العدد 4886 - الجمعة 22 يناير 2016م الموافق 12 ربيع الثاني 1437هـ

لماذا يجلد نواب ذواتهم الآن؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الحديث عن عدم رضا نواب بشأن أداء مجلسهم منذ بدء دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أصبح علنياً وواضحاً للجميع، فقد دخل المجلس في مرحلة وصفت بـ «جلد الذات».

نواب يطالبون بـ «إعادة» هيبة المجلس، وآخر يقف ويصرخ في وجه زملائه «قفوا وقفة رجال»، وذلك احتجاجاً على قرارات رسمية.

جاءت قضية رفع أسعار البنزين على المواطنين، لتفتح الباب على مصراعيه، في ظل حديث نواب عن عدم وضع أي اعتبار لهم كسلطة تشريعية ورقابية، وكجزء فاعل في اتخاذ القرارات المصيرية، رغم وجود اتفاق سابق ولجنة مشتركة بينهم وبين الحكومة.

تخيل عزيزي القارئ أن الحكومة قبل 11 يوماً تقريباً (31 ديسمبر/ كانون الأول 2015) من قرار رفع أسعار البنزين (11 يناير/ كانون الثاني 2016) كانت تؤكد للنواب بأنه لا توجد رؤية لديها بشأن رفع سعر البنزين، وحتى يوم صدور القرار أكد جُل النواب عدم علمهم بذلك؛ بل تفاجأوا وصدموا بالقرار، بينما المؤكد أن أعضاء في مجلس الشورى كانوا على علم واطلاع بالقرار قبل أيام من صدوره.

النائب علي العطيش، من بين النواب المطالبين الحكومة بـ «إعادة هيبة»، وذلك بعد إحالة الحكومة لهم 15 مرسوماً بقانون منذ بدء دور الانعقاد الحالي، وهي الآلية التي لا تتيح للنواب إلا التصويت بالموافقة أو الرفض من دون مناقشة المرسوم!

النائب ذاته وقف في جلسة الثلثاء (5 يناير/ كانون الثاني 2016) مطالباً الوزير بـ «الاعتذار» للمجلس والشعب عما تلفظ به الأخير في رده على سؤال نائب، وذلك عندما قال الوزير للنائب وأمام المجلس «عندي كلام يخلي النائب يتحسف ألف مرة قبل أن يدخل المجلس»، وهو ما اعتبره النائب «تهديداً» حتى تدخلت رئاسة المجلس لشطب كلام الوزير من مضبطة الجلسة، دون المطالبة بـ «الاعتذار»، وهو ما أثار حفيظة النائب العطيش.

لا يخفي النواب، حقيقة أن مهمة تشريع القوانين «سُحبت منهم» وأن الدور الرقابي «سُحب أيضاً»، وهو ما أعلنه النائب محمد العمادي حتى قال: «التشريع سُحب منا، والرقابة سُحبت منا، ماذا نناقش؟ الاقتراحات برغبة؟ وهذا ما ترونه في جدول الأعمال»، في إشارة منه إلى أن مجلس النواب غارق في تقديم الاقتراحات برغبة.

النائب عادل العسومي ذو التسع سنوات خبرة نيابية، انتقد كثيراً عدم السماح للنواب بالحديث والتعليق، وعلق في جلسة يوم الثلثاء (29 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، قائلاً خلال مناقشة أحد الموضوعات «إذا ما تبونا نتكلم خلونا نروح البيت».

العسومي ذهب أكثر من ذلك وأعلن صراحة أن «الحكومة تمشي إلي تبيه، وإحنا نبربر، على كل الوزراء أن يفتحوا آذانهم للنواب وغيرهم لسماع الملاحظات، إذا كنا نتحدث ولا أحد يستمع لنا فلا داعي لحديثنا».

لنذهب لأبعد من ذلك ففي 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، دعا رئيس لجنة الشئون المالية والاقتصادية بمجلس النواب، عبدالرحمن بوعلي، أعضاء مجلس النواب إلى الوقوف وقفة رجال أكفاء أمام تحديد سقف للدين العام، معتبراً أن «عدم تحديد سقف للدين العام يعني أننا سنذهب إلى الهاوية».

النائب بوعلي أيضاً: «إذا لم يأخذ المجلس وقفة جادة، فمتى سنقف؟»، مؤكداً أن الموضوع لا يتعلق بـ «كسر خواطر أو حب خشوم أو إرضاء فلان أو فلتان».

هناك نواب يعون حقيقة ما يحدث، ويتلمسون الواقع الذي يعيشونه، وهناك نواب آخرون في سبات عميق لا يدركون ما يجري حولهم، وبالتالي فهم لا يكترثون بما إذا كانت لديهم صلاحيات أو سلطات أو أن ما كانوا يملكونه قد سحب من تحت أقدامهم في لحظة سباتهم.

حتى رئيس مجلس الشورى علي الصالح، تحدث في جلسة يوم الأحد (10 يناير 2016) عن «شح» التشريعات، راجياً من مجلس النواب إعطاء اهتمام أكبر للتشريعات!

يجلد بعض النواب حالياً ذواتهم، لأنهم أصبحوا الآن بين فكي الكماشة، بين الحكومة التي تريد رفع الدعم عن السلع الرئيسية والدخول في مرحلة «تقشف» لتجاوز الأزمة المالية، وبين ناخبيهم الذين يطالبونهم بتحسين أوضاعهم المعيشية لا زيادة الأعباء عليهم، فليس منطقياً أن يخرج نائب ليتحدث علناً بأنه لا يمكن لأحد أن يحمله مسئولية قرار رفع الدعم عن السلع الرئيسية، فإن لم تكن السلطة التشريعية والرقابية مسئولة، فمن سيكون المسئول حتى وإن كان القرار بيد الحكومة؟ إلا أن الرقابة والمحاسبة بيد النواب، وهنا يكمن دورهم من خلال تفعيل أدواتهم الدستورية والاشتغال بالسياسة الحقيقية، فالسياسة ليست كلها قرارات وصلاحيات بقدر ما هي «مماحكات» و «مساومات» واستغلال ما هو ممكن للوصول لغير الممكن، إن كان النواب يعون حقيقة ذلك أصلاً.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4886 - الجمعة 22 يناير 2016م الموافق 12 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 10:22 ص

      وكانت خاتمة المقال "فالسياسة ليست كلها قرارات وصلاحيات بقدر ما هي «مماحكات» و «مساومات» واستغلال ما هو ممكن للوصول لغير الممكن، إن كان النواب يعون حقيقة ذلك أصلاً." اذا كان النواب الافاضل ليسوا باهل سياسة من الاصل وانما أصحاب مهن او حرف بعيدة كل البعد عن السياسة لذلك كان مستوي الاداء دون المطلوب ان لم نقل ضعيف . من اقوال العامة "اشلك بالسياسة واهوالها " كما تقول العرب "فاقد الشئ لا يعطيه" وكفي الله المؤمنين شر القتال

    • زائر 28 | 7:53 ص

      الحمد لله

      اني ما صوّت لهذا البرلمان

    • زائر 27 | 7:03 ص

      ولن يرضي الشعب

      الا بإستقاله جماعيه وحل المجلسين

    • زائر 23 | 3:22 ص

      قال الامام علي عليه السلام

      لا رأي لمن لا يطاع

    • زائر 20 | 2:18 ص

      اللعبة مفهومة ، الحكومة تعرف أن هؤلاء ليسوا ممثلين حقيقين للشعب و ان وجودهم في البرلمان لأجل مصالحهم فقط ، راتب يحلمون به و جواز دبلوماسي و سفرات راتب تقاعدي و شهرة ، أمور ولا في الاحلام ، لذلك الحكومة تهينهم وتستغلهم لمصلحتها في الداخل و الخارج و تعلم أنهم ليسوا لا سلطة تشريعية ولا رقابية ، و أن من كان قلبه على البلد استقال لأنه عرف اللعبة ومشى ، كيف يستقيل نائب وصل للبرلمان ب 100 صوت و يترك كل هالعز ، انت لا تفقه سياسة أي مماحكات تريد منهم، هم ليسوا أغبياء ليستقيلوا فلتفعل الحكومة ما تريد.

    • زائر 19 | 2:13 ص

      اقتراح برغبة تحويل المجلس العقيم الى سوق المقاصيص

    • زائر 18 | 1:42 ص

      مواطن

      نحن المواطنين نعترف اننا قد تعرضنا لاحتيال وكذب وخداع من هؤلاء النواب عندما فتحوا خيامهم وخدعونا بوعودهم المخملية فقد اعطونا الشمس في يد والقمر في الآخري وهذة النتيجة استغنوا وانترست كروشهم بفضل أصواتنا نحن المغفلين والآن نعض أصابعنا ندم وحسره يا ليتنا ما صوتنا مثل غيرنا والله نقولها لكم كفو عليكم علي الأقل نفسيتكم مرتاحة أنكم ما كُنتُم سبب في ترس كروش هالنواب الجمبازية .

    • زائر 17 | 1:19 ص

      محرقية

      هذا الحال المزري الذي وصل اليه مجلس النواب حتي أصبحوا صفراً علي الشمال وليس لهم قيمة او اعتبار يجعلنا نفكر الف مرة انه لا فائدة ترجي من ان نكلف أنفسنا والذهاب الي صناديق الاقتراح وأننا علي يقين ان الامور ستتغير في الدورة المقبلة فقد أيقن الناس انه لا فائدة ترجي أبداً من هذة المجالس وان حال من سيئ الي الاسوأ وانه لا فائدة من الشعارات بصوتك تقدر ولا غيرة خلاص انتهي زمن الاستغفال والدليل انظروا لما وصل اليه حال المواطن ... يا ليتنا ما صوتنا .

    • زائر 16 | 1:19 ص

      صباح الخير

      هائولاء اعمي الله قلوبهم لا يفقهون شي اندرتهم أم لم تندرهم كئنهم خشب مسنده يحسبون كل صيحه عليهم هم العدو فعدرهم قاتلهم الله اني يؤفكون وبل الفعل هم اعداء للشعب الذي صوت لهم واعطاهم الثقه للتحمل المسؤليه والدفاع عن حقوقه المشروعه ولكن مع الأسف انكشف الغطاء وسقطوا في أول اختبار علامه المنافق ثلاث اذا وعد اخلف واذا ائتمن خان واذا حدث كذب أخي الكريم ارجع قبل الانتخابات وتذكر ما قالوا وما وعدو

    • زائر 13 | 1:13 ص

      مقال جميل ورائع وفي الصميم، ولكن هؤلاء لن يفهموا ابداً

    • زائر 12 | 12:44 ص

      يا هاني من قال انهم جلدوا ذاتهم

      هذول ناس جمبازية كلمة توديهم وكلمة تجيبهم صراخ عل الفاضي ولا لهم قرار عين حمرة يعرفونها هم يسكتون ويبلعون لسانهم ليكون صدقتهم هاني من صراخهم الا جمبزة شايف واحد يصارخ في غياب ابوه واذا دخل عليه فجأة ( فش ممحله ) هذول اي مسئول يدخل عليهم يفشون محلهم خلنا بس ساكتين لا يرفعون علينا دعوة تشهير شدتهم عل الفقارة مثلنا . الله المستعان يا هاني .

    • زائر 11 | 12:28 ص

      بصوتك تقدر عجل ًںک‚ًںک‚ًں’”

    • زائر 10 | 12:00 ص

      جلدوا ام لم يجلدوا لا يستطيعون اقناع ابسط الناس من هذا الشعب ، يعني كله حركات بايخة ما تمشي على احد فلا برلمانهم برلمان يستحق الوقوف عنده ولا حقيقة النوّاب تنطبق عليهم

    • زائر 9 | 11:50 م

      ما الفرق في الصلاحية الفعلية بين هذا المجلس و المجالس المعينة

    • زائر 14 زائر 9 | 1:14 ص

      لا فرق عزيزي
      ربما هؤلاء اشد سوءاً من المعينين

    • زائر 8 | 11:50 م

      صدق بصوتك تقدر

    • زائر 15 زائر 8 | 1:15 ص

      ايه بصوتهم قدروا يحققون لانفسهم منافع شخصية على حساب الناس البسطاء

    • زائر 7 | 11:49 م

      من قبل الدخول لبرلمان هذا وضعه فلا جلد ولا بطيخ لأن المسألة واضحة وضوح الشمس منذ البداية ومن قبل دخول السفينة مكتوف الأيدي فلا يتوقع ان تفتح يداه

    • زائر 6 | 11:47 م

      حركات ما تمشي على شعب البحرين.
      فاهمين البير وغطاه ومن يحاول استغفالنا فهو الغافل

    • زائر 5 | 10:44 م

      بس قفلو البرلمان

      مدام مافي فايدة مطالبكم طلبو الاستقالة وخلصو روحكم من الناس

    • زائر 4 | 10:38 م

      بختصار

      مجلس البرلمان في البحرين مجرد ديكور الي الخارج ان البحرين دمقراطيه بصوتك تقدر ههه

    • زائر 24 زائر 4 | 3:27 ص

      قفوا موقف تاريخي

      طيب عرفنا انكم ما في يدكم شي و الحكومة ماضية فيما تريد و انتوا وين ضمائركم أبسطها تتركون الأنانية عنكم و تتخذون خطوة تاريخية تخلي الناس تذكركم بخير و تخلون ذممكم و اطلعون من المجلس يعني تنسحبون نهائيا هذا اشرف موقف يفترض تتخذونه و ما راح تموتوا من الجوع الله يرزق من يشاء لكن ما أظن واحد منكم يفكر في القرار تعودتون على العز

    • زائر 25 زائر 4 | 4:17 ص

      البرلمان

      في وضعه الحالي المستفيدين منه فقط الحكومه بل إنها أمام العالم أنها بريئة من كل القرارت فهيه لديها مجلس تشريعي ورقابي هو من يتحمل المسؤليات كلها

    • زائر 3 | 10:17 م

      ليس هذا البرلمان الذي ناضل من أحله الشعب .... شيعة وسنة.

    • زائر 2 | 9:57 م

      الكاسر

      احم كلشي ولا نوابنا الفلتة

    • زائر 1 | 9:53 م

      نواب بصوتك تقدر !!

      الله يذكر بالخير الشيخة "مي ." وكلامها علي نواب الغفله

    • زائر 26 زائر 1 | 5:26 ص

      المال اللي ياخذوه النواب حرام عليهم

      لأنهم لم يدافع عن الشعب .
      يقدموا الإستقالة أفضل إليهم أن كانون رجال.

اقرأ ايضاً