نفسه من إعلان السبت تطبيق الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي المبرم في يوليو/ تموز الذي انتقده بشدة خصومه الجمهوريون، استخدم البيت الأبيض ورقة رابحة.

بعد مفاوضات سرية استمرت 14 شهراً بين مسئولين إيرانيين وأميركيين أفرجت إيران السبت عن أربعة أميركيين-إيرانيين مقابل الإفراج عن سبعة إيرانيين ملاحقين في الولايات المتحدة. كما أفرج عن أميركي خامس ماثيو تريفيثيك في إطار اتفاق منفصل.

وقال مسئول أميركي كبير إن تزامن العمليتين مجرد صدفة. وبين الإيرانيين الأربعة المفرج عنهم في إطار عملية التبادل مراسل "الواشنطن بوست" في طهران جيسون رضائيان الذي اعتقل في يوليو 2014 والقس البروتستانتي سعيد عابديني الذي أوقف في سبتمبر/ أيلول 2012.

وكان ملفهم موضوع الجدل المفضل للجمهوريين المعارضين لإستراتيجية الحوار التي ينتهجها أوباما مع إيران.

ولدى إبرام الاتفاق في يوليو بين الدول الكبرى وإيران مقابل رفع العقوبات اتهم أوباما بـ "الاستسلام" والتخلي عن رضائيان والأميركيين الآخرين المسجونين في إيران.

واشترط المحافظ المسيحي تيد كروز المرشح للانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 منذ زمن، الإفراج عن عابديني لإطلاق حوار محتمل مع إيران بين أمور أخرى.

وركز الجمهوريون انتقاداتهم على رفع العقوبات وعودة إيران إلى الاقتصاد العالمي. وفي رأيهم فإن الأموال التي ستتمكن طهران من جمعها بفضل ذلك ستستخدم لتمويل مجموعات مثل حزب الله المدرج على القائمة الأميركية للمجموعات الإرهابية منذ 1995 أو الحوثيين في اليمن.

وتكثفت هجمات الجمهوريين على إستراتيجية أوباما هذا الأسبوع بعد احتجاز الحرس الثوري 10 بحارة أميركيين والإفراج عنهم بعد اقل من 24 ساعة على إثر عرضهم أمام الكاميرات الإيرانية.

وترى الإدارة الأميركية وحلفاؤها أن عملية الإفراج السريعة تثبت بأن الدبلوماسية تأتي بنتائج، تماما كالإفراج بعد أيام عن سجناء أميركيين في إيران.

ورحب أوباما الاحد بـ "التقدم التاريخي المحرز بفضل الدبلوماسية دون المرور بحرب جديدة في الشرق الأوسط". وأضاف أن "التعاون مع إيران بشأن الاتفاق النووي سمح لنا بان نكون في موقع أفضل لمواجهة مشاكل أخرى" مع طهران.

ويرى مستشار الرئيس أوباما، ديفيد اكسرود أن تطورات نهاية الأسبوع "أثبتت أهمية الدبلوماسية وانه لا يتم إعطاؤها حقها". ووجه المرشح عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، مارتن اومالي رسالة إلى خصومه الجمهوريين قائلا إن "الدبلوماسية تهزم سيل القنابل".

ورحب الجمهوريون الذين يشكلون الغالبية في الكونغرس بالإفراج عن السجناء الأميركيين لكنهم دانوا بشدة الأموال الجديدة التي ستجنيها طهران. وقال زعيم الحزب الجمهوري رينس بريبوس في بيان "بالتأكيد نشعر بالارتياح ليتمكن أميركيون سجنوا ظلما من الانضمام إلى أسرهم لكن الاتفاق النووي منح إيران الكثير للحصول على القليل في المقابل".

وتساءل دونالد ترامب الذي يتصدر الانتخابات التمهيدية الجمهورية في استطلاعات الرأي ويقدم نفسه على انه خبير في مجال التفاوض، ما إذا كان الاتفاق جيدا. ويرى الدبلوماسي الأميركي السابق ريتشارد نيفيو الذي تفاوض مع إيران أن المتطرفين سيحاولون "إثبات بأنهم ظلوا ثابتين حيال خصومهم وتبديد الانتقادات على المستوى الوطني".

لكن كما قال أوباما الاحد فان "خلافات عميقة" لا تزال قائمة بين البلدين. ودان أيضا أنشطة إيران "التي تزعزع الاستقرار" في المنطقة. وقال نيفيو إن "معالجة المشكلة النووية لم تساهم في تسوية المشاكل في سورية واليمن أو بشكل أوسع النزاعات الطائفية في المنطقة".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً