العدد 4887 - السبت 23 يناير 2016م الموافق 13 ربيع الثاني 1437هـ

هل تصحح وزارة التربية خطأها الأكبر؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قدّم النائب محمد ميلاد في الجلسة الأخيرة للبرلمان، مقترحاً بقانونٍ ينصّ على حصر معيار الحصول على البعثات التي تقدّمها وزارة التربية والتعليم بالمعدل الأكاديمي للطالب وإلغاء النظام المعمول به حالياً، الذي يخصّص فيه للمقابلة نسبة كبيرة من التقييم.

الإجراء قد يستغرق شهوراً، ولا نستغرب أن يواجه معارضةً من قبل بعض النواب أنفسهم، رغم أنه مطلبٌ محقّ وعقلاني وعادل، ويعتبر تصحيحاً لهذا الخطأ الكبير الذي تورّطت الوزارة في ارتكابه.

الاقتراح يشترط معياراً وحيداً للحصول على البعثة، بأن تكون نسبة الطالب ودرجات معدله الأكاديمي أعلى من غيره، وعند تساوي طالبين متفوقين يتم الاقتراع بينهما بحضورهما. وهو اقتراحٌ منصفٌ وعادلٌ، كما يحقّق عنصر النزاهة، وهي أهم العوامل المطلوبة لإشاعة جوٍّ من المنافسة الشريفة بين الطلاب المجتهدين، بحيث لا يخرج أحدٌ متظلماً، كما يحدث حالياً مع نهاية كل عام، حيث يتظلم مئات الطلبة المتفوقين، بسبب هذه السياسة التي لا توفّر الحد الأدنى من العدالة والشفافية والإنصاف.

النائب أضاف أنّ الاقتراح الذي قدّمه «يوجب على وزارة التربية نشر أسماء ومعدلات ومسار الخريجين من المدارس الحكومية والأهلية الحاصلين على البعثات بالجريدة الرسمية وإحدى وسائل الإعلام أو أكثر». وهو إجراءٌ ليس صعباً ولا مستحيلاً، لتعزيز الشفافية فيما يخصّ آلية توزيع البعثات، وخصوصاً أن الوزارة كانت تتبعه منذ عقود. بل إن ذلك هو الأصل، فحين تنشر الأسماء والمعدلات للرأي العام، بكل شفافيةٍ ونزاهةٍ ووضوح، فأنت تثبت أنه ليس لديك ما تخفيه عن الناس أو تخجل من فعله، أو تنفّذه وراء الكواليس، أو تفتح الباب للشبهات بأنك تحابي ناساً وتظلم آخرين.

إن إحدى خصوصيات بلدنا أنه صغيرٌ جداً، فلا مجال لإخفاء المعلومات أو التلاعب بالألفاظ أو اعتماد المغالطات. وموضوعٌ مثل البعثات يمسّ مئات المتفوّقين من خريجي الثانوية سنوياً، وقد نشرت الصحافة في الأعوام الستة الأخيرة الكثير من شكاوى الطلبة وأولياء الأمور بهذا الخصوص. كما دافعت الجمعيات الأهلية وخصوصاً الحقوقية منها، عن اعتماد المعدل الأكاديمي معياراً وحيداً لاستحقاق البعثات، كما يحدث في جميع دول الخليج والعالم، وكما كان معتمداً في البحرين سابقاً حتى أعوام قليلة ماضية. فالمطالبة بالرجوع إلى الآليات الصحيحة ليس بدعة ولا خطأ، بل الخطأ هو في الاستمرار على الخطأ، والإصرار على مواصلة هذه الطريقة غير العادلة، وغير المنصفة، وغير الشفّافة في توزيع البعثات، والتي تثير الكثير من الشبهات والاعتراضات، والانتقادات والتظلمات، مما تنشره الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي كل عام.

إن وزارة التربية والتعليم، هي الوزارة الأكبر من حيث التعامل مع أكبر كتلة سكانية في البحرين، سواءً من حيث التعليم (125 ألف طالب وطالبة)، أو التوظيف (18 ألف معلم وإداري وموظف)، وهي بالتالي أكثر الوزارات حاجةً لانتهاج الطرق السليمة في التعامل مع هذا العدد الضخم من الطلبة والموظفين، بما يعزّز الثقة بأدائها وشفافيتها، ونزاهتها وعدالتها.

لو كنت في موقع وزير التربية والتعليم، لأعلنت ترحيبي بالاقتراح، وتأييدي الكامل لتطبيقه ودون تحفظ، لأنه سيعزّز الثقة بالوزارة وأدائها وشفافيتها، ويصحّح الخطأ الأكبر الذي وقعت فيه الوزارة لأعوام.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4887 - السبت 23 يناير 2016م الموافق 13 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 7:37 ص

      لقد عملوا النظام الحالي البغيض للبعثات لكي يعطوا البعثات الى اهلهم و اصحابهم و معارفهم.
      ..
      يعني فساد في فساد.

    • زائر 15 | 7:36 ص

      ..اليوم لا يعرف في وزارة التربية والتعليم من المسؤول عن فساد مخرجات التعليم ولا يوجد مرصد ولا من يحاسبة سعادات الوكلاء ولا من يحاسب المتنفذين في وزارة الخسائر. فهل ينتفض الوزير على من في حكمه ويخفظ لوقليل من إنتعاش الفظائح أوإنبعاث الروائح؟؟

    • زائر 14 | 6:52 ص

      ما فيه أمل بالمرة. سياسة وليست صدفة.

    • زائر 12 | 1:17 ص

      أبو علاء

      لن يجد هذا المقترح النور لأن هناك من يقتات على التفرقة والعنصرية والطائفية والتمييز !!

    • زائر 10 | 11:59 م

      يه شقاعد ايقول ذي احنا من 2011 الى الحين نشتغل للتهميش ولا احنا املحقين يبي يرجعنا من نقطة الصفر عجبي

    • زائر 9 | 11:52 م

      يا سيد

      بدون هذه الطريقه ما ياكلون شي صوبنا .. قبل هالاليه معروف من بالضبط الي يتصدر قائمة المستحقين للبعثات و الاسماء تدل عليهم .. اما قولك لو كنت الوزير .. فاختلف معك فهو من سن هذا القانون رغم وضوح عدم عدلته .
      البحرين للاسف اصبحت تقاس الوطنية بمدى تايدك للاجراءات الحكومية فقط ، و ليس بحبك ان ترى البحرين بلد متطور و مثقف و عادل بين ابناءه !
      و اصبحت صكوك الوطنية توزع لولاءك لفلان و علان لا لوطنك.
      بالعموم كل هذه الامور ستنقلب قريبا راسا على عقب مع العجز في الميزانية و حب الخشوم لن يفيد

    • زائر 8 | 11:45 م

      الكاسر

      راح يطّلع لك تواب ترفض الاقتراح وراح تنسي الأوراق داخل الأدراج

    • زائر 7 | 11:32 م

      حاسب لا يهددك الوزير

      ما يعمل به من توزيع البعثات مرسوم مخطط الوزير هو أداة تنفيد فقط فلا تحملوه المسؤولية ليتم توجيه الاقتراح لمن غير المعيار فكل شيء مستهدف لفئة كبيرة من الناس لا يراد لها العيش بكرامة ونقول الزمن تغير وسنغير واقعنا بسلمية وحضارية والعالم كله يرى الخلل وسيقف معنا في لحظة ما ونتمناها ان تكون قريبة لنتخلص من عقلية الانتقام المدمرة

    • زائر 6 | 11:18 م

      الجواب على طلبك ياسيد هو صمت القبور!!! لاتتعب نفسك خاربة خاربة!!!

    • زائر 5 | 11:04 م

      الحر ...يختلف عن العبد
      الحر .... لا يرضى بالذل
      الحر ... لا يرضى بالظلم
      وترى الحرية مطلب الكل
      وبالنتيجة هي فقط ليست لل.. من يسخرون حياتهم للدرهم ومحاباة... ويحسبون انهم يحسنون صنعا

    • زائر 4 | 10:51 م

      تمنيات

      اتأذن في خرابه ياسيد

    • زائر 3 | 10:27 م

      لاالبعض يقولك وبلاخجل ليكون هناك توازن وماشوف توازن قلتم في الجيش والحرس الوطني والداخلية وفي الجوازات والأحصاء والدوائر الحكومية والمتفوقين دراسيا مو حرام تبعدهم من رغباتهم وتأتي بالأقل معدل وتعطيه حق الآخرين ياسيد لايريدون الشفافية.

    • زائر 2 | 9:50 م

      اذا كيف تصبح طائفية ؟!

      اذا مارست العدالة والشفافية كيف ستحابي وكيف ستقرب من تريد وتبعد من لا يحبه القائمين على الوزارة من التيار الديني
      من عرفناها هذه الوزارة وهي مكان للمحسوبية واثارة النعرات الطائفية والعنصرية
      حسبنا الله ونعم الوكيل

اقرأ ايضاً