«أسعدكم بـ 15 ثانية»، بهذه الكلمات الثلاث يختصر أحد الشباب البحرينيين النشطين في موقع التواصل الاجتماعي «انستغرام»، الطريق الذي اتخذه العشرات من الشباب الموهوبين في التمثيل، وهو طريق الفرار من السياسة، باتجاه تسجيل مقاطع كوميدية يبثونها عبر «انستغرام».

المقاطع الكوميدية التي لا تتعدى مدتها «15 ثانية» تحاكي في أغلبها عادات اجتماعية قديمة وحديثة، إذ يحرص الشباب النشطون في هذا المجال على محاكاة إحدى العادات في مشهد مضحك، يعيد أحيانا بالذاكرة إلى أعوام ماضية.

ظهور الحسابات الشخصية والمجموعات الهادفة إلى بث الكوميديا، وإبعاد المجتمع عن دهاليز السياسة، برز في أعقاب الأزمة السياسية التي شهدتها البحرين في العام 2011، إذ انتشرت هذه الحسابات بشكل ملحوظ.

وتلقى حسابات المقاطع الكوميدية، رواجاً كبيراً، وليس في البحرين فقط، وإنما في دول خليجية أخرى، والملاحظ أن هذه الحسابات تحصد عدداً من المتابعين، وصل في حساب الشاب المعروف أحمد شريف إلى نحو مليون متابع، كما تحظى بتفاعل من المتابعين من خلال التعليقات وعدد مرات الإعجاب.

ومن خلال متابعة «الوسط» بعض الحسابات، يتضح أن كثيراً من المقاطع يكون دور الأم هو المحور الأساس فيها، إذ انتشرت مقاطع كثيرة يمثل فيها الشاب دور الأم مرتدية «مشمر» الصلاة، وتكون تارة في المطبخ وأخرى على الوجبة، كما تتضمن بعض المقاطع تمثيل دور الأب، وهيبته وقوته داخل المنزل.

ولا تخلو هذه المقاطع من رسائل هادفة إلى تغيير سلوك أو تصرف في المجتمع.

ويحرص الشباب النشطون في هذا المجال على محاكاة القرارات الحكومية التي تمس المواطن بصورة مباشرة، وتدخل في صلب المجتمع، ومنها قرار رفع الدعم عن اللحوم، وقرار رفع أسعار البنزين.

وأصبحت حسابات هؤلاء الشباب مصدر رزق لهم، إذ يصوّر بعضهم إعلانات لشركات ومحلات تجارية، وخصوصاً أن عدد متابعيهم يتجاوز عشرات الآلاف.

ولم تقتصر هذه الحسابات، على الأفراد، بل امتدت للمجموعات، فهناك حسابات متخصصة في الكوميديا، تمثل مجموعة من الشباب، جميعهم يكونون شركاء في تسجيل المقاطع الكوميدية، ومن بينها «شباب سلماباد»، و»مجموعة الطحاطيح».